خبر بينيت والهراوة- هآرتس

الساعة 10:04 ص|19 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق ليئور

 (المضمون: في ظل غياب حركات الاحتجاج الكبيرة يستطيع الشرقيون أن يكونوا قوة اجتماعية كبيرة تستطيع التغيير في حال وجدت عنوانا سياسيا خاصا بها - المصدر).

في الحقيقة، الدولة والحركة الصهيونية التي اقامتها، وصلت الى اليهود في الدول الاسلامية واعتبروهم البديل. بداية كعمال من (اليمن) بدلا من « العمل العربي » وخاصة – بعد أن تبينت أبعاد الكارثة ونجاح طرد الفلسطينيين – من اجل « الاستيطان في المكان الفارغ ». لا يوجد جهاز تعليم اسرائيلي يقوم بتعليم ذلك. استنساخ الصهيونية بصبغة شرقية – الذي يتم الآن – هو هبة لقليل من المثقفين، ومن اجل ذلك فان الشرقيين يتم اهمالهم مرة اخرى مقابل اشعال النار في الشعلة التي تنطفيء: « الطلائعية »، « عمود النار »، « نحن الأوائل »، تعزيز قصة السيد. مرة اخرى وجدت المؤسسة مقاولي اصوات مع تقوية المفدال على حساب شاس.

ولم يتم اقتلاع قلب الاغتراب: الدولة ضمت الى الأمة جاليات من الدول الاسلامية بواسطة الهجرة المزدوجة – « كونوا شرقيين لأنه تم احضاركم الى الغرب ». وفي نفس الوقت طلب ممن تم احضارهم أن يتنكروا لتصنيفهم الجديد وأن يكونوا « اسرائيليين ». إن هذا انتاج هستيري للهوية: النفي ونفي النفي في نفس الوقت. وهو يستمر. ميري ريغف هي التجسيد لذلك.

 لا توجد هوية قائمة بحد ذاتها بدون الاصبع: « هذه هويتكم، يجب عليهم تقليص التكاثر من اجلها ». ايضا اسفين نفتالي بينيت سينتهي بهذا الشكل، سيتعلم المغاربة والذين من حلب كيف يكونون شرقيين. ومع الفارسيين سيحيون ذكرى اولاد اليمن. فما لك ولتحسين وضع الشرقيين؟.

 

          ومثلما هي العادة في مثل هذه العواصف الاعلامية، تظهر العنصرية الاشكنازية. ومن لم يفهم الغرابة المفروضة على ثلاثة اجيال في المجتمع المصنف، فقد التقى مع من تملص بسهولة من الاصبع: « كونوا شرقيين ». واحيانا هؤلاء ايضا يسمعون السخرية من صورة البابا سالي وهم يسيرون في اعقاب عادات « الهوية ». حتى هنا رموز وتفاخر. من أين جئنا؟ من نقاط لها رائحة كريهة في غاليتسيا أو جربة. ولكن الى أين سنذهب؟ الى مكان العقار. لأنه اضافة الى الاهانة، فان على الشرقيين، في اغلبيتهم، مواجهة « توزيع السكان » المفروض عليهم دون سؤالهم ودون الاستفسار أين يريدون أن يعيشوا. وكلما زادت قيمة العقار كعامل أساسي في رفاه الطبقات الدنيا كلما ابتعد الاشخاص في المحيط عن الفرصة في المساواة.

هذه الهوية المشتركة هي محيط مفروض، والتي هي في اغلبيتها شرقية، كان يمكنها أن تشكل رافعة سياسية من اجل تغيير المجتمع: لم يعد هناك جمهور كبير يوجد تعارض بينه وبين الدولة، هذه الدولة التي تمنع المساواة لمن هم في الهوامش. واليسار الراديكالي احتفل حينما كتب شلومي حتوخا: « لا تتجند/ هذا تمرد/ أنت في الأصل لن تحقق أي شيء/ كل الوعود/ تُحفظ للبيض/ وكل التسهيلات/ مضمونة لأبنائهم ». لا تقلق، يا بينيت. فالرغبة في التعلم في المدرسة أكبر من الرغبة في التمرد. ومن مثلك يعرف ذلك. المفدال قام باقالة كثير من المعلمين الشرقيين منذ 1948، كما جاء في التوراة: « البشتان يبعث رائحة في الفم ويلوث الشفاه ».

احتجاج الشرقيين يتحول الى أداة يمينية عندما يأتي لنسخ الدولة: « يحق لنا، لأننا صهاينة ». ليس مواطنين. ولكن اذا كنت تطالب بعدالة التقسيم للمواطنين، فأنت تتحدث عن الاقلية العربية. « اراضيها مصادرة وبيوتها – في الساحة العائلية – لا يوجد لهم قيمة في السوق ». عندها ستطرح اسباب « أن لا يكونوا يساريين متعجرفين ». ولكن مع بينيت نعم.

إن ذروة المهزلة هي: « يعدون بأن يتم تعليم ادموند غابز (اليهودي المصري الذي كتب بالفرنسية) أو الياس كانتي (البلغاري الذي كتب بالالمانية). لم يعد هناك جهاز تعليم، المدارس تحولت الى مخازن لاولاد العمال. وكل ما بقي لنا كخرائب ثقافية هو الاحتلال والاموال التي لا تستثمر في الاولاد. وسيتم اختيار اصحاب الرياضيات بناء على »التفوق". القصيدة بيد بينيت هي هراوة، وكل شيء سيمر.

 

كلمات دلالية