خبر عشرة من يعرف- يديعوت

الساعة 09:43 ص|08 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

في بداية آب 2006 دخلت مع كتيبة الكسندروني الى عمق القطاع الغربي في لبنان. كانت حرب لبنان في حينه عمرها شهر، تعرض الشمال للقصف اليومي وغرقت قواتنا في الوحل. مرت عشر سنوات منذ ذلك الحين. أنا أعود الى قصة تلك الحرب، ليس بسبب الحنين للماضي – لا يوجد سبب للاشتياق، لا لتلك الحرب ولا لحروب اخرى – بل بسبب الرغبة في فهم كيف ستكون الحرب القادمة في الشمال.

الكسندروني هي كتيبة احتياط. عدت والتقيت مع جنودها حينما خرجوا من اجل الاحتجاج في القدس بسبب اخفاقات الحرب، وعندما تم استدعاءهم للتدريب، في معسكر التدريب في تساليم. استئناف التدريبات كان أحد دروس الحرب.

 

          دخلت الى لبنان ولم يكن هناك وقت لاستبدال الملابس المدنية بالزي العسكري. انضممت الى شلومي كوهين، قائد الكتيبة الذي انضم الى اللواء الذي يجلس في الراس البيضاء. سافرنا في الدبابة من صنع الجيش الاسرائيلي « تي 55 » ذات المحرك الامريكي. وما زالت الكسندروني تسير حتى الآن: إنها كتيبة الاحتياط الوحيدة المبنية على هذه الأداة الحربية.

 

          عندما استكملنا السير كنت على المهداف لعبوتين ناسفتين: كنت المواطن الوحيد في الميدان، أوقفوا اطلاق النار فقط لأنني كنت قريبا جدا من الجندي الذي سار أمامي. والليالي التالية أمضيتها في القرية.

 

          التواجد في لبنان اعطاني نظرة مباشرة حول الحرب وادارتها. كانت الأجواء صعبة: ضباط وجنود تحدثوا بغضب عن الاستخبارات التي خيب الآمال وعن المهام التي لم تكن وعن الوسائل الشخصية التي سُرقت وعن المؤونة التي تأخرت. القيادة العليا، من قائد اللواء وحتى هيرش فما فوق، بدت كأنها منفصلة وبعيدة أسيرة سحر شاشات البلازما.

 

          الرأس البيضاء هي قرية جميلة تطل من فوق على موقع الامم المتحدة في الناقورة وعلى البحر، كانت القرية متروكة. اشارة الحياة الوحيدة فيها كانت اعلام الدول التي شاركت في ذلك الصيف في المونديال في المانيا – كل بيت وعلمه الخاص. بين الفينة والاخرى وجد الجنود قاذفة صواريخ أو واجهوا خلية، وبين فينة واخرى أصيب جندي. لم تكن هناك فائدة من البقاء، لم يكن أي هدف.

 

          عندما خرجت وصفت الواقع كما رأيه. طلبت من الحكومة الموافقة على وقف اطلاق النار. وما حققناه، حققناه وما لم نحققه لن نحققه. الحكومة اختارت الاستمرار في المناورة البرية عدة ايام اخرى، والامور معروفة.

 

          بعد تحرر جنود الكسندروني أقاموا خيمة اعتصام في حديقة الورود أمام مقر الحكومة. أحد المحتجين كان يارون لور، قائد في الكتيبة. « نحن في ازمة ثقة مع المستوى الاعلى »، قال لمراسل « هآرتس ». « لا يوجد هنا تمرد، لكنني لست على استعداد لتعريض جنودي مرة اخرى للخطر مع عتاد غير كاف ».

 

          في اليوم التالي وفي مقابلة اخرى تغيرت اللهجة. « فقدنا الاطار المناسب قليلا »، قال، « دخلنا في دوامة. لن نسامح الجيش – سنطالب بالاجابات، ولكن محظور أن يروا الاهمال فقط والامور السيئة فقط ».        

 

          احتجاج المقاتلين كان مصمما. ولكن من الخيمة التي أقاموها في حديقة الورود خرجت رائحة قوية للخداع السياسي. تدفقت الاموال مثل المياه: مصادرها كانت خفية. اصحاب علاقات عامة وسياسيين سيطروا على الرواية: لم تكن اخفاقات الحرب تهمهم بل فرصة تغيير الحكومة بضغط من الشارع. كان نتنياهو على صلة بالامر وكذلك بينيت. ومقاتلو الكسندروني كانوا أدوات في أيديهم.

 

       يدفعون بالدم

 

          يارون لور هو الآن نائب جنرال، قائد فرقة الاستطلاع لالكسندروني. التقينا في يوم الثلاثاء في مقر قيادة الكتيبة في عين الزيتون قرب صفد. وشارك في اللقاء ضباط الكتيبة: قائد الكتيبة وهو عقيد في الجيش النظامي وقد طلب عدم الكشف عن اسمه وثلاثة مواطنين في الاحتياط – نائب قائد الكتيبة وضابطين رفيعي المستوى. شارون غات، نائب قائد الكتيبة، صاحب شركة « كليفر 3 » التي تقدم التأهيل العسكري لجهات في البلاد وفي العالم، دوره في الكسندروني يتم ابرازه في دعاية الشركة. روعي تيمور روسو، شقيق الجنرال طل روسو بالتبني، أقام ستارت آب باسم « فرينج » الذي بيع للشركة الامريكية مقابل 50 مليون دولار. وهو يستمر في ادارة طاقم الشركة في اسرائيل.

 

          إنهم الآن في الاربعينيات من اعمارهم، وهذا هو العمر المناسب لدخول الاعمال والتطور اقتصاديا. ورغم ذلك، يخصصون 50 – 70 يوم في العام للجيش ولا يشتكون من الاجحاف. إنهم مسممون.

 

          « جميعنا هنا مدربون »، قال تيمور، « عندما أكون في الاحتياط تكون أذن على الهاتف للشركة وعندما أكون في الشركة تكون أذن على الهاتف للكتيبة ».

 

كتائب الاحتياط في الجيش ترتبط الآن بالكتائب النظامية، الكستدروني تستقبل جنود فقط من غولاني، من الكتيبة 51، ومن كتيبة الاستطلاع. النظاميون يأتون لمقابلة شخصية في كتيبة الاحتياط قبل تسرحهم بأسبوع، إنهم يعرفون أين سيوضعون ومع من سيخدمون: إنهم على صلة. في السنة الاولى يتركونهم: في جميع الاحوال هم على الطريق، في جنوب امريكا أو الهند. بعد ذلك يتم استدعاءهم من اجل التدريب أو العمل. من المفروض أن تحارب الكتيبة في لبنان.

 

ما الذي تغير من حرب 2006؟ سألت.

 

« ثلاثة أشياء تسببت في خروجنا السيء الى الحرب في لبنان »، قال قائد الكتيبة. « الاول، مشكلة في الاستعداد – بالوسائل وبالتدريب. كان هذا هو الامر الأقل أهمية. الثاني، لم نحصل على مهام واضحة، وأهم شيء أنه كانت هناك مشكلة ثقة. ما هي الثقة؟ أنا كمرؤوس أنقل لرئيسي الشعور بأنني قادر على تنفيذ كل مهمة، ورئيسي ينقل لي الشعور بأنني محمي في جميع الاحوال ».

 

          « كنت في لقاء ارشاد لدى غال هيرش اثناء الحرب »، قال شارون غات، نائب قائد الكتيبة، « كان هذا غريبا، لا أفهم ماذا يقول. هل يمكنكم أن تفسروا لي؟ رئيسي قال أنا ايضا لا افهم.

 

          »كانوا قادة كتائب اعتقدوا أنهم وزراء دفاع. لم يقودوا الجنود، ولم يتحدثوا مع القادة. اليوم عدنا لنكون جيش الماضي، جيش آباءنا، جيش بسيط، حيث أن القادة يعطون الجنود الاوامر البسيطة« .

 

          »يبدو لي أن الدرس قد فُهم في الأعلى« ، قال يارون لور، الذي هدد في 2006 بعدم اخراج جنوده في الحرب القادمة. »هناك تحسن. الاوامر واضحة، ليس هناك عدم يقين ونحن نتدرب كثيرا« .

 

          طلبت منهم تعريف المهمة.

 

          »ستكون معركة اخرى مع حزب الله« ، قال روعي تيمور. »التقدير هو أن الحرب ستبدأ في اراضينا. قوة لحزب الله ستجتاز الحدود وستكون النتيجة عملية متدحرجة وليس بالضرورة حرب تتم المبادرة اليها« .

 

          »مشاركة حزب الله في حرب سوريا تغير من طبيعة الحزب« ، قال قائد الكتيبة، »لقد أصبح أقرب الى الجيش منه الى منظمة عصابات. فهو يقوم بتطوير نظرة هجومية بدل النظرة الدفاعية. سيكون هدفه هو الوصول الى الاراضي الاسرائيلية وقتل أكبر عدد من الجنود« .

 

          »أنا أقول لجنودي إنه سيكون لنا قتلى على الحدود« ، قال روعي تيمور، »أريد أن يفهموا أن ثمن الحرب يُدفع بالدم. عندما يشاهدون المصاب الاول، والقتيل الاول فلن يفاجأوا« .

 

          إنه على قناعة أن عملية برية واسعة ستتم في لبنان. »نحن نستعد للحسم في المناورة« ، قال، »المهمة ستلقى على طاقم حربي مزدوج للمشاة والمدرعات. لذلك نحن نتدرب على مناورة عنيفة« .

 

          »ستكون معركة متعددة« ، قال قائد الكتيبة، »ستكون الاستخبارات أفضل كثيرا مما كانت عليه في 2006. لقد دخلنا حينها دون أن نعرف أين القاذفات وأين المحميات الطبيعية. على المستوى التكتيكي لم تكن الاستخبارات جيدة. اليوم يتم اعطاءنا المعلومات« .

 

       تعلموا الهجوم

 

          اهود اولمرت وعمير بيرتس، رئيس الحكومة ووزير الدفاع في الحكومة التي بادرت الى حرب لبنان الثانية، على قناعة أنه تم الاجحاف بحقهما: الانتقادات الشديدة التي وجهت لهما لم تكن في مكانها. عشر سنوات من الهدوء في الجبهة اللبنانية هي في صالحهم: في امتحان النتيجة هما انتصرا.

 

          السؤال هو ما الذي يضمن استمرار الهدوء، هل هو الردع الذي تحقق في 2006، أو هو تورط حزب الله في الحرب المدنية السورية. لقد تغيرت الساحة الشمالية في السنوات العشرية الاخيرة. محور ايران – سوريا – حزب الله ضعف. حيث أن الشريك السوري كان سيسقط وحزب الله اضطر الى ارسال قواته الى سوريا. كان الهدف الاول هو الدفاع عن نظام الاسد وعن الاقلية الشيعية، واستبدل بهدف أكثر تحديا هو محاربة منظمات الجهاد العالمي، المواجهة العسكرية تحولت الى مواجهة دينية: الشيعة ضد السنة.

 

          نصر الله يقول: »تدخلي في سوريا ينقذ لبنان من الجهاد العالمي. ويقول خصومه، العكس هو الصحيح: تدخلك في سوريا يجلب الجهاد العالمي الى لبنان. بالفعل تدور حرب بين منظمات الجهاد وبين الجيش اللبناني في شمال لبنان. هذا هو السبب الذي جعل الجيش الاسرائيلي يقلص نشاطاته في الجنوب. بقينا مع قوات اليونفل التي زادت من 2500 جندي الى 12000 جندي ومع حزب الله ايضا.

 

          نصر الله يدفع ثمن تدخله في سوريا، في لبنان. فهو يدفع ثمن فقدان القادة والمقاتلين والانتقاد الداخلي. جهات اجنبية تقلل مجال المناورة لديه: روسيا، الولايات المتحدة والسعودية، التي أوقفت المساعدات للبنان انتقاما على تدخل حزب الله في الحرب لصالح الاسد. ايضا عندما يقوم باخراج قواته من سوريا سيحتاج الى وقت طويل لاعادة التأهيل.

 

          من ناحية اخرى، طور قدراته، تعلم الحرب في أطر أكبر مما في السابق، تعلم الجهوم. قوته العسكرية زادت بشكل كبير منذ 2006 ولديه الآن عشرات الآلاف في النظامي والاحتياط.

 

          نظرية متخذي القرارات في اسرائيل هي أن نصر الله عقلاني. حينما يقوم بحساب الربح والخسارة سيتوصل الى استنتاج أنه ليس من الجدير التحرش بنا. مع كل الاحترام للمتمردين في سوريا، إلا أن محاربة الجيش الاسرائيلي هي شيء مختلف تماما. هذا مثل الفرق بين اللعب في دوري عندنا واللعب في دوري بطولة اوروبا، كما قال مصدر رفيع المستوى هذا الاسبوع.

 

          لماذا اذا يستثمرون الاموال في بناء عائق جديد يفصل بين المناطق الاسرائيلية وبين الجدار؟ السكان في الشمال ينظرون الى الجدار الذي يبنى قرب منازلهم ولا يعرفون ما فائدة ذلك – هل هذا يعزز الشعور بالامن أو الخوف. لماذا، يتساءلون، يبنون جدار بصمت.

 

          الجدار هو رسالة لنصر الله. وهو يهدف الى تقليل الاغراء.

 

          في 2006 وجدت اسرائيل صعوبة في تحديد هدفها الاستراتيجي في لبنان. وهي تجد صعوبة في ذلك الآن ايضا. مقاتلو الكسندروني سيخرجون الى الحرب القادمة ومعهم غلاف استخباري ولوجستي مُحسن. سيكونون أكثر تدريبا وتسليحا واستعدادا. هذا هو انتقام الحروب السابقة: تفرض على الجيوش تكرارها، أو على الاقل التدرب من اجل العودة اليها.

 

          يتحدث قادة الكتائب عن عملية برية حاسمة: يدربون الجنود على ذلك. حسم ماذا؟ سألت. « نحن نواجه على المستوى التكتيكي وليس على المستوى الاستراتيجي »، قال روعي تيمور.

 

       صيصان للجيش الاسرائيلي

 

          اليئور أزاريا من كتيبة كفير، الجندي الذي اطلق النار، يجلس في زاوية الكرسي في اليسار في الصف الاول من قاعة المحكمة العسكرية في يافا. والده تشارلي يجلس على يمينه، بين الفينة والاخرى يضع يده على ظهره. والدته أوشرا هي امرأة لينة وهادئة، تجلس في الخلف. هو غير مكبل، ولا ترافقه الشرطة العسكرية: هذه الاهانات التي لا حاجة اليها أُعفي منها. من يدخل الى الغرفة لن يعرف من هو المتهم ومن هو الذي يتهم. من هو الاهانة للجيش الاسرائيلي ومن هو بطل الأمة.

 

          الغرفة مدهونة باللون الابيض. يبدو أن أحدهم اعتقد أن الدهان يبيض كل الاخطاء. البيت هو من اجمل البيوت في يافا، وهو آيل للسقوط. ليست القصارة فقط تنزل منه بل الحجارة ايضا. وحسب « ويكيبيديا »، البيت بني في 1934 من اجل الشيخ علي، المزارع من يافا وتاجر الاقمشة. بعد احتلال المدينة استقر فيه قسم الاستخبارات في الجيش بأمر من ايسار باري. هنا تم اتخاذ قرار اعتقال مئير توبيانسكي الذي اتهم بدون ذنب بالخيانة. لقد تم الصاق ملف لتوبيانسكي، وأجريت له محاكمة ميدانية وأعدم بالرصاص. القضية تركت نقطة سوداء لا تمحى، على الجهاز القضائي العسكري. ورغم أن الأب يزعم أن إبنه ايضا قد أوجدوا له ملف، لكن لا توجد صلة. اليئور ازاريا ليس شهيدا.

 

          القضية أغضبت الجمهور في اسرائيل لسببين، وهما لا تتم مناقشتها في المحكمة في يافا. الاول هو ما الذي عمله مع المخرب بعد تحييده. هل يجب تركه على قيد الحياة أم مسموح اطلاق النار عليه والتأكد من موته. والثاني ما هي مكانة الجنود في المجتمع الاسرائيلي، هل هم يخضعون للقانون أم أنهم محصنون أمام العقوبة.

 

          الجدل حول هذين الامرين يرافق المجتمع الاسرائيلي منذ حرب الاستقلال. القانون حاسم، أما الرأي العام والجهاز السياسي فهما ليس كذلك. الاسرائيليون الذين خرجوا للتظاهر من اجل ازاريا لا يهمهم ما يقوله القانون. فهم على قناعة أنه لا يوجد فرق بين اطلاق النار على مخرب أثناء هجومه وهو يحمل السكين على المارة وبين مخرب ملقى على الارض لا حول ولا قوة له. يجب أن يموت المخربون. الاسرائيليون الذين يبكون مع والديه في الشبكات الاجتماعية لا يهتمون بقيم الجيش. إنهم على قناعة ان الجندي الذي يبلغ 20 سنة ليس ولدا. إنه صغير السن، لا يصلح للعقاب – لا سيما عند الحديث عن قتل مخرب.

 

          من ناحية القانون وقيم الحرب والخوف من الفوضى وأخذ القانون في اليد – كل ما يتعلق بالتعبير الغير ناجح. ومن ناحية اخرى كراهية العدو وادارة الظهر للنزاهة السياسية وارضاء الجموع. ليس فقط الجنود للجيش الاسرائيلي – ايضا الصيصان للجيش الاسرائيلي.

 

          اذا كان في الخارج اتفاق بهذا الشكل أو ذاك، حول الحقائق، فلا يوجد اتفاق حول مغزاها الاخلاقي – في المحكمة يتظاهرون وكأنه لا يوجد اتفاق حول الحقائق. هذه مسرحية بالطبع، جزء من المسرحية القانونية. ايال بسرغليك، أحد محامي ازاريا، انقض أول أمس على قائد كتيبة يهودا، العقيد ياريف بن عزرا. كان هدف الاسئلة حرف التهمة الى بن عزرا، الذي وصل الى المكان بعد الحادثة بعشرين دقيقة. لو أن بن عزرا لم يقل إن الحادثة كانت استثنائية لما كان هناك تحقيق في الشرطة العسكرية ولما كانت لائحة اتهام أو شهود أو محاكمة.

 

          يعرف بسرغليك أن هذه اتهامات فارغة. وهدفه هو اخراج قائد الكتيبة عن طوره. قد تخرج منه كلمة وقد يتورط. غضبه مصطنع وتصريحاته للصحفيين في الخارج هي مجرد علاقات عامة. وبنفس القدر كان يمكنه الجلوس على الكرسي المقابل وتمثيل النيابة.

 

          إنه يقوم بعمله مثل المدعي العقيد نداف فايسمان، يقوم بعمله وهو ينقض بغضب على محامي الدفاع.

 

          التحدي في هذا الملف ليس للنيابة ولا للشهود، بل هو للقضاة. عندما تنتهي الشهادات سيضطرون الى ازالة كل ما علق في المحاكمة والعودة الى الحقائق. وعندها، حينما يتضح كل شيء، سيضطرون الى التقرير حول ما يجب فعله بهذا الجندي، الذي كانت القضية التي ارتبطت باسمه أكبر منه كثيرا. عندما كتب القاضي بنيامين هليفي قراره حول مجزرة كفر قاسم رفع علم اسود فوق الالتزام بالأوامر الغير قانونية، والعقوبة التي فرضها على المتهمين كانت خفيفة، لكن الجملة التي كتبها نقشت في مركز معايير الجيش الاسرائيلي. هذا هو التحدي الذي ينتظر قضاة اليئور ازاريا.

 

كلمات دلالية