خبر « جمال اليهودية » -هآرتس

الساعة 10:55 ص|20 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ب. ميخائيل

 (المضمون: على مدى مئات السنين تخلص الدين اليهودي من بعض الآفات لأنه لم يكن مسيطرا كنظام حكم. وها هو الآن بفعل بعض الشوفينيين يستعيد هذه الامور ليفرضها على المجتمع في اسرائيل - المصدر).

 

          بعض الشؤون الدينية احتلت العناوين مؤخرا: 1- نائب الجنرال ايال كريم، الذي كتب عن إذن اغتصاب الأسيرات « الجميلات ». 2- يغئال لفنشتاين من المعهد في مستوطنة عيليت، الذي لقب المثليين بلقب « الأحصنة » على طول الخطاب الذي ألقاه (الاستماع الى اقوال لفنشتاين الديماغوجية في الانترنت سيجعلك تكتشف الكثير من هذه الجواهر). 3- وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، الذي منح « جائزة مشروع الحياة » و150 ألف شيكل للاعب الذي أصبح حريديا وتورط في الاموال شولي رند. لأنه « نجح في الكشف عن جمال اليهودية لكل قلب ». رند أُدين في الوقت الحالي بالتسبب لضرر جسدي لزوجته، ويبدو أن هذه ليست الحادثة العنيفة الاولى في العائلة. في عام 2012 هربت زوجته الى مؤسسة النساء المعنفات وبقيت هناك الى سنة 2013.

 

          وُجد الكثير من الأحداث في اسبوع واحد وأنا سأتحدث عنها بالترتيب.

 

1- اعطاء الاذن باغتصاب الاسيرة ليس مجرد حديث على هامش التلمود، كما يعتقد الجميع. بل العكس، هذا إذن واضح في التوراة: « عندما تخرج للحرب ضد أعدائك... وترى امرأة جميلة وترغب فيها، خّذها كزوجة ». حسب الرمبام وآخرين مسموح اغتصابها أول مرة « دون الزواج منها ». وقد تم تهميش هذه الاقوال للتقليل من بشاعة هذا الاذن وتقزيمه – وتبريره ايضا في « ظروف معينة ».

 

أي أن نائب الجنرال كريم لم يتحدث في أمور هامشية. بل قال ما هو موجود فعلا بالتوراة. ومن اجل زيادة السعادة، يجب معرفة أن من حق الرجل اغتصاب زوجته متى شاء وكيفما شاء (مرة اخرى الرمبام): « كل ما يريد الشخص فعله بزوجته، يفعله. ويعاشرها سواء وافقت أم لم توافق ».

 

أليس هذا أمرا رائعا؟.

 

2- ايضا النظرة الى المثليين على أنهم أحصنة، مستمدة من التوراة بوضوح. لذلك فان الخطيب لفنشتاين تصرف بشكل يهودي. وطالما أن هذه الاساءة مسموحة في القانون فلا يجب لومه. بل يجب لوم المشرع والقانون اللذان يسمحان بذلك.

 

3- الغريب هو أن بينيت ايضا على حق. شولي رند نفذ في نهاية المطاف إذن ديني واضح يسمح للرجل بضرب زوجته في ظروف معينة (ما زلنا نتحدث عن الرمبام): "كل امرأة تقصر في واجباتها يجب معاقبتها حتى بالضرب. باختصار، يجب أن تشكر السيدة رند زوجها لأنه لم يضربها بالسوط.

 

كل ذلك – يهودية. أو بشكل أدق بقايا اليهودية القديمة العنيفة الشوفينية والقبيحة، تماما مثلما كان جيرانها في ذلك الحين. ولكن على مدى ألفي سنة من وجود اليهودية بدون سيطرة، تنصلت من امور كهذه. احيانا بفعل الاخلاق الانسانية واحيانا من اجل البقاء والتأقلم: هكذا تم الغاء تقديم القرابين وهكذا اختفت أوامر منع أخذ الفائدة والعقاب الجسدي وعقوبة الاعدام وغيرها. مشرعو دين شجعان ومصممون وجديرون بوظائفهم فهموا أنه يجب الغاء كل ذلك.

 

          لكن الآن لا يوجد قادة دينيين، بل يوجد عدد من الشوفينيين الذين يحولون توراتهم الى عصا ليضربوا بها، وبعض الدببة الصغار الغير خائفين. وبهذا الشكل وصلنا الى الهاوية.

 

          هكذا نستمر كل يوم وكل ساعة، نتجدد من خلال العودة الى الوراء.

 

          وهكذا نعود وتثبت حقيقة تاريخية مقلقة: أعط الدين المجال للسيطرة، واعطه جيش، وستحصل على وحش.

 

كلمات دلالية