خبر تصويت احتجاجي لفكرة فاشلة- هآرتس

الساعة 09:52 ص|30 يونيو 2016

فلسطين اليوم

تصويت احتجاجي لفكرة فاشلة- هآرتس

بقلم: ايريس لعال

 (المضمون: إن ما حدث في بريطانيا في موضوع الاستفتاء الشعبي يشبه ما حدث في الولايات المتحدة في موضوع دونالد ترامب وما يحدث في اسرائيل حيث يتم اعادة انتخاب نتنياهو منذ عقدين - المصدر).

لم يصدق أحد أن هذا سيحدث، لا سيما ديفيد كاميرون وبوريس جونسون. فكاميرون الذي تنبأت الاستطلاعات بخسارته في الانتخابات الاخيرة أو ائتلاف آخر مع الليبراليين الديمقراطيين، لم يعتقد أنه سيضطر الى ترجمة وعده قبل الانتخابات. أما جونسون الذي أخرج لنفسه اسم الكسول، فقد أراد في نهاية المطاف صراع يساعده على تشكيل صورة قائد على مستوى الدولة – وليست الفوضى التي ترافق الانفصال عن الاتحاد الاوروبي. بهذه الطريقة فرض خريجين من ايتون الحرب الصبيانية على بلادهما وقررا مصيرهما.

حينما استيقظا صباح يوم الجمعة حيث كانت ملايين الجنيهات الاسترلينية سقطت مع افتتاح التجارة في البورصة، وتراجعت قيمة العملة، اكتشفا ومعهما جمهور الناخبين البريطانيين أن أفقهم ضيق وأنهم يكرهون الاغيار بشكل عام. كل ذلك حسب الترجمة الفورية للغات الدول الاعضاء في الاتحاد. الأمة التي اعتقد أحد كبار شعرائها أنه يجب تذكيرها بأن « الانسان ليس جزيرة يحكم نفسه بنفسه، بل قطعة من اليابسة وجزء من ارض كبيرة »، اختارت الانغلاق في جزيرتها مع شكوكها.

اسرائيلي يسكن منذ سنوات طويلة في لندن قال إن الاجواء في المدينة تُذكره باسرائيل في اليوم التالي لانتخابات 1996. صحيح أن المقارنة مطلوبة، ولكن بشكل جزئي. ايضا في اسرائيل ذهب الجمهور الى النوم مع شمعون بيرس واستيقظ مع بنيامين نتنياهو. وقبل كل شيء كان يجب التأقلم مع الواقع المعاكس لذلك الذي آمن به في الليلة السابقة. في حينه ايضا حسمت الانتخابات الدراماتيكية بفارق بسيط، يقسمون مجتمع يعيش ما بعد الصدمة بعد عملية قتل سياسية – بوزن قتل عضوة البرلمان جو كوكس، وهذا لا يعادل بالطبع قتل رئيس حكومة. ولكن لا يجب التقليل من تأثير الامر – هذا المجتمع ينقسم الى معسكرين عدائيين.

لكن وجه الشبه مع انتخابات 2015 أكبر. ففي بريطانيا حسم العاطلون عن العمل والعمال الفقراء الموضوع، حيث أنه منذ الازمة الاقتصادية العالمية يزداد عددهم، اولئك الذين ليس لهم تأثير وولدوا على هامش المجتمع، وهناك أمضوا حياتهم واستطاع السياسيون تحويل ألمهم الى كراهية. كما قالت « ايكونومست »: « في بداية كانون الثاني اعترف أحد المؤيدين الرئيسين للخروج من الاتحاد الاوروبي بأن هدف الحملة هو حرف الجمهور ضد قادته وسلب الشرعية عن السياسيين والنخب التي تؤيد الاتحاد ». هكذا نجح كل من بوريس جونسون ودونالد ترامب بشراء ثقة المواطنين الذين يعيشون حياة صعبة ولا أمل فيها حيث يعيشون الحالة الديمقراطية للحظة عند وجود انتخابات ويرغبون في التسبب بالألم للمؤسسة.

بنيامين نتنياهو يقود بشكل مماثل سيرته السياسية منذ عقدين، وانتخابه يثير في كل مرة الشكوك حول قدرة المواطنين على الانتخاب بطريقة تخدم مصالحهم. يبدو أن هذه كانت الانتخابات الاخيرة التي ينجح فيها الخداع.

لكن الرابح الاكبر من النتائج المخجلة للديمقراطية البريطانية هو كما يبدو الولايات المتحدة. فثمن التصويت الاحتجاجي على فكرة فاشلة فقط من اجل التلويح للمؤسسة بدا فجأة باهظ جدا.

كلمات دلالية