خبر قصة الغرام السرية تخرج من الخزانة... يديعوت

الساعة 06:19 م|13 يوليو 2016

بقلم

عندما عاد وزير الخارجية المصري سامح شكري من زيارته التاريخية الى اسرائيل، انتظرته في الوطن صحافة باردة جدا. وقد تلقى الانتقاد أساسا بسبب الصور التي بدا فيها هو ورئيس الوزراء شاهدان المباراة النهائية لليورو على التلفزيون. هذه الصورة، التي لم تظهر في محضر اللقاء، فاجأت المصريين. وقد كانت هذه مناورة اسرائيلية لتثبيت احساس بالتطبيع في العلاقات بين الدولتين. وقد ابتلع المصريون الضفدع إذ ان للرئيس السيسي ايضا توجد مصلحة مصرية داخلية في بث نشاط سياسي يترافق والتطبيق. الفلسطينيون يأكلون الكبد: فهم يعارضون كل مؤشر للتطبيع مع اسرائيل قبل الاتفاق. ولكن هذه هي القصة البشعة للسلطة الفلسطينية. احد لا يسألها.

انتقاد الصورة هو دليل آخر على الفجوة الهائلة التي بين الحميمية في العلاقات الاسرائيلية – المصرية على مستوى الحكومتين والجيشين، وبين العداء المتواصل في الشارع وفي وسائل الاعلام المصرية تجاه اسرائيل والعلاقات معها. لقد قرر الرئيس المصري ان يخرج بشكل جزئي قصة الغرام الاسرائيلية – المصرية من الخزانة: مواصلة اخفاء العلاقات الامنية وفي نفس الوقت ارسال الجبهة الدبلوماسية الى اضواء الكشافات. صحيح ان وزير خارجيته دفع ثمنا جماهيريا بسبب القرار، ولكن هذا كان مجديا. من ناحية المصريين والاسرائيليين حققت الزيارة هدفها.

ومع ذلك، خلافا لما نشر في صحيفة « الجريدة » الكويتية، فانه لا توشك أي خطوة استثنائية على الحدوث في الفترة القريبة القادمة: لا مؤتمر سلام، لا زيارة رسمية. صحيح ان هناك افكار – في اسرائيل وفي مصر على حد سواء – عن انتاج لقاء ثلاثي، وذلك لان نتنياهو والسياسي يحتاجان الى مثل هذا العرض، ولا سيما لاغراض داخلية، ولكن في هذه الاثناء لا يوجد أي شيء عملي.

اسرائيل لا تحرر ايضا مئة سجين فلسطيني صباح غد. هذا الشرط وشروط اخرى للقاء قمة ثلاثي – كتجميد البناء لسنة سمعه وزير الخارجية المصري قبل نحو اسبوعين من ابو مازن في رام الله. احد ما في القدس، وربما ايضا في القاهرة، سعد بما نشر في الصحيفة الكويتية كي يجري علينا جولة اخرى من التظاهر بالفعل السياسي.

لقد كانت زيارة وزير الخارجية المصري زيارة رسائل. فالصحافة المصرية تمطر نارا وبارودا على تركيا. كما ان رام الله تتفجر في ضوء حقيقة ان الاتراك تجاوزوها وذهبوا الى غزة مباشرة. وقد بعث السيسي بشكري الى اسرائيل كي يوضح لكل من يريد أن يسمع – للامريكيين، للفلسطينيين، وبالاساس لحماس – بان تركيا ليست لاعبا اساسا. في هذه الحارة، نحن العنوان.

من الجهة الاخرى، في اسرائيل حدد وزير الدفاع ليبرمان ايضا كسياسة بان مصر هي المرسى الاستراتيجي الاهم لاسرائيل في الشرق الاوسط. لا تركيا ولا قطر. ولا غرو ان المصريين يردون عليه بعناق وعناق نتنياهو.

يثير الامريكيون جنون المصريين في مسائل حقوق الانسان. ويكاد الرئيس اوباما ومستشارة الامن القومي سوزان رايس يقاطعانهم. وبالتالي تأتي مظاهرة العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع اسرائيل كقول مصري الى واشنطن: انظروا كم نحن حاضرون في المحور السياسي بين رام الله والقدس.

واضح للسيسي بان المبادرة المصرية لحوار اسرائيلي – فلسطيني وحوار اسرائيلي مع الجامعة العربية لا يزالان في مهدهما. وقد بعث بوزير خارجيته الى اسرائيل كي يسمع من نتنياهو، وليس فقط من مبعوثه – المحامي مولخو – بان التزامه قبل بضعة اشهر، وأدى لى خابه العملي في منتصف ايار، لا يزال ساري المفعول. أي الالتزام بالدولتين للشعبين والدخول الى المبادرة السعودية مع مفاوضات مع التعديلات التي تطلبها اسرائيل. واوضح المصريون في اثناء الزيارة بانهم لا يعارضون المبادرة الفرنسية وانها لا تتناقض مع المبادرة المصرية. ينخرط المصريون في المبادرة الفرنسة وهي ستقف، مع حلول اليوم، في رأس احدى لجان العمل التي اقامها الفرنسيون لتطبيق الخطة.

ولكن كان هناك من حاول التخريب على الاجواء الطيبة بين الدولتين. فما نشر في موقع « بلومبرغ » صبيحة الغد حول مشاركة اسرئيلية في الهجمات المصرية على داعش في سيناء، حتى لو كان غير صحيح، الحق ضررا هائلا بالدولتين. فقد احرج اسرائيل، المشبوهة كمصدر للنبأ، ووفر دافعا آخر لداعش للانتقام منها. واذا لم يكن هذا بكاف، فان القصة عن المس بالسيادة المصرية في سيناء، وعرض الجيش المصري كمن يحتاج الى مساعدة مصرية، يضيف الزيت الى نار المعارضة ضد الرئيس والاجواء المناهضة لاسرائيل في مصر.

كلمات دلالية