خبر معاريف: نهاية عهد أبي مازن

الساعة 09:27 ص|16 يوليو 2016

فلسطين اليوم

هذه المفاجأة الأكثر توقعًا التي قد تحدث: في وقت ما من المستقبل القريب أو البعيد - يبدو أنه قريب - سيقف رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وراء المنصة ويعلن أنه قد سئم وأنه سيستقيل من الحياة العامة. اليوم التالي لأبي مازن كان موضوعًا مركزيًا في المسح الأول الذي قدمه هذا الأسبوع رئيس « الشاباك » الجديد نداف أرغمان، لأعضاء لجنة الخارجية والأمن للكنيست.

أرغمان، له أشهر في المنصب، بدأ المسح بعرض معطيات واحصائيات تؤكد الادعاء أنه بالرغم من توالي الهجمات الصعبة في نهاية شهر رمضان إلا أننا لو نظرنا نظرة بعيدة تجاه الإرهاب فسنجد أنه في انخفاض مستمر منذ اندلاع موجة الإرهاب الحالية (1 أكتوبر 2015 كما لوحظ عمومًا في جهاز الأمن الاسرائيلي)، كل ذلك قد يتغير إذا ما وقع هجوم صعب أو حدث مثير للمشاعر في القدس.

وقالت صحيفة معاريف ان الجزء الأهم في معطيات واحصائيات أرغمان كان تحديدًا الهجمات التي لم تحدث: 11 هجوم انتحاري و10 هجوم خطف تم إحباطها منذ بدء عام 2016. يمكننا ان نتخيل كيف كان سيبدو النصف الأول من العام في حال تم تنفيذ فقط جزء من هذه الهجمات. وبشأن نهاية عهد عباس قال أرغمان أن الفلسطينيين الآن في فترة انتقالية، إنهم لا ينتظرون خطاب الاستقالة والذهاب لأبي مازن، الذي يرى نفسه كأنه بن غوريون فلسطيني.

مسؤولون أمنيون آخرون يرون أن أبا مازن (82 عامًا) مشغول اليوم تحديدًا بكتابة خطابات توثق اسمه في ويكيبيديا وكتب التاريخ، وهذا هو سبب الخطابات المثيرة الخاصة به ضد إسرائيل مؤخرًا على منصات مختلفة. إنه لا يخطط لأي خطوة سياسية، كذلك هناك خلفاء محتملين سواء بأعين أنفسهم أو بأعين الجمهور الفلسطيني يجهزون لخطابات ضد إسرائيل من أجل حشد الشعبية، لكن علاقات السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الإسرائيلية في المناطق فعليًا جيدة خلال هذا الأيام، وهناك تعاون منتظم بينهم في محاربة العدو المشترك، ألا وهو حماس.

كذلك المرشحون البارزون لتولي الحكم بعد أبي مازن - حسب العملية الإسرائيلية - هم من أولئك الذين لديهم عدد ليس بالقليل من الأصدقاء في إسرائيل، مثال: رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق جبريل الرجوب، الذي يعمل في السنوات الأخيرة كرئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، كان يسميه زملاؤه من قوات الأمن الاسرائيلية باسم « غبرييل ريغيف » في الأيام ما قبل تدمير مقره خلال الانتفاضة الثانية قبل حوالي 15 عامًا.

خصمه محمد دحلان، الذي يُجري في السنوات الأخيرة حوارات بين قطر ودول عربية أخرى، صديق لإسرائيليين ليسوا قلة وعلى علاقة جيدة بوزير الجيش الجديد أفيغدور ليبرمان)، فرص توليه المنصب محل أبي مازن ضعيفة، وخصوصًا في ضوء حقيقة أنه غزي وليس من سكان الضفة الغربية أصلًا.

مرشح ثالث يعتبر لديه فرصة كبيرة بخلافة أبي مازن، ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات في الضفة، قضى ساعات كثيرة من وقته مع أصدقاء إسرائيليين، يشرب القهوة مع الهيل في غرف ممتلئة بدخان السجائر. الحقيقة أن هذه الثلاث شخصيات أو أسماء أخرى (مثل السياسي أبو علاء، سلام فياض وحتى الأسير مروان البرغوثي الذي يقف خلف مقتل رحبعام زئيفي) ما زال غير واضح من سيتولى خلافة أبي مازن حقًا، وحتى غير معروف طبيعة اختيارهم. هذا أمر غير مفاجئ في ظل حقيقة أن مؤسسات السلطة الفلسطينية مستعدة للانتخابات منذ سنوات وأن مجلس حركة فتح لا يلبي الأمر.

لكن هل تشعر إسرائيل بالقلق إزاء انتشار فوضى أو صعود حماس للحكم في الضفة الغربية في اليوم الذي يلي أبي مازن؟ لا يبدو الأمر هكذا. الظاهر أن الحرب المشتركة ضد حماس تحافظ على العلاقة بين السلطة واسرائيل حتى بعد تقاعد « العجوز ». هذا ويدّعي مسؤولون في الجيش أنهم في قيادة المركز يترصدون أمر التطورات في رام الله. لا شيء أكثر من ذلك. ليس لدى قيادة المركز أي خطة عملية جاهزة للعمل في اليوم الذي ستقع فيه المفاجأة المتوقعة، والاستقالة تتحول لبيان.

في مناطق الضفة الغربية نفسها، قوات الجيش، « الشاباك » وحرس الحدود غير منشغلين بالسياسية الفلسطينية بتاتًا، الروتين هو عمليات مستمرة لتنفيذ اعتقالات وإحباط الهجمات، والأسبوع الماضي تحديدًا كان مكتظًا بعمليات كتلك.

ترجمة : اطلس للدراسات