بالصور أبناء الشهداء يشاركون مجاهدي سرايا القدس ليلة من ليالي رباطهم

فلسطين اليوم

كما العادة ومن صميم الواجب يطل علينا أبناء الشهداء في صورة بهية، صورة تعطي رونقاً خاص للبيت المجاهد الذي قدم فرداً من أفراده شهيداً في سبيل الله -تعالى- فلم يجزع من هم خلفه ولم يستكينوا..

في هذه المرة نرصد باباً من أبواب الخير الذي سلكه الأبناء على درب آبائهم الشهداء، على أماكن الثغور المتقدمة وفي الأنفاق ومواقع الإعداد والتجهيز.. نرصد ليلة شارك فيها أبناء الشهداء مجاهدي سرايا القدس ليلة من ليالي الرباط وتقاسموا معهم وجبة السحور في مواقع عدة..

يقول « عبدالحميد » ابن الشهيد القائد زياد شاكر الغنام « كم يسعدني ويشرفني أن أقف اليوم، بين أهلي في ليلة من ليالي الله المباركات، نتشارك الواجب معاً، ونتقاسم الزاد معاً، وتجمعنا لحظة واحدة ومكان واحد في مواجهة أعداء الله ».

وتابع« عبدالحميد » حديثه لمراسل الاعلام الحربي بالقول: « في هذه الأيام نعيش الذكرى التاسعة لاستشهاد والدي، حيث كنا نفتقد والدي -رحمه الله- في كثير من الأوقات لاسيما في شهر رمضان، وكنا نتوق لرؤياه ونشتاق لأن يجالسنا كما الآباء الآخرين، ولم أكن لا أنا ولا أخوتي نلتمس له عذراً في ذلك .. لكني اليوم فقط عرفت سبب الغياب ومنحته بدل العذر ألفاً ».

وأوضح بأنه وعند تلقيه الدعوة من رفاق والده في « سرايا القدس » لمشاركتهم ليلة رباط في إحدى ليالي رمضان، تلقف الدعوة بفرحة غامرة، واعتبرها سابقة لم يسبقه إليها أحد من أبناء جيله..

وبين أن أبناء الشهداء حملوا أمانة آبائهم وتمسكوا بالعهد الذي تركوه فيهم بأن يسيروا على الدرب وأن يحافظوا عليه، مشيراً إلى أن مشاركتهم مجاهدي السرايا لهذه الليلة تعتبر مصداقاً لصونهم أمانة آبائهم وفاتحة خير للعمل إذا ما أتيحت لهم الفرصة بذلك.

وأضاف قائلاً: « كنا نرى عالم المقاومة من الخارج، ولم نكن نعرف تفاصيل كثيرة عن حياة المجاهدين.. كيف يقضون نهارهم وكيف يبتون ليلهم.. والآن دخلنا هذا العالم وتعرفنا على تفاصيله من الداخل وأصبح لدينا شغف وعشق كبيرين لأن نكون جزء منه إذا ما أتيحت لنا الفرصة.

هذا وقد قدم »عبدالحميد « ابن الشهيد القائد زياد الغنام راية السرايا وسلمها لجنود السرايا المرابطين مؤكداً عليهم بحمل الأمانة وأن يكملوا المشوار الذي بدأه والده والشهداء من قبل بتحرير أرض فلسطين والدفاع عن أهلنا وشعبنا من العدو المتغطرس.

من جهته عبر » محمود« ابن الشهيد القائد عوض عبدالفتاح القيق عن امتنانه الشديد لمجاهدي سرايا القدس على هذه الدعوة الرائعة واللفتة المميزة، وخصوصاً في شهر رمضان.

واعتبر أن هذه الخطوة هي دليل إضافي يقدمه المجاهدين إلى عوائل الشهداء، بأنهم لا زالوا في وجدانهم وخواطرهم حاضرين، ولم يتركوا ليغيبهم النسيان.

وأفاد بأن تلبيتهم لهذه الدعوة، جاءت لكسب الأجر ورضى الله في المقام الأول، وثانياً لتقوية أواصر التواصل بين أبناء الشهداء ممن انتهجوا نهج آبائهم ومع تأطيرهم وتشكيلهم العسكري في سرايا القدس.

وأردف إلى أن هذه الخطوة يجب أن تعمم، ويدعى إلى المشاركة في مثل هذه الليالي المباركة جميع أهالي الشهداء، كي يستشعروا قدسية هذا الطريق وهذا النهج، الذي عبدته دماء أبنائهم وأجسادهم ومضوا شهداء.

وشدد » محمود « على أهمية هذه الأنشطة، التي تجدد الأمل في نفوس الصغار والكبار، وتترك بصمة رائعة وأثراً طيباً في قلوب أتعبها الشوق للراحلين، وضلت رهينة بين صراع الذكرى والنسيان.

واختتم حديثه بالشكر الجزيل لأبطال » سرايا القدس« الذين أتاحوا له هذه الفرصة الجميلة، وأن يستشعر نفسه جندياً من جنود هذا الوطن، يفتدوه بدمائهم وأرواحهم .

كما حضر أبناء الشهيد القائد أحمد الشيخ خليل ، الابن الأكبر خضر، ومحمد وشكروا لسرايا القدس هذه اللفتة الرائعة، وقال خضر لمجاهدي السرايا :عندما أكبر سأكون معكم وسنثأر لأبي ».

هذا وقدم قدم أبناء الشهداء التمر واللبن والماء للمرابطين، وأهدى أبناء الشهيد أحمد الشيخ خليل المصاحف للمجاهدين، والتقطوا صور تذكارية معهم.

وكان في حضرة المجاهدين ثلاثة فتية من الإيمان والوعي والثورة لمشاركة المرابطين ليلتهم، وليؤكدوا على مسيرة الجهاد والمقاومة، وأن الكبار يموتون والصغار لا ينسون.

وفي ذات السياق أكد المجاهد « أبو محمد » أن دعوة أبناء الشهداء وفي هذا التوقيت تحديداً كانت ضرورة قيمية وأخلاقية نابعة من صميم الواجب والوفاء لدماء الشهداء.

وتابع بالقول: « إنه لمن دواعي سرورنا أن نحيي هذه الليلة، ونحن نشتم عبق الشهادة والشهداء المنبعث من مشاركتنا أبناء الشهداء، ليلة من ليالي الرباط، والتي كان آبائهم يشاركونا فيها ويحيوها طمعاً برضى الله واحتسابا لأجر المرابطين »

وأشار إلى ضرورة الاهتمام من قبل فصائل المقاومة وعلى رأسهم سرايا القدس بعوائل الشهداء وبأبنائهم، داعياً الجميع للوقوف أمام مسئولياته ومشاركة هؤلاء الشباب في صياغة نظرتهم الفكرية وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، وفي ذات الاتجاه الذي مضى فيه آبائهم الشهداء من قبلهم.