خبر خطة خماسية - معاريف

الساعة 10:30 ص|30 يونيو 2016

فلسطين اليوم

خطة خماسية - معاريف

بقلم: عوزي دايان

لواء سابق

(المضمون: العمليات التي يتجمد لها الدم في باريس، في بروكسل وفي اتاتورك يجب أن تتجسد في الوعي الاوروبي كبيرل هاربر الحرب ضد الارهاب الدولي كي تكون اوروبا على الاقل في المسار السليم في الطريق الى الحل - المصدر).

يحذر براك اوباما حتى اليوم من استخدام التعبير الذي يعزو الذنب للاسلام المتطرف في العمليات الارهابية التي تنمو على أرض الدول الغربية كالفطر السام بعد المطر. ليس ثمة احد في ارجاء العالم لا يشخص النموذج: عموم العمليات الارهابية ضد السكان المدنيين تتم باسم الاسلام المتطرف كجزء من حربه العنيدة ضد ثقافة كل من يفكر خلافا لهم.

يمتنع براك اوباما عن تسمية الولد باسمه، والكثيرون من زعماء الدول الاوروبية يواصلون الطمس لحقيقة ان هذه حرب عالمية ضد الارهاب الاسلامي. وهكذا بقيت هوة واسعة هائلة بين جبال الكلمات والوعود وبين الافعال التي تؤدي الى التغيير.

ان هذه الفجوة التي بين الاعتراف بان هذه حرب عالمية وبين الامتناع عن تسمية الولد باسمه هي الثغرة التي يدخل اليها الارهاب الاصولي، الذي يستوجب من اوروبا تغيير انماط تفكيرها وعملها. وعليه، فان العمليات التي يتجمد لها الدم في باريس، في بروكسل وفي اتاتورك يجب أن تتجسد في الوعي الاوروبي كبيرل هاربر الحرب ضد الارهاب الدولي كي تكون اوروبا على الاقل في المسار السليم في الطريق الى الحل.

على هذه الخلفية، فان اقرار الاتفاق الاسرائيلي – التركي هو بشرى سيئة للارهاب الاسلامي. فهذا الاتفاق، الذي اقر باغلبية الاصوات في الكابنت الاسرائيلي (بما في ذلك على خلفية العملية في مطار اتاتورك في اسطنبول)، سيعزز قبل كل شيء التعاون الاستراتيجي – الامني في نقل المعلومات في الحرب ضد الارهاب بين اسرائيل وتركيا، بل وسيساعد في تحريك الاتحاد الاوروبي نحو الاعتراف بالحرب التي على اوروبا ان تخوضها ضد الارهاب العالمي.

لقد كيفت منظمات الارهاب نفسها مع الواقع الجديد وباتت توجد منذ الان في وضع من الحرب. وبالتالي، على اوروبا أن تتخذ خطوات مشتركة فاعلة كي تردعها من مواصلة العمل بحرية نسبية.

أولا، على الدول الغربية ان تخلق جبهة سياسية – امنية وتعاونا دوليا لكل الدول المشاركة بشكل نشط في الحرب ضد الارهاب. على تحالف السلام هذا ان يعمل في خمسة جهود متوازية: جهد دبلوماسي، امني، اقتصادي، قانوني وفي الوعي. لا يمكن لهذه الحرب ان تقيد نفسها في القتال من الجو فقط بل ومن الارض ايضا بكل ما يلزم. اضافة الى ذلك، فان هذا التعاون يجب أن يتضمن رقابة متشددة على الحدود توقف التسلل الذي لا يتوقف من المهاجرين الذين ينتمون الى منظمات الارهاب الى داخل مراكز المدن الاوروبية.

العسكرية ضرورية، ولكنها لن تكفي وحدها في حرب معقدة بهذا القدر، وعليه فان اهمية اتخاذ خطوات اقتصادية ضد الدول، المنظمات والشركات الداعمة بهذا الشكل او ذاك بمنظمات الارهاب حاسمة. فسد القنوات المالية وتدمير البنى التحتية الداعمة للارهاب ضروري لسحب أرجل منظمات الارهاب وبوسعه ان يقلل قدراتها التنفيذية. ويتم استكمال الغلاف من خلال تغيير التعرفات القانونية المرتبطة بالارهاب وتكييف القانون والاحكام مع احكام الحرب الراهنة في ظل اتخاذ سياسة عقاب قاسية وفورية.

بلا تشكيل هذا الائتلاف واتخاذ كل الوسائل: الدبلوماسية الامنية، الاقتصادية، القانونية، الاعلامية لا مفر من مواصلة سقوط قلاع اوروبية في ايدي الارهاب. الامر في يد الاوروبيين عمله وعلى اسرائيل أن تتعاون في كل ما يلزم. أما الاتفاق مع تركيا وتوسيعه الى اتفاق ثنائي للحرب ضد الارهاب فهو خطوة اولى هامة في الاتجاه السليم.

كلمات دلالية