تقرير كعك العيد... رائحة زكية و ثقافة تاريخية راسخة!

الساعة 09:33 م|02 يوليو 2016

فلسطين اليوم

في أجواء احتفالية استعداداً لاستقبال عيد الفطر السعيد، تنشغل ربات البيوت في غزة بتحضير « كعك العيد »، لتقديمه في ضيافة العيد كعادة بارزة لدى الفلسطينيين لإحياء طقوسه .

 

 

و في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تجتهد الفلسطينيات باعداد الكعك، حيث تنبعث رائحته الزكية من البيوت الى الأزقة و الشوارع إعلاناً بقرب العيد، و الاحتفال به بهذه الطقوس المميزة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الكثير من العائلات الغزية.

 

 

المواطنة أم محمود بمشاركة أبنائها و جميع افراد عائلتها بدأت بإعداد كعك و معمول العيد، حيث أكدت بأن مشاركة الجميع في صناعته يضفي على الكثير من الفرح و السعادة في استقبال يوم العيد.

 

 

 و قالت لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية: « إنها لا تدع عيداً من أعياد السنة يمر دون صناعة الكعك، و لا يمكن أن يطل العيد دون أن يكون كعك العيد أو المعمول أحد الحلويات الموضوعة على سفرة الضيافة ».

 

 

و أوضحت بأنه على الرغم من وجود الكثير من انواع المسليات و الشيكولاتة و الفواكه على مائدة العيد، إلا أن لكعك أو معمول العيد طابعا خاصا لا يساويه أي من هذه الأصناف مثله كمثل القطايف في شهر رمضان.

 

 

و وافقتها الرأي ربة المنزل أم طارق قائلة: « إن لكعك العيد نكهة خاصة، و خصوصاً عندما يصنع في المنزل، و يشارك في صناعته كافة أفراد العائلة في أجواء من الاحتفال و التعاون، استعداداً لاستقبال العيد ».

 

 

و أوضحت بأنه على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه عمل الكعك في المنزل، الا أنها تفضل صناعته في المنزل و عدم شراؤه جاهزاً، لافتاً الى أن رائحة الكعك في البيت لوحدها تكفي لإضفاء أجواء السعادة في المنزل، كونه من أهم الطقوس التي يمارسها الفلسطينيون في عيد الفطر السعيد.

 

 

لكن حال المواطنة أريج، يختلف عن أحوال سابقاتها، إذ أكدت بأنها لا تستطيع صناعة الكعك في المنزل، لأنه يحتاج الى وقت و جهد كبيرين، مشيرة الى انها تتفق مع إحدى النساء اللاتي يقمن بصنع الكعك و بيعه في أيام العيد.

 

 

و أوضحت بأن الكعك من أهم اللوازم التي يتم شراؤها لاستقبال عيد الفطر السعيد، و لا يمكن الاستغناء عنه حتى لو كان جاهزاً غير مصنع منزلياً.

 

 

و قد برزت صناعة الكعك في الآونة الأخيرة كإحدى المهن التي يمكن أن توفر دخلاً للعائلات ذات الدخل المحدود، من خلال صناعته و بيعه في المحال التجارية، أو في البيوت، و تتنافس الكثير من السيدات على اغتنام هذه الفرصة لبيع كميات كبيرة من الكعك و المعمول، في أيام العيد، بسبب زيادة الطلب عليه.

 

 

و من جهته قال أبو الأمير، صاحب دكان تموينينة: « إنه في هذه الأيام يزيد الطلب على حوائج الكعك، و لذلك يعكف الباعة و اصحاب المحال التجارية على جلب كميات كبيرة منها، لافتاً الى أن غالبية نساء العالم تقبل على عمل كعك العيد بنفسها وتتفنن فى إظهار كل طاقاتها فى صوانى كعكها المتعددة ».

 

 

و من ناحية أخرى، و على الرغم من أهمية وجود كعك العيد في سلم أولويات قائمة المشتريات، إلا أنه ينصح عدم الاسراف في تناوله لاحتوائه على مواد قد تصيب الانسان بالسمنة وامراض اخرى، على الرغم أن فيه قيمة غذائية، تختلف حسب المواد التي تدخل في صناعتها وهذه المواد بصورة عامة يكمل بعضها البعض وتعطي في النهاية غذاء متكاملا مرتفع القيمة الغذائية، فدقيق القمح غني بالمواد النشوية والبروتينية وبه قدر من الدهون، كما يحتوي على الكالسيوم والحديد ويعطى قدرا عاليا من السعرات الحرارية 322 سعرا لكل 100 جرام.

 

 

ايضا فان التمور المستخدمة في حشو الكعك تحتوي على نسبة عالية من النشا والسكر وقدر بسيط من البروتين والدهون، وتصل نسبة الكالسيوم بها الى 60 ملليجرام لكل 100 جرام وتعطى قدرا من الطاقة يصل الى 245 سعرا لكل 100 جرام.

كلمات دلالية