خبر تدخل خارجي خطير .. اسرائيل اليوم

الساعة 09:51 ص|15 يوليو 2016

بقلم

هناك مثل شعبي قديم يقول إن الحقيقة في نهاية المطاف ستظهر الى الضوء. بكلمات اخرى، مصير السارق هو الشنق. عن هذا قال المؤرخ البروفيسور يوسف ندبه، المتوفى: « آمال الاشخاص أو بعض الجمهور في كل مكان هي أن يأتي اليوم الذي تتم فيه المحاكمة التاريخية العلنية. شيء مثل محكمة العدل العليا تنزل الى تحت، كي تبحث وتثبت. وهذا عبارة عن وهم ولا يوجد مخدر أقوى منه ».

بعد نشر نتائج لجنة مجلس الشيوخ، أن منظمة « في 15 » تحظى بأموال خرجت من وزارة الخارجية واستخدمتها لهدف واحد هو اسقاط حكومة نتنياهو. هل انتصر المثل الشعبي على المؤرخ؟.

يبدو أن الحقيقة ترتبط بالشفافية. أي أن توقع المواطن العادي هو أن تسأل وسائل الاعلام وتحقق من أين جاءت الاموال الكثيرة التي تصل للجمعيات في الفترة التي تسبق الانتخابات، هذا التوقع غير موجود. اضافة الى ذلك ينشر رئيس الحكومة على صفحته في الفيس بوك اثناء الانتخابات اعلانا بأن جمعيات اليسار تعمل من اجل وصول اليسار الى الحكم بدعم وتمويل حكومات اجنبية، ومن اجل نشر هذا الامر عقد مؤتمرا صحفيا. وما الذي حدث في نهاية المطاف؟.

المثل الشعبي يتملص. فبدل التحقيق في ادعاءات رئيس الحكومة كونه رئيسا لحزب مرشح في الانتخابات، هناك استخفاف كبير سقط عليه. الاجواء في اليسار كانت أن الانتصار أمر مؤكد الى درجة أن رؤساء المنظمة المعروفة ساروا كما يسير الطاووس، ولكن تحت مظلة « الدفاع عن الديمقراطية ». كان الشعور أن هناك كثير من النبش لجهات خارجية. لا حاجة للاثبات. الصعوبة الكبيرة التي وقفت حينه أمام رئيس الحكومة وطاقمه هي أنه في طرق كثيرة رد اليسار بغطاء من وسائل الاعلام وهاجم الليكود ومن يرأسه من اجل حرف الانظار. هكذا كتبت على سبيل المثال، عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش: « هذه التغريدة تعبر عن الهوس والبلبلة والبكاء والتهديد في نفس الوقت، لملك في العصور القديمة، حيث أن الجمهور ضاق ذرعا به وهو يخاف لأنهم يريدون قطع رأسه ».

ما الذي حدث هنا؟ نتائج لجنة مجلس الشيوخ تؤكد ادعاءات نتنياهو وطاقمه، وتضع مرآة أمام الكثير من وسائل الاعلام التي فضلت الانحياز في الانتخابات بدل لعب الدور المكتوب على الثلج: التحقيق فيما عرفه الكثيرون، أن هناك تدخل فظ وغير لائق لدولة اجنبية في العملية الانتخابات من خلال المساعدة المالية السخية. العلاج السطحي لنتائج اللجنة من قبل وسائل الاعلام تذكرنا بعلاج تغطية زيارة رئيس الحكومة في افريقيا والاهتمام فقط بـ « القضية الضخمة » التي تبين أنها لا شيء وهي مجرد حرف للانظار.

كيفما ننظر الى الامر، فان السطر الاخير هو أن الحديث يدور عن تدخل خطير من قبل حكومة اجنبية وتعدي على سياسة اسرائيل من اجل التأثير في الانتخابات الديمقراطية. أنا أنظر الى ادعاءات اليسار حول بوادر الفاشية وتدمير الديمقراطية، وليس فقط في سياق قانون الجمعيات ورغم ارادتي أصل الى الاستنتاج بأن اليسار يزعم امتلاك المفاهيم المتحضرة والرفيعة، لكن سلوكه المدعوم من وسائل الاعلام يُبين الصلة الضعيفة والصدفية بين التصريحات وبين السلوك الفعلي. لولا نتائج لجنة التحقيق لكان من المشكوك فيه أن المثل الشعبي كان سيفوز في المعركة. يبدو أن المؤرخ البروفيسور ندبه على حق. انتظار مجيء أحد من الخارج وتحقيقه في تصرفات هؤلاء، يعتبر خطرا على الديمقراطية.

كلمات دلالية