خبر النقص البشري -يديعوت

الساعة 10:44 ص|29 يونيو 2016

فلسطين اليوم

النقص البشري -يديعوت

استبدال نتنياهو كخيال

بقلم: أمنون أبراموفيتش

(المضمون: لا يوجد حزب ينتصر على نتنياهو الا اذا اقيم واحد جديد ولكن هذا يجب أن يأتي من اليمين، يقف في الوسط ويكون وطنيا وليبراليا. ولكن هذا مجرد خيال لانه يتطلب من السياسيين أن يتجاوزوا طموحاتهم الشخصية وأناهم المضخمة - المصدر).

من يدري متى تجري انتخابات. المؤكد هو أنه على رأس الليكود سيقف مرة اخرى نتنياهو. صحيح أنه استنفد نفسه، برأي أعضاء في حزبه، وباحساس الكثير من ناخبيه. يخيل لي أنه بدأ يمل نفسه هو ايضا. ولا يزال ليس في الليكود من يتنافس ضده. لا يتوفر أيضا حزب ينتصر عليه. الا اذا قام حزب جديد. حزب كهذا ينبغي أن ينتظم قبل الاوان. وهو ملزم بان يأتي من اليمين، يستقر في الوسط. عليه أن يكون وطنيا وليبراليا. كديما جديد. وقيادته يمكن ان تضم بوغي يعلون، يئير لبيد، جدعون ساعر، موشيه كحلون، غابي اشكنازي.

يمثل بوغي قيم القانون ومفاهيم اسرائيل العاملة. ولكنه عديم الجاذبية وتنقصه الخبرة السياسية. وهو يتراوح بين احساس بالاهانة وغيرها. كرئيس شعبة الاستخبارات وكقائد منطقة تعرض لاكاذيب عرفات وأخذها على محمل شخصي. كرئيس للاركان احس بالاهانة من عدم اطلاعه على خطة فك الارتباط. كوزير للدفاع احس بالاهانة الشديدة لاستبداله بليبرمان، كان هذا الاحساس الاشد بالعار في حياته المهنية، حتى الان. والان نشاهده يخفف احساسه بالاهانة في مواضع مختلفة، فيعزف على الناي، ويمارس التأمل، ويبدو كمن يشق طريقه الى العزلة وليس الى القيادة الوطنية كمن استبدل الاعتزال الحزبي باعتزال روحي.

أما لبيد  فقد أقام حزبا من العدم وثبته بشكل يثير العجب. ولكن سجله كوزير للمالية طفيف ومقطع. تجربته السياسية والامنية تنحصر بعضويته في الكابنت. هو محبوب من الوسط الاسرائيلي. وهو مدلل الوسط. توجهه الى الجناح اليميني، التقليدي، توج بنجاح. غير أن لبيد لم يتزود بعد بما يكفي من عتاد أو أدوات كي يكون مرشحا لرئاسة الوزراء. يوجد له مستقبل ولكن ليس مؤكدا في المستقبل القريب. يبدو أنه سيجد صعوبة شديدة في الانفصال عن حزبه وارساله الى مؤسسة تعليمية كبيرة، مدرسة اقليمية ودمجه في كتلة اخرى.

ليس مجديا لموشيه كحلون أن يتنافس مرة اخرى في قائمة مستقلة، فالنتيجة في مثل هذه الحالة معروفة مسبقا. والارتباط بالليكود، مع سحاب او حبكة اخرى، ليس واردا من ناحيته، فهو لم يجرِ كل هذه الدورة كي يعود ليكون خياط بيبي. اما الانضمام الى الحزب الجديد فهو الخيار المفضل من ناحيته، فما بالك انه لا يتطلع لان يكون رئيس وزراء، ويرغب بولاية اخرى كوزير للمالية كي يترك أثرا لم يخلفه بعد.

جدعون ساعر ولد في الليكود وجاء من داخله، وهذه ميزة أولية، والهدف في نهاية المطاف هو تحريك المقترعين من الليكود. كان وزير كبيرا من الليكود، وزير تعليم، وزير داخلية، عضو في عدة كابينات. اذا ما عزز بيعلون من جانب وبجابي اشكنازي من جانب آخر، فهذا سيغطي على غياب الخلفية الامنية.

لحزب كهذا من المهم أن يضم مثلا جيلا جمليئيل، واورلي ليفي أبقسيس. والمؤشر الواضح على ان مثل هذا الحزب سينتصر سيكون في اليوم الذي يطلب فيه زئيف الكين الانضمام اليه.

حزب العمل يسافر منذ سنوات جيل ببطء شديد على الطريق السريع في المسار اليساري ويسده في وجه حزب يساري حقيقي. وهو يعرقل ايضا احزاب الوسط من تجاوزه. ماذا نعمل به؟ هناك سياسيون، على رأسهم تسيبي لفني، يسعون الى تنظيم كتلة وسط – يسار كبرى. وتقصد لفني على ما يبدو ان تبني الكتلة حول نفسها. فاقامة كتلة وسط – يسار هي دعوة للفشل. يجب أن تقام كتلة وسط – يمين وبشكل منفصل كتلة يسار.

الجناح اليساري من العمل يجب أن يتزاوج مع ميرتس: شيلي يحيموفيتش، ميراف ميخائيلي، ستاف شبير، يوسي يونا. يمكنهم ان يرفعوا جودة ميرتس ويجعلوه يزدهر ويعيدوه الى الايام اللامعة التي اقتطف فيها دزينة مقاعد.

حزب العمل نفسه يقف على مسافة خطوة واحدة على يسار كديما الجديد. عليه ان يضع على رأسه احدا ما مثل ارال مرغليت أو عمير بيرتس. فمرغليت يتراسل على نحو ممتاز مع روح العصر، وهو سيكون دونالد ترامب اسرائيلي ملطف، مناسب للمناخ المحلي. بيرتس دقيق عندما يقول انه انتصر في بلدات المحيط على بيبي والليكود.

في اعادة التقسيم السياسي هذا، مع توزيع وتوحيد من جديد للمجالات السياسية، فان نتنياهو والليكود سيتلقان ضربة بل يهزمان. غير ان اعادة التقسيم هذه تبدو خيالية، نوعا من أدب الاطفال لانها تتطلب اعادة هندسة طبيعة الانسان، كبت الطموح والعقر الكثير للانا لدى العديد من السياسيين.

    

كلمات دلالية