خبر الأشخاص الذين يمتلكون عيون زرقاء لديهم سلف واحد مشترك

الساعة 07:48 م|27 يوليو 2016

فلسطين اليوم

قام فريق في جامعة كوبنهاغن بتتبع طفرة جينية حدثت قبل 6-10 آلاف سنة وكانت مصدراً لكل العيون الزرقاء لدى البشر الموجودين على كوكب الأرض الآن.

ما هي الطفرة الجينية

تبعاً للبروفيسور (هانز ايبرج) من قسم البيولوجيا الخلوية والطب الجزيئي، ففي الأصل، كان البشر جميعاً يمتلكون عيوناً بنية اللون، لكن طفرة جينية أثرت على جين (OCA2) في الكروموسومات لدينا مما أسفر عن إنشاء “محول”، قام بالمعنى الحرفي للكملة بـ”إيقاف” قدرة الجينات على إنتاج الصباغ البني في العينين، والجدير بالذكر هنا أن جين (OCA2) هو الجين المرمز لما يسمى ببروتين (P)، الذي يشارك في إنتاج الميلانين، الصباغ الذي يعطي لون للشعر والعينين والجلد لدى البشر.

هذا “المحول” الذي يقع في الجين المجاور لـ(OCA2)، لا يقوم بإيقاف عمل الجين تماماً، وإنما يحد من عمله للحد من إنتاج الميلانين في قزحية العين – مما يحول لون العيون البنية إلى الزرقاء- لذلك فإن تأثير التحول على الجين (OCA2) محددة جداً، فإذا ما تم تدمير الجين (OCA2) أو إيقافه تماماً، فإن البشر سيصبحون عديمي الميلانين، وهذا سيؤثر على شعرهم وعيونهم أو لون بشرتهم أيضاً – وهي حالة تعرف باسم المهق.

الاختلاف الجيني المحدود

الاختلاف في لون العيون من البني إلى اللون الأخضر يمكن أن يكون يتم تفسيره تبعاً لكمية الميلانين في قزحية العين، ولكن الأفراد الذين يتميزون بعيون زرقاء يمتلكون درجة صغيرة من الاختلاف فقط في كمية الميلانين في القزحية لديهم، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نستنتج أن جميع الأفراد الذين يمتلكون عيوناً زرقاء يرتبطون بذات السلف، حيث أنهم جميعاً ورثوا ذات المحولالذي يؤثر على ذات المكان في الحمض النووي، في حين أن الأفراد الذين يمتلكون عيوناً بنية يتميزون بوجود فروق فردية كبيرة في منطقة الحمض النووي التي تسيطر على انتاج الميلانين.

قام البروفسور (إيبرج) وفريقه بفحص الحمض النووي ومقارنة لون عيون أشخاص يمتلعوك عيوناً زرقاء في بلدان مختلفة مثل الأردن والدنمارك وتركيا، وكانت النتائج التي توصل إليها هي الأحدث خلال عقد من الأبحاث الجينية كانت قد بدأت في عام 1996، عندما أشار البروفسور (إيبرج) بأن الجين (OCA2) هو المسؤول عن لون العيون.

الطبيعة المراوغة لجيناتنا

بحسب البروفسور (إيبرج)، فإن تحول اللون البني للعيون إلى اللون الأزرق لا يمثل طفرة إيجابية أو سلبية، فهو واحد من عدة طفرات مثل لون الشعر، والصلع، والنمش التي لا يزيد ولا تقلل من فرص الإنسان للبقاء على قيد الحياة، بل هو يظهر ببساطة أن الطبيعة تخلط الجنيوم لدى البشري باستمرار، وتخلق كوكتيل جيني من الصبغيات الإنسانية في محاولة منها للخروج بتغييرات مختلفة كما هو الحال الآن.

كلمات دلالية