خبر نظريا وعمليا- يديعوت

الساعة 10:19 ص|13 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: حن آرتسي تسور

(المضمون: لن يضر ان يتكبد احد ما قبل مثل هذا التعيين (او كل تعيين) عناء الفحص والرؤية ما هي سلة القيم للقائد المرشح - المصدر).

في عصر يعد فيه التحرش الجنسي، فما بالك الاغتصاب، جريمة أخلاقية واضحة لكل انسان، في دولة امرأة فيها هي رئيسة المحكمة العليا في فترة فيها ارتفاع هائل بمئات في المئة في تجنيد البنات المتدينات في وظائف ذات مغزى في الجيش، ليس ثمة أي مكان واي تسامح لاقوال من النوع الذي اطلقه الحاخام العسكري الرئيس المرشح.

صحيح، هذه الاقوال لم تقل أمس. ولكن روحها واضحة بما يكفي. فالخطاب الرجولي جدا للمدرسة الدينية يصطدم بالواقع في حادثة طرق جبهوية، ولا يبدو لي مبالغا فيه ان يتوقع المرء من زعيم روحي في عصرنا ان يجيب على السؤال هل مسموح الاغتصاب في المعركة بجواب واضح وقاطع – لا مطلقة. وبعد ذلك فقط مدعو لان يشرح اعتبارات الحكماء، ممن عاشوا قبل الفي سنة في واقع مختلف تماما. ان حقيقة أن النساء مرفوضة الشهادة هي بالفعل حقيقة فقهية (حسب الهلاخا)، ولكن خيار رجل في مكانة الحاخام كريم في تناول هذا المذهب دون أي صلة تاريخية هو قول قيمي عن مكان النساء في المجتمع بشكل عام. فالتناول الجوهري لمسألة ان للنساء طابعا عاطفيا سطحيا وبالتالي فانهن لن يصمدن في التحقيق في المحكمة لا يحتمل ببساطة حين تكون المجندات ضابطات، مقاتلات متميزات، طيارات ونعم – جنرالات وقاضيات ايضا. ولم نتحدث بعد عن الجنود اللوطيين الذين هم ايضا مطالبون بتحديات هائلة في الجهاز العسكري، والان سيكتشفون بانه من ناحية قائدهم هم مرضى يحتاجون الى مساعدة. مضاجعة الذكر هو امر مرفوض فكريا، ولكن تبارك الاسم نلنا العيش في جيل يوجد فيه تنوع من الحاخامين والحاخامات ممن يخافون السماء ووجدوا سبيلا حساسا وحاويا للتصدي حتى مع هذه المسألة الصعبة.

الفرق بين تلميذ ذكي على مقاعد الدراسة والحاخام – زعيم جماهيري تتطلع اليه العيون – هو أنه في المدرسة الدينية، البرج العاجي الاكاديمين يمكن التلوي بشكل نظري بلا نهاية في التفسيرات والمعاذير. ومثلما قالت جماعتنا: نحو 150 طريقة لتطهير الدنس. ولكن من اللحظة التي يلتقي فيها تعليم التوراة بالواقع فان كل جواب حاخامي ملزم بان يكون واضحا ومناسبا للفترة وللزمن. ومن يرى مستقبله في الحاخامية العسكرية لجيش الشعب، ملزم بان يتذكر بان هذا حقا ليس جيش الحريدين أو جيش المتحردين. وهذا حتى قبل أن نتحدث عن الكميات الهائلة من المجندات المتدينات، اللواتي يبحثن عن جواب روحي وفقهي لا يقل عن اخوتهن أبناء المداس الدينية ويبقين مرة اخرى بلا جواب. بيد واحدة يشجع الجيش بكل قوته التجنيد من كل القطاعات، ومن الجهة الاخرى فانه بتعيين كهذا يلمح لنا مرة اخرى ان نتنيازل. أن نغمض العيون فقط للحظة، فنغفر والا نكون متذمرين، ونتذكر بان في هذه اللحظة ما لدى الجيش من مخزون من الحاخامين ليختار منهم. واضح اننا سنحتاج الى وقت الى أن ينشأ في الحاخامية حاخام رئيس مع كتفين واسعين بما يكفي من ناحية فقهية ومع فكر حساس ومركب بما يكفي من ناحية اجتماعية، إذ ان سياقات كهذه لا تولد من العدم. وفي هذه الاثناء سنكتفي بزعيم روحي على الاقل يحترم ويفهم بعمق الواقع المتغير، ولن يضر ان يتكبد احد ما قبل مثل هذا التعيين (او كل تعيين) عناء الفحص والرؤية ما هي سلة القيم للقائد المرشح.

كلمات دلالية