خبر يسير على اثنتين -معاريف

الساعة 09:48 ص|14 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي دغان

(المضمون: بعد انتخاب نتنياهو في 1996 سافر الى الولايات المتحدة وأعلن بعد لقائه مع الرئيس كلينتون عن عدم نيته انشاء حي هار حوماه (جبل أبو غنيم) - المصدر).

          ذات مرة كانت الحركة الصهيونية تبني منطقة سكنية في اعقاب كل عملية. اضافة الى تخليد القتلى باطلاق أسمائهم على الاماكن. حولت هذه الطريقة الهجمات العربية التي تهدف الى القضاء على الوجود اليهودي في البلاد الى أداة لزيادته وحطمت الطاقة الكامنة من وراء هذه الاماكن – اضعاف الحاضرة اليهودية في ارض اسرائيل.

          حكومة رابين – بيرس التي تسببت بكارثة اوسلو، أوقفت رسميا الاستيطان في البلاد. « لا حاجة الى مناطق اخرى »، قيل. ومنذئذ من يتكاثر بلا توقف هم العرب الذين يعيشون معنا في عالم موازٍ ليس فيه قانون.

          إن كل عملية، حتى في حكومة رابين، أدت الى توقف المحادثات والتنازلات فترة من الوقت. أي أن صهيونية رابين انعكست في التجميد المؤقت لتفكيك الصهيونية في أعقاب العمليات. وقد تعلم الامريكيون ذلك وبدأوا في الضغط وتجاهل العمليات والتنازل عن البناء اليهودي بشكل عام والبناء كرد على الاستفزاز العربي بشكل خاص. الحكومة الحالية هي إبنة جيدة ومطيعة لأوامر واشنطن، لكن هذا الخضوع يتصادم مع كل ما يتوقعه ناخبو اليمين من الحكومة التي انتخبوها. وهكذا تجد الحكومة نفسها بين المطرقة الامريكية وسنديان جمهور الناخبين، الذي يشكل الاغلبية.

          الحل الذي أوجده نتنياهو للوضع الذي أدخلنا وأدخل نفسه اليه في خطاب بار ايلان هو القول للجميع « نعم » والأمل بما هو جيد. السلطة الفلسطينية تخل بالاتفاق وتذهب الى الامم المتحدة للحصول على الاعتراف بالدولة. ونتنياهو لا يتجرأ حتى على القول إن هذا اخلال. ولكن من اجل تهدئة الجمهور، يعلن عن البناء في منطقة « إي 1 » فيهتز العالم، وتتعرض الحكومة للضغوط، ويتم الاخلال بالوعود للجمهور، لا يوجد بناء، وهكذا تم تخطي ازمة اخرى.

          بعد قتل عائلة هنكين وعدت المستوطنات في يهودا والسامرة بشيء هو عبارة عن حق اساسي لكل مواطن: وسائل امنية في تلك المناطق، انارة في الشوارع والتقاط الهواتف الخلوية. وكل ذلك من اجل الدفاع عن المواطنين الذين يعيشون هنا. ذلك الوعد بالضبط تم اعطاءه بعد قتل دفنه مئير في عتنئيل. إلا أنه لم يتحقق الى الآن.

          الرد المطلوب على قتل الطفلة هيلل اريئيل هو البناء في التل المطل على منزلها من الشمال الذي يتبع لكريات اربع والذي تمنه الحكومة استيطانه. وقد نشر أنه في اعقاب هذا القتل سيتم بناء 42 وحدة سكنية في المنطقة القريبة من موقع القتل. ولمن يشاهد من الجانب، يبدو أن الحكومة قد ردت بشكل مناسب أخيرا، لكن عند الاقتراب ندرك أن الحديث يدور عن عطاء قديم علق لاسباب تقنية واجرائية فقط من اجل البناء في حي قائم، ومرة اخرى يقومون ببيعنا نفس البضاعة. إن تجميد العطاء الى الآن تم استغلاله، ولهذا يقدم رئيس الحكومة اصلاح الخلل كرد صهيوني ملائم.

          على مدى فترة حكومة رابين كان هناك طلب لاقامة منطقة جبل أبو غنيم في القدس، لأن أهميتها الاستراتيجية عالية من اجل سلامة المدينة. وبعد انتخاب نتنياهو في 1996 سافر الى الولايات المتحدة والتقى مع الرئيس كلينتون الذي عارض اقامة هذا الحي. وبعد اللقاء اعلن نتنياهو « قررت عدم انشاء هار حوماه ». وفي البلاد شكل عضو الكنيست في حينه ميخائيل كلاينر مجموعة ذهبت الى هار حوماه اثناء التصويت، فاضطر نتنياهو الى انشاء الحي.

          محكمة العدل العليا قررت هدم 30 وحدة سكنية في بيت ايل. ايضا أمام قمع المحكمة ليست للحكومة الشجاعة لتغيير قواعد اللعب. لهذا وعدت المستوطنين بتعويض بـ 300 وحدة سكنية في بيت ايل وغيرها في مناطق اخرى. هذا الوعد ايضا سجل على الثلج وذاب في حرارة الشرق الاوسط، حيث أن قرار آخر لمحكمة العدل العليا أدى الى مزيد من الهدم. وفي هذه المرة لمنازل دراينوف، حيث حدثت عاصفة هناك وفي الساحة السياسية، فباع لنا رئيس الحكومة البضاعة المستعملة، وفي نهاية المطاف نفذ وعده السابق.

          عشية الانتخابات كان نتنياهو في ازمة، حيث أعلن أنه اذا تم انتخابه فلن تقوم دولة فلسطينية. هذه النغمة تم استبدالها بـ « أنا ألتزم بحل الدولتين »، محظور التسليم بهذه الطريقة الفضائحية الغير منصفة للوعود الفارغة والتي منذ البداية كان واضحا أنها لن تنفذ. محظور علينا التسليم بوقف الصهيونية.

 

كلمات دلالية