خبر دعوة صحوة للعالم الاسلامي- إسرائيل اليوم

الساعة 10:59 ص|04 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ايال زيسر

الهجمة الارهابية الدموية في اسطنبول في الاسبوع الماضي جاءت بشكل تراجيدي وهزلي، خصوصا في نهاية يوم ناجح للدبلوماسية التركية. في صباح يوم تبارك فيه الرئيس التركي اردوغان بحل الازمة المتواصلة في العلاقة مع القدس وحل الخلافات في العلاقة مع موسكو، لكن في الليل كان ذلك داعش الذي أراد أن يقول الكلمة الاخيرة.

لم تمر سوى ايام معدودة. وعندما كانت تركيا تلملم جراحها، ضرب داعش مرة اخرى. كان هذه المرة دور بنغلاديش، وهي دولة اسلامية في شبه القارة الهندية. في الهجوم الارهابي لداعش في مطعم في العاصمة دكا، قتل أكثر من 20 شخصا اغلبيتهم من السياح. وبين هذا وذاك يحاول داعش أن يضرب في الاردن، وفي الاسابيع الاخيرة قام بتنفيذ عمليتين ضد قوات الامن والجيش في الاردن على طول الحدود مع سوريا.

العمليات الدموية في اسطنبول وبنغلاديش والاردن هي تذكير آخر بخطر داعش الكامن. ليس فقط للعالم الغربي ومنه اسرائيل، بل ايضا للعالم الاسلامي الذي خرج منه التنظيم وفيه وضع الكثير من عملياته. ليس مفاجئا اكتشاف أن داعش قتل منذ تأسيسه مسلمين أكثر مما قتل من الغربيين. ففي نهاية المطاف، من يقول إنه مسلم ولا يسير في طريق داعش، هو اسوأ من الكافر المسيحي أو اليهودي، لهذا فهو يستحق الموت.

 

          بعد عمليات داعش الاخيرة يجب توجيه دعوة صحوة للعالم الاسلامي، وعلى رأسه بنغلاديش، حيث أن وزير الداخلية هناك اتهم اسرائيل بالمسؤولية عن العمليات الارهابية التي حدثت فيها.

 

          لكن هذه دعوة صحوة لتركيا ايضا التي نفت خلال سنوات خطر الارهاب الاسلامي المتطرف ونفت أن الارهاب الاسلامي قائم أصلا. فتركيا اختارت كما هو معروف العلاقة مع حماس، وايضا في هذا الموضوع ستكتشف أن الارهاب هو الارهاب، وأن التعاطي مع الارهابيين لا يمنحها الحصانة من العمليات ومن الاضرار التي قد تصيب المصالح التركية.

 

          خلال فترة طويلة فضلت انقرة تجاهل نشاطات داعش، وحقيقة أن اغلبية المتطوعين وصلوا اليه عن طريق الاراضي التركية. لقد اعتقدت بشكل خاطيء أن تبني مظلة اسلامية والتجند لمحاربة نظام بشار الاسد سيعفيها من عمليات داعش الارهابية. لكن يوجد للارهاب الاسلامي منطقه الخاص. وبرهن داعش مرة تلو الاخرى، ليس فقط طابعه الدموي، بل  ايضا التطرف والاصولية التي تميز طريقه.

 

          اكتشف اردوغان بشكل متأخر أن بلاده تحولت الى هدف مركزي لداعش، حيث يعتبرها البطن الضعيفة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يعمل من الاراضي التركية ضد داعش. ويستغل التنظيم ايضا حدود تركيا المفتوحة مع سوريا وملايين اللاجئين السوريين على اراضيها. حقيقة أن انقرة ركزت نضالها حتى الآونة الاخيرة ضد الاكراد، حيث ما زالت الى الآن تعتبرهم الخطر الرئيس عليها، سهلت هي ايضا على داعش في تنفيذ العمليات في تركيا.

 

          هل كانت عملية داعش في اسطنبول مبالغ فيها، حيث سيقوم الاتراك عليه؟ ما زال مبكرا القول ذلك. ويصعب ايضا معرفة اذا كانت العملية في بنغلاديش ستؤدي الى تغيير التعامل في العالم الاسلامي والتجند الحقيقي للنضال ضد الارهاب الاسلامي. من الواضح أن الحديث يدور عن صراع طويل وصعب، وفي هذا الصراع تشكل تركيا ودول عربية واسلامية اخرى، ليس فقط أساس العمل الهام ضد داعش، بل ايضا هدفا مريحا بالنسبة للتنظيم.

 

          من هذه الناحية تثبت العملية مرة اخرى المصلحة التركية في حل الازمة مع اسرائيل ومع روسيا. في السابق تعاونت اسرائيل وتركيا في الصراع ضد الارهاب الكردي الذي ضرب تركيا، والتجربة الاسرائيلية تبين أن لها قيمة كبيرة. والتحدي يقتضي أن تستأنف الدولتين الحوار الذي كان سائدا بينهما في السابق.

 

كلمات دلالية