تقرير المراجيح في الحارات..فرحة للأطفال ومصدر رزق للعائلات الفقيرة

الساعة 06:29 ص|08 يوليو 2016

فلسطين اليوم

فرحة العيد هي العامل المشترك بينهم، فرحة طفل ينتظر إشراقة شمس الصباح، ليعلن بدء ساعات اللعب والمرح ، وشاب في مقتبل عمره يصحو على أصوات الصغار ينادون أمام بيته بصوت عال: « يلا يا عمو ركب المرجيحة »، ليبدأ بعدها رحلة يقتات بها فتات عيشه .

وحول أجواء عيد الفطر في مدينة خانيونس، التقت وكالة « فلسطين اليوم » الاخبارية، عدداً من الأطفال وأصحاب المراجيح، وعبر الطفل « معاذ الهسي » ( 8 أعوام) عن فرحته بقدوم عيد الفطر منطلقاُ مع شقيقيه محمد إلى الشارع، ليحجزوا مكاناً للركوب على « الأرجوحة الدوارة »، فالكثير من الأطفال ينتظرون دورهم لكي يستمتعوا بالألعاب مقابل سعر زهيد يبلغ « نصف شيكل » .

يقول معاذ لمراسلتنا:« في كل عيد أنزل الى الشارع برفقة أخي الصغير، ونلهو ونلعب مع جيراني وأبناء عمي على المراجيح، ونشتري الألعاب والمسدسات التي تطلق الماء و »الدمدم« .

ويضيف الطفل الهسي : » أنا أحب ركوب المراجيح خاصة في العيد، ولا أشعر بالخوف أو القلق عند صعودها، فهي تشعرني بالسعادة ، وأشعر أنني أطير في السماء« . وفي سياق متصل، يقول الشاب محمد العاصي، والذي يمتلك أحد المراجيح : »يسيطر على الأطفال نوع من الفرح والسعادة لركوبهم الأرجوحة خاصة أني أضع بجانبها مكبرات الصوت التي تصدح بأغاني طيور الجنة، فيقومون بترديد العبارات التي يسمعونها من مكبر الصوت« .

ويشير العاصي، إلى أنه يقوم في الصباح الباكر بتركيب وتجميع الأرجوحة وتزينها بالبالونات وبعض الألوان لكي تثير وتجذب انتباه الأطفال، لكي يتجمعوا حولها، مبيناً أن الأرجوحة تشكل له مصدراً مؤقت يقتات به في موسم العيد.

وتعتبر المراجيح الدوارة، أو كما يسميها الأطفال » الشقاليب« ، هي الملاذ الوحيد للأطفال في عيد الفطر، فلا يكاد يخلوا شارع من شوارع القطاع، إلا وتجد أرجوحة أو اثنتين في كل منطقة، وتجد الأطفال يتزاحمون بالعشرات في انتظار الركوب عليها.

وكغيره من الأطفال، ينتظر الطفل حمودة الطوس، ذو العشر سنوات موسم العيد بفارغ الصبر ليعيش أجواءها، إلا أن أكثر ما يسعده هو »العيدية« التي يعتبرها من أساسيات اكتمال العيد .

وفي ذات السياق تقول الطفلة نورة » 13عاما« : هذا العيد أجمل من السنوات الماضية، فنحن نقوم بزيارة الأهل والأقارب، كما أذهب مع صديقاتي للعب، والأجمل أن والدي اشترى لنا أرجوحة، ونقوم باللعب طوال اليوم دون ملل .

وعلى أرجوحة العم رأفت (52 عاماً )، يتناوب الأطفال الركوب واحداً تلو الأخر، يقول: »المراجيح هي المفر الوحيد للأطفال في أيام العيد، ومهما أتى من تطورات في الألعاب فإنها لن تلغي « مراجيح العيد » التراثية المتوافرة في أي زقاق وحي، كما أنها آمنة للأطفال« .

ويكمل العم رأفت حديثه : » لا يخفى حالنا على أحد، فمنذ بدء انتفاضة الأقصى وعزل غزة عن الضفة المحتلة، أغتنم موسم عيد الفطر والأضحى بكسب قوت يومي من ألعاب الأطفال، و رغم أنها تكاد توفي باحتياجاتي، إلا أنني أشعر بالسعادة مع الأطفال .

وتنتشر مراجيح الاطفال في الشوارع والمنتزهات، وبين أزقة الطرقات التي يزينها أصحابها لكي تثير إقبال الأطفال عليها, والتي تشكل مصدر رزق للشباب العاطلين عن العمل، باستغلال أيام العيد في العمل، كما تشكل مصدر سعادة للأطفال.

كلمات دلالية