خبر ثورة معجبي أتاتورك -معاريف

الساعة 10:21 ص|17 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسور اماتسيا برعم

(المضمون: فشل التمرد سيجلب بالضرورة مبادرات اخرى من اردوغان لتعزيز مكانته السياسية على حساب القيم الديمقراطية التركية - المصدر).

       جاء البيان عن الانقلاب العسكري على نحو مفاجيء لان الافتراض كان بان اردوغان نجح في هزيمة الجيش وفي ادخال العديد من الضباط الى السجن بمن فيهم الجنرالات الذين اشتبه بان من شأنهم ان يقوموا بالضبط بمثل هذا الانقلاب، وهم لا يزالون في السجون، وعليه فقد كان الافتراض بان الجيش لم يعد قادرا على الوقوف ضده.

ولكن حصل هذا مع ذلك، والسؤال هو لماذا وكيف، وحسب احدى الروايات، فانه باستثناء جنرالين كبيرين، فان الثوار هم بالاساس ضباط في الرتب العسكرية المتوسطة، من مؤيدي رجل الدين المنفي، فتح الله غولان، الذي يسكن في الولايات المتحدة. لقد كان غولان حليفا لاردوغان في بداية عصر الحكم الاسلامي، قبل نحو 15 سنة، ولكن بعد بضع سنوات انشقت هوة فيما بينهما.

اسلام غولان هو تركي مع مزايا قومية حديثة وليس متطرفا، ومقارنة به يمثل اردوغان اسلاما متطرفا للغاية، يشبه اسلام الاخوان المسلمين في مصر. وحتى العلاقات الشخصية فيما بينهما وصلت الى الازمة، وعلى مدى السنين بقيت خصومة شخصية بين الزعيمين.

برأيي، هذا الفهم، الذي يقول ان جزء من الضباط هم من رجال غولان وهم الذين بدأوا الانقلاب، هو فهم مغلوط. فقد التقيت رجال غولان في الولايات المتحدة وكانوا دوما يخافون من الجيش. ولا يزال لهم تأثير، ولكن فقط في الدوائر المدنية.

وحسب المؤشرات حتى الان، يخيل لي ان من المعقول اكثر قبول رواية مختلفة تقول ان هذا تمرد من المراتب المتوسطة في الجيش، من داخل  الجيش نفسه. فقد نجح اردوغان في أن يستبدل الشريحة العليا من الضباط برجال من مؤيديه، ولكنه لم ينجح في تطهير الجيش من الاساسات العلمانية، من المحبين والمعجبين باتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة. ويدور الحديث عن عدد كبير جدا من الضباط، ممن يرون في الاسلمة التي ادخلها اردوغان خيانة لتراث اتاتورك.

ان فشل التمرد سيجلب بالضرورة مبادرات اخرى من اردوغان لتعزيز مكانته السياسية على حساب القيم الديمقراطية التركية.

ان هدف اردوغان هو تحويل النظام البرلماني القائم اليوم في تركيا الى نظام رئاسي مثلما في الولايات المتحدة وفي فرنسا. وهذا نظام يمنح الرئيس قوة اعظم بكثير. كما يمكن الاعتماد على أن يحاول اردوغان ادخال تغييرات في الدستور تمنحه قوة اكبر حتى من قوة الرئيس الامريكي، في المادة التي تعنى بصلاحيات الرئيس. 

كلمات دلالية