قائمة الموقع

خبر سمّم البئر- هآرتس

2016-06-29T10:43:31+03:00
فلسطين اليوم

بقلم: عميره هاس

   (المضمون: بدل الحديث عن مشكلات المياه الحقيقية وانقطاعها وتقليصها في الضفة الغربية لصالح المستوطنين، تحدث عباس عن تسميم اسرائيل لمياه الشرب للفلسطينيين- المصدر).

 قام محمود عباس بفعل اشياء مخجلة من جديد. ففي خطابه في البرلمان الاوروبي عاد وكرر التفاهات في « النبأ » الذي ورد في وسائل الاعلام الفلسطينية قبل ذلك ببضعة ايام الذي يقول إن رئيس « مجلس المستوطنات » أمر بتسميم آبار مياه الشرب للفلسطينيين في الضفة الغربية. في فم الرئيس الفلسطيني تغير هذا الى « فقط قبل اسبوع طلب عدد من الحاخامات في اسرائيل من حكومتهم تسميم المياه من اجل قتل الفلسطينيين ». وبعد ذلك بيوم تنصل من خلال مكتبه والمتحدثين بلسانه.

لكن الضرر حدث. فعباس اتهم بالافتراء اللاسامي – التهمة المتوقعة التي تفوت الظاهرات الخطيرة الحقيقية التي تميز دائرة القيادة الفلسطينية العليا: عدم وجود علاقة واستماع حقيقي للواقع اليومي للشعب، غياب التنسيق وتبادل المعلومات والافكار بين وزارات السلطة التنفيذية، الاعتماد على المقربين المتملقين ووسائل الاعلام المحلية التي لا تفحص واحيانا لا تكون دقيقة وتبالغ في الوقت الذي تكون فيه الحقيقة حول السياسة الاسرائيلية مُدينة بما يكفي.

حسب وكالة « رويترز »، الجملة المذكورة لم تكن ضمن الرواية الرسمية للخطاب الذي قام مكتبه بتوزيعه مسبقا. يبدو أن ذلك كان ارتجالا مثلما في جلسات حركته أو اللقاء مع طلاب اسرائيليين، حيث أعلن أن التنسيق الامني مقدس. وحسب « نيويورك تايمز » فان النبأ ظهر في موقع مكتب ما في م.ت.ف وتحرك من هناك الى موقع الاخبار التركي الرسمي « أناضولو » وصحيفة في دبي. مركز متابعة وسائل الاعلام الفلسطينية عثر على التقرير الذي تم بثه في التلفاز الفلسطيني الرسمي في 20 حزيران والذي جاء فيه أن منظمة حقوق انسان اسرائيلية كشفت عن أمر لحاخام يدعى شلومو ملماد. لا توجد هيئة تسمى مجلس المستوطنات، ولا يوجد حاخام يدعى شلومو ملماد ولم تقم أي منظمة اسرائيلية بالكشف عن أقواله، كما اكتشفت صحيفة « جيروزاليم بوست ».

لم يكن عباس مستمعا ومنتبها للواقع، كان يتحدث في بروكسل عن المياه، وهي مشكلة مشتعلة بالنسبة لشعبه لا سيما في اشهر الصيف. كان يمكنه القول: « نحن واوروبا نتمسك باتفاق اوسلو بعد انتهاء صلاحيته بـ 17 سنة كممر لاقامة الدولة الفلسطينية. ولكن انظروا كيف أن اسرائيل تستغل صبرنا من اجل الاستمرار في فرض ذلك التقسيم الغير معقول لمصدر المياه الوحيد لنا ». (الاسرائيليون يستغلون الآن 86 في المئة من المياه الجوفية و14 في المئة تعطى للفلسطينيين). كان يمكنه الحديث عن « مكوروت » التي تقلص كمية المياه لسلفيت من اجل الاستجابة لطلب المستوطنات المتزايد، بدلا من الكلام الفارغ حول تسميم المياه.

 صحيح أنه ليس هناك نقص في الحاخامات الذين قالوا اشياء فظيعة عن العرب، أو الاغيار بشكل عام. ايضا في اطار الاعتداءات على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية من قبل المواطنين الاسرائيليين – شهدنا في الماضي ايضا رمي الحيوانات الميتة في الآبار. ولكن القليل من المنطق يكفي لفهم أن « النبأ » مشكوك فيه. الاسرائيليون والفلسطينيون يشربون من نفس المياه. "تسميم المياه هو الحاق الضرر بالجميع. وايضا القليل من الانتباه التاريخي كان سيكفي هنا من اجل اشعال ضوء تحذير لعباس من التقاء المياه والسم واليهود.

لكن هذه هي الحال عندما يتم التعود على منصب زعيم وحيد يقوم باصدار أمر يناقض قرارات القيادة الجماعية (الغير منتخبة) والتي تؤجل مرة تلو الاخرى الانتخابات في فتح وم.ت.ف، والذي يستمتع من شلل البرلمان ولا يسمح بعملية ديمقراطية لانتخاب وريث له، لاعفاء شعبه من الفراغ السياسي الخطير عندما سيذهب.

 

اخبار ذات صلة