خبر غزة بدها فكة

الساعة 01:14 م|30 يونيو 2016

فلسطين اليوم

ازدادت شكوى الشارع من أزمة « الفكة » وأصبحت تمثل هاجساً لأي مواطن يريد الحصول على خدمة أو سلعة ما، حيث سببت الأزمة المتاعب للكثير من المواطنين، واضطرتهم للبحث كثيراً عن الفكة قبل النزول للسوق.

وتتكرر أزمة الفكة كل عام في المواسم الرئيسية وخاصة في أواخر شهر رمضان المبارك، نظراً لحرص التجار على حفظ مبالغ كبيرة من الفكة لتيسير تجارتهم خلال الشهر.

ولوحظ أن الباعة لا يتعاونون مع بعضهم البعض في موضوع الفكة، فكل بائع يحتفظ بما لديه لنفسه لأنها تكون أحد أسباب « تسليك » بضاعته في كثير من الأحيان.

وكثيراً ما يشترط البائع على المشتري وجود فكة معه قبل أن تتم عملية الشراء. في الوقت ذاته يحاول الكثير من المواطنين الحصول على الفكة لتخزينها للعيد الذي يصادف الأسبوع القادم.

وما بين حرص المواطن على تخزين الفكة، والتجار في آن واحد ، تحدث المشادات والمشاكل في الأسواق والسيارات تحديداً.

بائع أحذية على بسطة في منطقة الرمال بمدينة غزة، فقد العديد من الزبائن نظراً لعدم امتلاكه الفكة، فكان نحو 7 مواطنين من شباب وصبايا يلتفون حول البسطة للشراء، وبعد ان اتفق مع المشترين على سعر الأحذية لم تتم عملية البيع للزبائن السبعة لأنه لم يملك فكة لهم جميعاً، لذلك اضطرت ثلاث صبايا بالذهاب إلى بسطة أخرى لشراء ما يلزمهن.

ويقول الشاب أحمد البنا ، إن الحركة الشرائية جيدة وهناك بيع، لكن المشكلة في الفكة، لأن المشتري عادة ما يحضر معه مبلغ من فئة 100 شيقل ، أو 200 شيقل، ويحتفظ بالفكة في جيبه للحصول على فكة البائع. ومن هنا تحدث الإشكالية ففي كثير من الأحيان تفشل عملية البيع بسبب الفكة.

وأضاف، بائع البسطة لو لديه بنك فكة ، سينفذ خلال أيام قليلة، نظراً لأن المواطن يعمل على سحب الفكة لتخزينها.

هذا وأوضحت إحدى الصبايا من على البسطة لمراسلنا، أنها تعاني من أزمة الفكة، وقالت:« هذه المرة ليست الأولى التي لا أجد فيها فكة مع البائع لإتمام الشراء.

وأوضحت أن الفكة سببت لها إحراجاً في أكثر من مرة مع السائقين خلال اليوم. وأشارت إلى أن السائق تقرأ في وجوهه الغضب من مشكلة الفكة.

وفي هذا السياق، أوضح سائق أجرة، أن الفكة تسبب له المشاكل، ومنها عدم حصوله على أجرة الراكب. وقال: » أحيانا تكون سعر المواصلة 2 شيقل، والراكب لا يملك الى 20 شيقلاً، ولم يستطع فكها". وأضاف، أنه اضطر الى مسامحة الركاب.

وأوضح، أنه لا يتردد الآن في سؤال الراكب عن الفكة قبل ركوبه للسيارة، وإن كان لا يملك الفكة  فلا يتعامل معه.

وما أن ينته شهر رمضان المبارك، لتعود الأسواق لتمتلاً بالفكة في اليوم الثاني لعيد الفطر السعيد.

ورغم أن سلطة النقد الفلسطينية قد أدخلت فكة للقطاع بقيمة 4 مليون شيقل نهاية الشهر الماضي، إلا أن المواسم الكبيرة تشهد أزمة بسبب حرص الجميع على تخزين ما لديه من فكة.

من جهته، أكد محمد مقداد الخبير في الشئون الاقتصادية والمالية، أن حل مشكلة الفكة جذرياً يكمن في تولي سلطة النقد الفلسطينية والحكومة إصدار عملة وطنية. لافتاً إلى أن الحركة الاقتصادية والتجارية في غزة لا تسير بشكل طبيعي بسبب الحصار المفروض عليها، ولكن عدم توفر الفكة يُصعب المعاملات ويُعقدها وخاصة المعاملات الصغيرة للتجار الصغار في الأسواق اليومية.

كلمات دلالية