تقرير خيبة أمل من الاتفاق التركي « الإسرائيلي »

الساعة 08:41 ص|27 يونيو 2016

فلسطين اليوم

كان حديث تركيا الدائم عن شروطها لاتفاق مع « إسرائيل » برفع الحصار عن قطاع غزة، أملاً للفلسطينيين بتغير الحال لأفضل منه، إلا أن الاتفاق الذي أعلن عنه بالأمس بين تركيا و« إسرائيل » أصاب الفلسطينيين بخيبة أمل تضاف للخيبات التي يعانون منها.

الاتفاق التركي « الإسرائيلي » الذي سيتم التوقيع عليه بشكل رسمي منتصف تموز المقبل، سيعلن عنه اليوم في مؤتمرَين صحافيَّين منفصلين ومتزامنين لكل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم يظهر في بنود الاتفاق الذي ظهر على وسائل الإعلام خاصةً « الإسرائيلية » سوى مزيد من التطبيع بين تركيا والاحتلال، متنازلةً عن شرط رفح الحصار الخانق على القطاع، ولم تسعف تركيا غزة في اتفاقها سوى بمساعدات إنسانية وإنشاء محطة للطاقة في غزة، ومنشأة لتحلية المياه بالاشتراك مع ألمانيا وكذلك بناء مستشفى.

حسن عبدو الباحث السياسي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، وصف اتفاق الشراكة التركي « الإسرائيلي » بالمخزي والعار ويضر بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن الاتفاق تطبيعي من الدرجة الأولى، وهو يخدم « إسرائيل »، ويعزز مكانتها الاقليمية والدولية، ويبقي الحصار على غزة، ويعمل على تطويع المقاومة لصالح « إسرائيل ».

وتساءل عبدو على صفحته على « الفيس بوك »: هل سنرى أصحاب نظرية ربط العلاقات بالاقتراب والابتعاد عن فلسطين، ينتقدون تركيا في تقاربها مع « إسرائيل » ويبتعدون عنها ؟..أم سيبررون لها هذه الشراكة مع الاحتلال؟.

المواطن عبد الهادي سلامة، قال إنه لا يرى في الاتفاق التركي « الإسرائيلي » مفاجأة، حيث يُدرك  أن أردوغان من أمهر الأشخاص الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية لرفع أسهمه، انطلاقاً من أن أي زعيم يتمسك بالقضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية يحظى باهتمام العالم.

وأضاف: كنت أرى في هذا الشخص أنه يريد من التجارة بالقضية الفلسطينية الظهور لاستعادة أمجاد الدولة العثمانية التي كانت تحتل العالم العربي، وللأسف الشديد هناك من الفلسطينيين صفقوا له وراهنون عليه، في الوقت الذي يقوم فيه أردوغان بتمويل الإرهاب ضد العرب في سوريا والعراق لمصالحه الخاصة.

وتابع: أردوغان في الأساس يعمل لمصلحة تركيا بالدرجة الأولى، وعلاقة تركيا بالكيان « الإسرائيلي » مميزة منذ الإعلان عن قيام دولة « إسرائيل » على حساب الأرض الفلسطينية، حتى بعد حادثة مرمرة وإهانة السفير التركي في « تل أبيب » الاتصالات والعلاقات لم تنقطع وتسير بشكل جيد من تحت الطاولة، وجاء الاتفاق ليشهر علاقة التطبيع هذه.

وقد ذهب البعض، خلال الحديث عن الاتفاق التركي « الإسرائيلي » إلى ضرورة الاستفادة من التجربة التركية، التي أَوْلت مصلحتها الخاصة على حقوق الشعب الفلسطيني التي كانت دوماً تقول أنها تقف بجواره.

وطالب الموظف أحمد جاد الله، بضرورة أن تستفيد القيادة السياسية في فلسطين من تجربة تركيا التي فكرت في مصلحتها الخاصة بعيداً عن أي مطالب أخرى لا تهمها، وأن تنهي القوى السياسية الفرقة بينهم ليقفوا في صف واحد بعد تراجع الكثير عن الوقوف بجانب الفلسطينيين.

وأوضح جاد الله، أن الفلسطينيين كانوا يقتربون لتركيا نظراً لوعودها بفك الحصار عن قطاع غزة، إلا أن الاتفاق لم يشمل ذلك، وفضلت تركيا مصلحتها الخاصة، وعلى الفلسطينيين تدارك الأمر جيداً لعدم الاستمرار في معاناتهم طويلاً.

الشاب عز الدين الأخرس كتب على صفحته على الفيس بوك: عرض خاص.. للدول العربية والإسلامية، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكرة الأرضية، أعطونا كم مليون دولار وخدوا معه تطبيع و10 مليار.. لا تبرروا التطبيع يرحمكم الله.

كلمات دلالية