تقرير ما سبب ارتفاع أسعار التين و العنب في أسواق غزة؟

الساعة 03:56 م|20 يوليو 2016

فلسطين اليوم

يشتكي المتسوقون في قطاع غزة من ارتفاع فاحش في أسعار الفواكه، و خصوصاً فاكهتي التين و العنب،في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين الذين عانوا وذاقوا ويلات الحصار والغلاء المتدرج في أسعار الفواكه و الخضار على حد سواء، و الذي يضاف الى قائمة طويلة من المعاناة اليومية التي تطال كافة مناحي الحياة في القطاع، حتى أصبح المواطن يشعر بأنه يعيش على بقعة من عالم آخر، حيث بات ارتفاع الأسعار شبحاً يطارد المواطنين من كافة الفائات.

« الأسعار في العلالي، يبدو أننا لن نستطيع أكل التين في هذا العام لان اسعاره مرتفعة الى حد الجنون »، بهذه الكلمات أبدت الحاجة باسمة سالم، 56 عاماً تذمرها من الأسعار المرتفعة للعنب و التين في أسواق القطاع، رغم وجود كمية وفيرة من التين في الأسواق.

و أشارت سالم في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »: « إن الفاكهة عنصر مهم في السلة الغذائية لكل مواطن، و لكن الأسعار دفعت الناس للاقتصاد في شرائها على الرغم من حاجتهم الملحة لها ».

و أضافت: « فصل الصيف هو فصل الفاكهة، و فيه تكثر الفواكه و تتنوع، و كان اللمواطن قبل ذلك يشتري ما يشتهي منها، لأن اسعارها كانت في متناول كافة الفئات، لكن الآن فقد أصبحت الأسعار نار على الرغم من سوء الحالة المادية و الظروف الاقتصادية التي يعيشها السكان في قطاع غزة ».

حال سالم هذا كحال معظم المواطنين في القطاع، الذي يعاني حصاراً مشدداً تفرضه سلطات الاحتلال منذ 10 أعوام، و طال كافة مناحي الحياة للمواطنين، فمن ناحيته قال المواطن هاني زايد، 35 عاماً إن أطفاله يطلبون منه ان يشتري لهم الفواكه، و خصوصاً التين و العنب، و لكن ظروفه المادية لا تسمح له بشراء ما يطلبون لارتفاع اسعارها في السوق.

و أضاف: « بالكاد استطيع شراء قائمة الاحتياجات الأساسية من الخضار عندما أذهب للتسوق، و لا يبقى لدي ما أشتري به أي صنف من الفاكهة، لأن شراء ما يكفي العائلة من الفاكهة يحتاج مني ميزانية التسوق كلها، حتى لو كان صنف واحد ».

و عن سبب الارتفاع أوضح رئيس قسم البستنة في وزارة الزراعة، المهندس محمد أبو عودة بأن الارتفاع في أسعار فاكهة التين يعود لغياب الرقابة على الأسعار.

و أشار في حدث خاص لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى أن فاكهة التين متوفرة بكثرة في السوق بقطاع غزة، و على الرغم من وجود نوعين منه « التين الجبلي و تين الوادي » الا أن الأسعار هي ذاتها، مع العلم أن التين الجبلي أفضل أنواع التين، ويفترض أن يكون « تين الوادي » أقل ثمناً و خصوصاً هو الأكثر وفرة في السوق الغزي.

و يباع التين في أسواق القطاع بسعر 11-12 شيكل للكيلو، و وفقاً لأبو عودة فإن هذا السعر مرتفع جداً، داعياً الى زيادة الرقابة من وزارة الاقتصاد على هؤلاء التجار للعمل على تخفيض سعره ليكون في متناول المواطنين.

أما فيما يتعلق بمحصول العنب في هذا العام، فقد أكد بأن المرض الذي أصاب المحصول هو سبب ارتفاع سعره في الأسواق، لافتاً الا أانه حتى الآن لم يتم القضاء على المرض.

و لفت المهندس أبو عودة الى أن معظم العنب الموجود في قطاع غزة الآن قد تم استيراده من الضفة و الداخل المحتل، لكن الكميات المتوفرة محدودة، و أن هناك احتمال لزيادة الكمية المستوردة خلال المرحلة المقبلة.

كانت وزارة الزراعة بغزة، قد كشفت الشهر الماضي عن وجود مرض فطري أصاب محاصيل العنب، ما سيؤدي إلى خسائر في الإنتاج.

وقال نزار الوحيدي مدير الإدارة العامة للإرشاد، إن محصول العنب بالقطاع تعرض لخسائر تراوحت ما بين 20 إلى 30% من إنتاجه؛ بعد إصابته بمرض البياض الزغبي.

وبين الوحيدي أن المرض نشط خلال العام الجاري قبل موعده؛ نظرا لظروف ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مشيرا إلى أن المزارعين فشلوا في التعامل معه؛ حيث رشوا العنب بمبيدات تكافح فطر البياض الدقيقي فيما كان المحصول مصابا بالبياض الزغبي.

كلمات دلالية