خبر متأخر ولكن مُفضل- هآرتس

الساعة 10:45 ص|29 يونيو 2016

فلسطين اليوم

متأخر ولكن مُفضل- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

 رئيس الوزراء تردد وتردد، تلبث وتأخر لاشهر وسنين، الى ان حسم هذا الاسبوع في صالح اتفاق المصالحة مع تركيا. لقد أمل نتنياهو في أن يتغير الوضع في المنطقة، كأن تضعف تركيا مثلا في مقابل روسيا، أو ان يفقد زعيم تركيا، رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء الذي أصبح رئيسا ويتصرف كسلطان، قبضته على الحكم. مهما يكن من امر، فان الانتظار لم يجدِ نفعا لتحسين الاتفاق؛ فما رفضه نتنياهو قبل سنتين قبل به أخيرا قبل يومين.

 

في كل حل وسط توجد تنازلات تثير عدم الارتياح، من ناحيتها موضوعيا أم من مجرد التراجع عن المطلب المعروض على الطرف الاخر. تركيا، مثل اسرائيل، خرجت من المساومة بينما نصف ما تتمناه في يدها. ولكن التمعن في البنود التفصيلية، مهما كانت هامة، قد يفوت الامر الاهم: المجمل الذي في الاتفاق يفوق مجموع اجزائه. فالمنفعة المركزية لاسرائيل تنبع من ترميم العلاقات بين القدس وأنقرة. ومن ازالة العائق الذي نصبه اردوغان في وجه مشاركة اسرائيل في الاطر التي تستند الى الاجماع العام، كحلف الناتو. وحتى لو كان من غير المتوقع في عصر اردوغان العودة الى فترة الذروة في العلاقات، في التسعينيات، حين في ظل مسيرة اوسلو نسج تحت المظلة الامريكية مثلث اسرائيلي – اردني – تركي، فثمة قيمة كبرى للانتقال من عداء تركي الى سلامة سياسية.

 

هام أيضا وجود تركيا كنوع من الوسيط بين اسرائيل وحماس. فغياب قناة حوار بين القدس وغزة برز في حملة « الجرف الصامد »، عندما شعرت مصر برئاسة عبدالفتاح السيسي بعطف لاسرائيل وعداء لحماس. ومع أن هذا الميزان كان مريحا لاسرائيل، الا انه بالمقابل منع وجود آلية مفاوضات، من النوع الذي ساد في عهد الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي وادى الى أن تكون حملة عمود السحاب في 2012 اقصر وأقل كلفة من الجرف الصامد في 2014. حيوي الامر في أنه في أوقات الازمة، على شفا التصعيد او في ذروة المواجهة، ستكون هناك جهة مقبولة من الجانبين، يمكنها أن تجد نقاط الحل الوسط بينهما. يمكن للاتراك ان يكونوا مثل هذه الجهة.

 

كما أن التحسن المرجو في الوضع الاقتصادي للسكان في غزة، في اعقاب التخفيف من حدة الاغلاق على القطاع ونقل المزيد من البضائع اليه – هو ربح نقي للجميع. فاعادة اشلاء جثامين شهيدي الجيش الاسرائيلي هدار غولدن واورن شاؤول لا تعود مباشرة الى هذه المسألة، ورغم كل التفهم والتضامن مع عزاء العائلتين الشديد، فلا ينبغي اشتراطه بتحقق الاتفاق.

 

ان معارضة وزراء البيت اليهودي واسرائيل بيتنا للاتفاق ليست جدية. فهي تستهدف تمييزهم عن نتنياهو واحاطته من اليمين. فمن تعد مصلحة اسرائيل هامة له وليس فقط الربح السياسي، ينبغي أن يؤيد الاتفاق، بل ويستغله كي يبادر في اعقابه الى مبادرة سياسية سخية تجاه من تغيب عن الاتفاق – السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.

 

كلمات دلالية