خبر عندما يأتي العدو من الخلف: التهديد الجديد لمقاتلي الجيش قرب غزة

الساعة 11:14 ص|25 يوليو 2016

فلسطين اليوم

حدود قطاع غزة، ليلة الجمعة الماضية، تم خرق الهدوء في شبكة الاتصال للفرقة الشمالية بعد أن شعرت مراقبة من سلاح الاستخبارات بتحركات مشبوهة في الجانب الاسرائيلي.

المراقبة شعرت بالتوتر، حيث صعب عليها أن تقرر إذا ما كان هذا حيوانًا أو انسانًا، لكن في نهاية الأمر قررت ألا تخلق مخاطر لا داعي لها، وسارعت بدعوة مقاتلي كتيبة « جفعاتي » للمكان. الهدوء في شبكة الاتصال للكتائب تحول في لحظة لاستغاثات وتقارير حول مكان الجسم المشتبه به الذي يتحرك بسرعة نحو الحدود. وصل المقاتلون وكانوا على وشك القبض على المشتبه، بعد مرور دقيقة أو دقيقتين يبدو انه نجح باجتياز السياج لداخل الجانب الفلسطيني واختفى داخل المناطق المبنية في غزة. يمكن التقدير بحذر أنه كان بمثابة ثمرة ناضجة في أيدي نشطاء حماس الذي يتتبعون النشاطات على الحدود.

منذ الجرف الصامد تسلل 3 مواطنين إسرائيليين عبر السياج الحدودي لغزة، وحسب تقديرات جهات أمنية فإن الثلاثة في أيدي حماس، وهي ترى بهم ورقة مساومة، لكنهم في الجيش الاسرائيلي يميزون بشكل واضح لا لبس فيه بين من تسلل من تلقاء نفسه وبين ضحايا الجيش هدار غولدن وأرون شاؤول، اللذان قتلا في عملية « الجرف الصامد ». اجتياز الحدود بواسطة مواطنين هو نوع من السيناريوهات أو التحديات، لكنه بالتأكيد ليس تهديدًا؛ يقولون في الجيش. التهديدات الحقيقية التي تقف في وجه المقاتلين في المنطقة مختلفة ومتنوعة: نيران قناصة والسلاح الخفيف، إطلاق صواريخ وقذائف هاون، عبوات ناسفة، صواريخ مضادة للدبابات، ومحاولات تسلل من البحر، البر وعبر الأنفاق.

اعتبروا في الجيش هذا الواقع « تهديدًا تامًا بدرجة 360 »، تهديد من أي اتجاه، استخدام النفق عندما تم خطف جلعاد شاليط في صيف 2006 لم يحرك ساكنًا في الجيش، وفقط بعد مقتل 16 جندي في « الجرف الصامد » كنتيجة لهجوم مقاومين خرجوا من النفق جاء التغير الذي طال انتظاره. قدم جهاز الأمن منذ ذلك الوقت 1.2 مليار شيقل للتمويل، التطوير، امتلاك وإقامة بنى للعثور على الأنفاق على طول الحدود، وربما حتى الآن مهمة العثور على أنفاق معقدة جدًا.

منذ « الجرف الصامد » أقامت حماس على طول الحدود منطقة أمنية تشمل مواقع، أبراج مراقبة، رجال استخبارات ودوريات، إنها تحسن مواقعها باستخدام آليات هندسية، وأحيانًا باستخدام وسائل جمع مختلفة. نشطاء الذراع العسكري لحماس يحضرون الساعة الثامنة صباحًا للمواقع ويغادرون مع حلول الظلام. تدريب معقد لحماس يحظى باهتمام خاص ويجب التأمل منه - من بين عدة أمور - حول التسلح بشكل غير عادي أو عن تطورات أخرى، أي تغير شاذ يحظى برد في حركة قوات الجيش الاسرائيلي والدبابات نحو أهداف محتملة، « ليس هناك توتر، لكن هناك يقظة » قال أحد المقاتلين.

قادة الألوية في المنطقة يطلبون حذف مصطلح « هدوء مستمر » من القاموس، تتوقع ألوية غزة من قادة المنطقة التحدث بأمور الدفاع والهجوم، تعبير « هدوء مستمر » قديم وليس له علاقة بالواقع، يوضح الضباط، « خصوصًا عندما يكون هناك تجمعات تقع على بعد مئات الأمتار فقط من السياج »، لذلك فهم يفضلون تعبير « الاستعداد للقتال » ويؤكدون أمام الضباط أن المفاجأة يمكن أن تندلع في اي لحظة.

التاريخ في المنطقة يُظهر أن حماس حققت إنجازات عسكرية عندما قامت بمفاجأة الجيش ووجدته غير مستعد، الجميع يذكر النفق الذي عثر عليه قرب معبر صوفا قبل سنتين، والذي خرج منه 12 مقاتلًا من حماس، في اللحظة التي أدرك فيها المقاتلون أنه تم كشفهم عادوا بلا أي ضرر. فرضية قائد كتيبة « روتم » بسيطة، ألا وهي « إذا وجد العدو أنه لم ينجح بمباغتتنا فإنه سيعود أدراجه للمكان الذي أتى منه ».

منذ « الجرف الصامد » يتنقل مسؤولو الذراع العسكرية لحماس مع شعور بمرارة وقلب ممتلئ ضد القيادة السياسية للتنظيم التي قررت من جانب واحد إنهاء المعركة بلا إنجاز كبير يغير حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، كذلك محاولات تركيا لحسم مصير حماس في اتفاق المصالحة مع إسرائيل فشلت فشلًا ذريعًا؛  في ضوء ذلك، يقدر ضباط كبار في الجيش أنه في الجولة العنيفة المقبلة ستحاول الذراع العسكرية لحماس أن تفاجئ ليس فقط إسرائيل؛ بل أيضًا الذراع السياسية للحركة، ومن أجل محو حقيقة الفشل سيكون رؤساء الذراع مستعدين للتضحية بكل النشطاء الذين يحرسون كل المواقع في المنطقة الأمنية على الحدود.

حماس تعلم أن الجيش سيحاول تدمير جميع المواقع الخاصة بالتنظيم، وقائد كتيبة « روتم » يُقدر الآن أنه في المرة القادمة ستحاول حماس ان تُفاجئهم بالتسلل المزدوج مع قوة النيران ونطاق أكبر للمقاتلين، أكبر مما فعلت في السابق.

كلمات دلالية