خبر هجوم هاذ وسخيف -اسرائيل اليوم

الساعة 10:43 ص|26 يوليو 2016

فلسطين اليوم

 على مجرد شرعية اسرائيل

بقلم: دان مرغليت

          (المضمون: رغبة ابو مازن في الادعاء ضد وعد بلفور لا تنسجم بالتأكيد مع تظاهره وكأنه يؤيد اقامة دولتين للشعبين. فليس بنيامين نتنياهو وحده هو الذي لا يقصد ما يقول بل ان ابو مازن لا يقل عنه - المصدر).

       وجوه كثيرة لابو مازن، ولكن لم يسبق ان كانت صورته هاذية اكثر. حتى يوم أمس علم انه طلب المساعدة من الدول العربية للتوجه الى المحكمة الدولية في لاهاي ضد بريطانيا، التي أصدر وزير خارجيتها آرثر جيمز بلفور، قبل نحو 99 سنة بطاقة الى البارون روتشيلد مع التوجه الى الحركة الصهيونية. في نحو 50 كلمة كتبها في البطاقة وعد وزير الخارجية بان تعمل بريطانيا على اقامة وطن قومي للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل، دون المس بالاخرين.

          12 مسودة سبقت الاعلان. فقد نشر ليونارد شتاين عنها كتابا وقع في نحو 500 صفحة. وكان العراب هو د. حاييم وايزمن، الذي اصبح لاحقا الرئيس الاول لاسرائيل. وعندما تساءل بلفور لماذا بالذات في بلاد اسرائيل؟ اجابه وايزمن، مثلما روى في « فكر وفعل »، بان « القدس كانت لنا في الوقت الذي كانت لندن لا تزال مستنقعا ».

          ولكن اعلان بلفور لم يبقَ بذاته. فقد ايده العالم. وحتى الملك فيصل من العراق – الذي يعود أصل عائلته الى السعودية – عقد اتفاقا مشروطا مع وايزمن. وقد أقر الاعلان في المؤتمر الدولي الذي انعقد بعد الحرب العالمية الاولى في سان ريمو في 1920. وأعطى اقرار الانتداب في مؤتمر لندن في 1922 مفعولا دوليا لاعلان بلفور. ولعله تقريبا مثل قرار الامم المتحدة في 1947 حول اقامة دولة يهودية في قسم من البلاد.

          لا يمكن، إذن، شجب بريطانيا وكأن اعلان بلفور – الذي كان سببا لشغب عربي في البلاد كل سنة تقريبا – يبقى بحد ذاته. فلو طلب من المحكمة الدولية ان تتناول المسألة، لكان عليها ان تبحث في مسألة اذا كان وجود اسرائيل شرعيا في نظر العالم في ظل تجاهل القرارات في هذا الموضوع حتى يومنا هذا.

          يحتمل أن تكون هذه النية المبيتة خلف خطوة ابو مازن اليائسة. فهو يأمل في أنه اذا نجح في أن يضع بريطانيا في قفص الاتهام على ورقة من العام 1917، سينهار المبرر الصهيوني كبرج ورقي منذئذ وحتى النهاية. مثل هذا الميل لا ينسجم بالتأكيد مع تظاهره وكأنه يؤيد اقامة دولتين للشعبين. فليس بنيامين نتنياهو وحده هو الذي لا يقصد ما يقول بل ان ابو مازن لا يقل عنه.

          في أساس الامر هذا توجه سخيف. سخيف لدرجة ان من الملائم تحديه والتساؤل لماذا اكتفى فقط بالاتهام ضد انجلترا. فماذا عن اتهام الرب الذي وعد بان « لزرعك اعطي البلاد »؟ يبدو أن « العهد بين المتعاهدين » أكثر جذبا لهذه الدعوى الهاذية من بطاقة بلفور. 

كلمات دلالية