خبر تقرير الرباعية.. ضربة للمبادرة الفرنسية

الساعة 06:15 م|04 يوليو 2016

فلسطين اليوم

شكل تقرير اللجنة الرباعية حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي قدم لمجلس الامن الدولي، ضربة لجهود القيادة الفلسطينية السياسية بعد تنصله من حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة، ورأى فيه بعض المراقبين انه محاولة لضرب المبادرة الفرنسية بضغوط امريكية.

وما تزال تداعيات التقرير تتفاعل في الاوساط الفلسطينية، حيث اطلق مسؤولون تصريحات شككت بقدرة اللجنة الرباعية على القيام بدور رئيسي في عملية السلام، فيما دعا البعض لمقاطعتها وتفعيل العمل حول المبادرة الفرنسية.

ونقلت صحيفة « هآرتس » العبرية، عن مصادر فلسطينية أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لديها توجه لإعلان قطع العلاقات مع اللجنة الرباعية بعد التقرير الأخير بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا الانتقادات الإسرائيلية للقيادة الفلسطينية بعدم إدانة الهجمات الأخيرة، معتبرين أن اتفاقا بشأن القضايا كافة وحده سيوقف « العنف ».

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، ان تقرير الرباعية جاء كاعلان فشل لجهودها بعد 20 عاما، وقال « ان الصيغة التي جاء فيها التقرير تشير الى ان اللجنة كانها تنهي اعمالها بتقديم صيغة نصائح تخلو من آليات القوة ».

واضاف عوكل « هذا سيدفع القيادة الفلسطينية لدعم المبادرة الفرنسية كبديل للرباعية، من خلال رغبتها بتدويل القضية وادخال اطراف اوسع للمشاركة في صنع عملية السلام واقامة الدولة الفلسطينية ».

وقال المحلل السياسي هاني حبيب « التقرير يشير الى تراجع في دور الامم المتحدة حول القضية الفلسطينية وتخليها عن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، حيث تعامل التقرير مع الاستيطان وكانه أمر واقع، وليس كامر مرفوض يجب ازالته، والقضية الثانية هي قضية /العنف المتبادل/ حيث ان التقرير لم يشر الى ان سببه هو وجود الاحتلال، والقضية الثالثة تتعلق برهن الانسحاب الاسرائيلي بالتوافق على قيام دولة فلسطينية وهو تسليم بالامر الواقع ».

واشار حبيب الى ان التقرير صيغ بما يتناسب مع الضغوط الامريكية والاسرائيلية، وقال « التقرير جاء للالتفاف على المبادرة الفرنسية اكثر منه كاستجابة وكاستحقاق لمهمة اللجنة، حيث ان اللجنة كانت في حالة سبات لعدة سنوات، وحين اعلنت فرنسا عن مبادرتها لصنع السلام بين الطرفين اعلنت اللجنة الرباعية عن عزمها تقديم تقرير لمجلس الامن ».

واضاف « هذه التقرير المرفوض سيدفع القيادة الفلسطينية للتمسك اكثر بالمبادرة الفرنسية باعتبارها افضل الخيارات المتاحة ».

ويرى المحلل السياسي عماد غياظة ان « تقرير الرباعية الدولية يعطي مؤشرا واضحا على ان القوى الدولية تتعاطى في هذه المرحلة مع دولة الاحتلال اكثر مما تتعاطى مع حقوق شعب تحت الاحتلال، كما ويؤشر لتراجع دور اللجنة، حيث قام رئيس اللجنة الرباعية توني بلير بافراغها من محتواها ».

وشدد غياظة على ان التقرير « شكل ضربة للمبادرة الفرنسية واضعفها، بتدمير المساحة التي كان يمكن ان تقوم بها المبادرة في صنع عملية السلام »، مشيرا الى ان التقرير يمثل رسالة الى فرنسا واوروبا لوقف التعاطي مع هذا الملف، لافتا الى اوروبا ستكون منشغلة بقضاياها الداخلية اكثر من معالجة قضايا خارجية.

كلمات دلالية