خبر جبانة في النقب- ‫‏هآرتس

الساعة 10:10 ص|28 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          تخوض حكومة اسرائيل في السنوات الاخيرة حملة منهاجية بهدف منع كل انتقاد على سياستها، موجهة اساسا ضد منظمات حقوق الانسان واولئ الذين يكافحون ضد الاحتلال. لقد أصبحت حملة التشهير بالاشخاص والمنظمات المختلفة، مع توابعها القانونية والجماهيرية، واقعا مسلما به في نظر اجزاء واسعة من المجتمع في اسرائيل.

          ان قرار رئيسة جامعة بن غوريون، البروفيسورة رفقة كارمي، الغاء القرار بمنح جائزة لمنظمة « نحطم الصمت » إثر حملة تحريض حادة تدار ضد المنظمة، يشجع هذا الفكر المرفوض. وبدلا من تعزيز قوى المجتمع المدني، انضمت كارمي لاولئك الذين يسعون الى قمعها، في ظل تبني الخطاب الذي ينزع الشرعية عن الهيئات التي تنتقد سياسة الحكومة والاحتلال بشكل خاص.

تمنح « جائزة برلسون » من دائرة دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون منذ 25 سنة. فالاعتراف الجماهيري والمبلغ المتواضع الذي يرافقه – 20 الف شيكل – يعطى لاناس خاصين وجمعيات يعتقد الطاقم الجامعي بانهم ساهموا في تقدم التفاهم بين اليهود والعرب. وقبل نحو شهر اختارت الدائرة منح الجائزة لمنظمة « نحطم الصمت ». « نحن نؤمن بان تطوير العلاقات يتطلب مواجهة جماهيرية مع حقائق الاحتلال – التي قد لا تكون لطيفة على السمع، ولكنها تشكل شرطا اساسا للمصالحة بين الشعبين »، كما شرح رئيس الدائرة، البروفيسور حجاي رام.

تجاهلت رئيسة الجامعة حقيقة أنه على مدى كل السنين كانت الدائرة هي التي اختارت الفائزين بالجائزة – بمن فيهم المسرحي المصري علي سالم، الشاعرة سهام داود، ومنظمات مثل « أطباء لحقوق الانسان »، جمعية « سيكوي » للتقدم والمساواة المدنية والمدرسة اليهودية العربية في الجليل. اما التعليلات لاختيار « نحطم الصمت » فقد ردت ردا باتا.

وبزعم البروفيسورة كارمي فان المنظمة « ليست في الاجماع الوطني »، ومنح الجائزة « من شأنه ان يفسر كمظهر من التحيز السياسي ». هذه سلسلة تعليلات بائسة: ليس فيها ذكر للموقف المبدئي الذي بموجبه يتعين على الجامعة بالذات ان تكون مكانا آمنا ومفتوحا للاراء المختلفة، تلك التي لا ينبغي لاعتبارات الاجماع، او الخوف من النقد السياسي أن تدخل بواباتها. الامر صحيح على نحو خاص حين لا يكون الاجماع الذي باسمه تتحدث كارمي يعمل على تقدم التفاهم بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بل لتصفيته.

          ان قرار رئيسة جامعة بن غوريون والتعليلات التي استخدمتها تنقل رسالة توبيخية ورادعة لاعضاء الطاقم الجامعي، في الجامعة والمؤسسات الاكاديمية الاخرى، ممن سعوا الى مواصلة اطلاق انتقاداتهم. على أعضاء الطاقم الاكاديمي أن يعارضوا هذا الخضوع الخطير، الذي يخضع الاكاديمية ايضا لروح السلطة.

كلمات دلالية