خبر بعد عامين من العدوان ..غزة تنتظر وعود الإعمار

الساعة 11:51 ص|13 يوليو 2016

فلسطين اليوم

يستذكر أبو عبد الله حمامي أياما « سوداء » عاشها مع أسرته بعدما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي منزله في الحرب الثالثة قبل عامين، لكن ما يزيد الطين بلة بالنسبة له أنه ينتظر إعادة إعمار بيته وسط آمال تتضاءل ومعاناة تزيد.

المواطنون في قطاع غزة المحاصر ما زالوا يستذكرون إحدى أسوأ الحروب، التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع قبل عامين، مخلفة الآلاف من الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة في غزة.

مرَّ عامان على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014 وما زالت ذكرى الدمار والموت تطارد الكثير من أهالي غزة، فمنهم من لم يجد سقفا يؤويه بعد تأخر إعادة الإعمار، وبعضهم حرمتهم الإصابات والذكريات من متابعة سير حياتهم بشكل طبيعي.

ففي السابع من يوليو/ تموز 2014 شنت قوات الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة استمرت 51 يوما، راح ضحيتها أكثر من 2000 شهيد من بينهم نحو 550 طفلا، و300 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 10 آلاف جريح، ودمرت آلة الحرب أكثر من 60 ألف منزل وبناية بشكل كلي وجزئي، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في القطاع ومرافقه العامة.

الحمامي (40 عاما) دمر بيته في 13 تموز 2014 بقصف بصاروخ من طائرة حربية من نوع « إف 16 »، يقول لـ« وفا »: « ما زلت أعيش مآسي الحرب الأخيرة، لدي 8 أفراد، أنا وزوجتي والأولاد نسكن عند أقاربنا مؤقتا لحين اعادة إعمار منزلنا ».

وأضاف « أنا أشعر بالحزن والألم لمرور عامين دون أن يبنى حجر واحد في منزلنا، نحن ننتظر وعودا من الجهات المعنية بإعادة بناء منزلنا، لكن حتى الآن لا بصيص أمل لإعادة إعماره...سنة وراء سنة ونحن ما زلنا في مكاننا ندور حول نفسنا ».

وعبر حمامي، الذي يقطن في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، عن أمله بأن تتم عملية إعادة الإعمار لمنزله بشكل سريع، خاصة أن منزل أقربائه « لا يتسع لأفراد عائلتين، وبه ازدحام وباستمرار تكون معاناة وأوضاع إنسانية واقتصادية صعبة ».

المواطن محمد النجار (33 عاما) من منطقة الكرفانات شرق بلدة خزاعة شرق خان يونس، جنوب القطاع، أكد أنه بعد مرور العام الثاني على الحرب الأخيرة « وضعنا صعب جدا ولا يطاق ».

وقال النجار وعلامات الغضب بادية على وجهه لـ« وفا »، « حالنا على ما هو عليه، نعيش داخل كرفان بيت متنقل من (الزينكو) لم يتغير شيء كل الوعود التي سمعناها (قريبا سنبني لكم، قريبا مشكلتكم تنتهي) لا اساس لها في الواقع بل معاناتنا تزداد يوما بعد يوم ».

وأضاف النجار وهو أب لطفلين أكبرهما لا يتجاوز الأربعة أعوام « نحن الآن في فصل الصيف، الكرفان لا نتحمل العيش بداخل...عبارة عن فقاسة دجاج شوب شوب ورطوبة عالية...كفى كفى كفى معاناة ».

في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وبعد توقف الحرب الأخيرة على غزة، عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة بمشاركة خمسين منظمة وحكومة، وتعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار، نصفها لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار واسع.

وبحسب تقرير حكومة الوفاق الوطني، فإن الدول المانحة التي تعهدت بالمساهمة في إعادة إعمار غزة، دفعت 40 بالمائة فقط من التزاماتها، بينما تقدر الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة جراء الحرب بنحو 3 مليارات و6 ملايين دولار.

وخلص تقرير للجنة تقصي الحقائق حول العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، الذي نشر في نهاية حزيران/ يونيو 2015 وعرف بـتقرير « ديفيس »، إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة « يرقى إلى جرائم الحرب »، وأن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب حيث شنت إسرائيل أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية على مدى 51 يوما.

كلمات دلالية