خبر معاريف: الاتفاق مع تركيا ذخر استراتيجي

الساعة 12:06 م|18 يوليو 2016

 

الاتفاق مع تركيا

 ذخر استراتيجي

 بقلم: عوزي دايان

 لواء احتياط، رئيس مجلس الامن لاسرائيل

           (المضمون: يوجد لدولة اسرائيل ما يكفي من الاعداء حولها، والقطيعة والعداء مع تركيا مسا حتى الان بالمصلحة الاسرائيلية ومنعا التعاون في تلك الحالات التي كان يلزم فيها. على اسرائيل أن تمنع كل محاولة لنشوء طيف اسلامي متطرف – من تركيا وحتى مصر - المصدر).

           نهاية الاسبوع الاخير تثبت مرة اخرى باننا نوجد في لب لباب حرب اقليمية، الشرق الاوسط في مركزها. في اوروبا تقف الان فرنسا، التي تلعق جراحها من العملية الفظيعة في مدينة نيس عشية احتفالات الباستيل. اما هنا، في منطقتنا، في نجا اردوغان من محاولة انقلاب عسكري خرقاء عززت مكانته لدرجة أن هناك من يرونه كارثة. نعم، لقد ثبت مرة اخرى بان انعدام اليقين عاد الى الشرق الاوسط – وبقوة.

           أحد لم يتوقع الانقلاب في تركيا واحد لم يعرف ان يقول بوضوح ماذا سيحصل في سوريا او حتى في مصر وفي الاردن في السنة القادمة. في مثل هذا الوضع يجب الاستعداد وفقا لقدرات خصومك وليس وفقا لنواياهم (غير المعروفة) وعدم التنازل عن ذخائر استراتيجية. ومثال على مثل هذا الذخر (ليس بحجم القدس، الحدود القابلة للدفاع والتراص اللازم في صفوف المجتمع الاسرائيلي) هو الاتفاق مع تركيا، الذي وقف لعدة ساعات في علامة استفهام. فالحديث يدور عن اتفاق ذي اهمية استراتيجية حيوية. يوجد لدولة اسرائيل ما يكفي من الاعداء حولها، والقطيعة والعداء مع تركيا مسا حتى الان بالمصلحة الاسرائيلية ومنعا التعاون في تلك الحالات التي كان يلزم فيها. على اسرائيل أن تمنع كل محاولة لنشوء طيف اسلامي متطرف – من تركيا وحتى مصر.

           خير فعلت اسرائيل إذ امتنعت عن اتخاذ موقف في موضوع الانقلاب، وذلك لان سيطرة اردوغان على محاولة الانقلاب تجعله الان زعيما ذا قوة كبيرة وتضمن له مكانة الرئيس كلي القدرة. وبالنسبة لمسألة ما الذي سيرغب فيه بعد أن يحقق هذه المكانة، فاني اعتقد باننا سنشهد بسرعة تطبيعا دبلوماسيا بين الدولتين. لتركيا دور هام ووحدة مصالح مع اسرائيل بشأن منع التحول النووي لايران، تسوية مستقبلية في سوريا والقتال سواء ضد داعش ام ضد حزب الله. اضافة الى ذلك فان الاتفاق يجلب معه امكانية كامنة واعدة للتعاون الاقتصادي – تصدير الغاز ينطوي على امكانية تعزيز الاقتصاد الاسرائيلي وزيادة صندوق الدولة بمال طائل.

           وتثبت العملية في نيس والرد المتأخر من اوباما على ما يجري في تركيا بان الحاجة الى تبني القول الفرنسي – في الحرب مثلما في الحرب. فليس الفرنسيون وحدهم لا ينفذون هذا القول الصحيح، بل عموم دول الغرب يجب أن تشمر عن اكمامها وان تتعاون معا ضد تعاظم الارهاب الاسلامي المتطرف. ولهذه الحاجة مطلوب تعاون استخباري وعملياتي، سياسة هجرة واضحة ودفاعية، رقابة حدود صارمة، تحسين وسائل الامن وتكييف قوانين الحرب مع الحرب الحالية.

           نذكر ولا ننسى قانون الوجود في منطقتنا – من لا يكون قويا لن يكون.

 

كلمات دلالية