خبر طغمة الحاخامين- يديعوت

الساعة 09:54 ص|14 يوليو 2016

فلسطين اليوم

صديق يجلب صديقا

بقلم: ميراف بطيطو

(المضمون: الزعماء الروحيين للجمهور الديني القومي تلقوا أمرا الهيا وسارعوا الى الوقوف الى جانب رفيقهم ليس فقط ليحموه بل وليحموا أنفسهم ايضا. اما الاسرائيلي العلماني فقد اخرجوه من الجمهور. في افضل الاحوال هو رضيع أسير وفي أسوأ الاحوال مجرد ذبابة قمامة - المصدر).

كل جيش وطغمته، وطغمتنا – شكرا للرب وتبارك الاسم – توجد لنا طغمة حاخامين، المقتنعين بان من حقهم التحكم بوعي الجيش الاسرائيلي وغرس انماط الهلاخا اليهودية، بعماها وعقمها فيه.

ان المؤسسة السلطوية العتيقة التي نجت من تغييرات الحداثة وبقيت على حالها، حتى وان كان بشكل غير رسمي، تنكشف في الايام الاخيرة بكامل بهائها المشكوك فيه مع صدور أمر تعيين ايال كريم، الحاخام العسكري الرئيس ونشر أقواله في الماضي ضد النساء، الاقليات والاسرى.

وهكذا مثلا قال الحاخام شلومو أفينر، من قادة الصهيونية الدينية والذي كان عين في الماضي كريم رئيسا للكلية العسكرية التمهيدية: « التشهير بالحاخام كريم هو تشهير كريه: فكل شخصية عامة تعين، تقوم على الفور ذبابات القمامة التي تعشق القذارة كي تشهر بها. وها هم لم يجدوا عنه أي شيء غير الكذب الحقير، مما يدل على ان كل ما تبقى على ما يرام.

الحاخام اسرائيل فايس، الحاخام العسكري الرئيس السابق، شرح اقوال كريم بكلمات: »اعتقد أن هذه التصريحات هي للمدرسة الدينية، لتلميذ ذكي يجلس ويعنى بشؤون التوراة.

العقيد احتياط الحاخام موشيه هاغر، رئيس الكلية العسكرية التمهيدية « يتير »، ادعى، بان « تعيين الحاخام العسكري الرئيس ممتاز، فهو رجل الهلاخا وتلميذ ذكي، مقاتل وقائد على حد سواء... والهجوم على تعيينه ينبع من دوافع هامشية، من اناس لا يفهمون احتياجات مقاتلي الجيش الاسرائيلي ».

الحاخام زئيف شارون، رئيس الكلية العسكرية التمهيدية « أرز لبنان » في شيلو، يعتقد بانهم « يحاولون مهاجمة الحاخامية والصهيونية الدينية: ... فهم يفهمون بانه يوجد هنا أناس طيبون يربون على التجنيد والمساهمة بتفاني الروح... ثمة اناس يشعرون بانهم مهددون من هذه القوى... ولكنهم لن ينجحوا في عرقلة التعيين ».

واختتم الحاخام اليشع فيشلتسكي بالقول: « مهاجمو الحاخام كريم لا يميزون بين الخير والشر ».

رفاق كريم الحاخامون لم يأتوا فقط للتهنئة وتبينوا شاتمين وسابين، بل جسدوا بأقوالهم استخفافهم باولئك « الجهلة » الذين لا يعرفون كيف يميزوا ويفرقوا بين اقوال التوراة التي قيلت في المدرسة الدينية وبين الواقع في ميدان المعركة. حجتهم الاساس هي أن اقوال كريم اخرجت عن سياقها، وان التقارير عن افكاره الهاذية فهمت بشكل غير صحيح من الصحافيين وذوي المصالح العلمانية الذين يخافون من السيطرة الدينية على الجيش.

ان حجج اولئك الحاخامين ترسم حدود « نحن محقون » و « هم مخطئون » للجمهور الديني – القومي، وتتسلل عميقا الى فهم واقع الجنود، القادة والاهالي. وهم يعرفون جيدا، تماما مثل الموالين لهم، بان الناس يأتون الى المدرسة الدينية كي يمتصوا الافكار، ويعمقوا ويطوروا الايمان وأن تفسيراتهم للاحكام العتيقة مثل « المرأة ذات الحسن » هي تفسيرات ذات مغزى أكبر من مجرد بوست مصادف لمراقب سينما أو مغني هب هوب ما. فهم مربون ومصممو طريق، وهم يقلون اقوالهم، في المدارس الدينية وخارجها، بهدف التأثير على المجتمع.

غريب بعض الشيء أن يكون حاخامو الصهيونية الدينية بالذات، المتقدمة ظاهرا، غير مستعدين لاخذ المسؤولية والتنكر لتفسيرات كريم المرتبطة بالنساء، الاقليات والاسرى، بل ويتهمون بالجهل من تجرأ على أن يفهم بقواه الذاتية النصوص المتخلفة التي انقضى زمنها.

يخيل أن الزعماء الروحيين للجمهور الديني القومي تلقوا أمرا الهيا وسارعوا الى الوقوف الى جانب رفيقهم ليس فقط ليحموه بل وليحموا أنفسهم ايضا. وعلى الطريق، فان الاسرائيلي العلماني، ذاك الذي لا يؤمن بالرب او بالحق المطلق لرسله على الارض، فقد اخرجوه من الجمهور. في افضل الاحوال هو رضيع أسير وفي أسوأ الاحوال مجرد ذبابة قمامة.

كلمات دلالية