خبر محمود الخواجا هو الذاكرة.. رائد أبو اسماعيل

الساعة 12:17 م|25 يونيو 2016

نقف اليوم مع ذكرى العاشقين الوالهين .. ذكرى الراحلين إلى عالم الخلود والراحة الأبدية .. ذكرى القائد الكبير محمود الخواجا هذا القادم من أزقة الفقر في مخيم الشاطئ .. حاملاً لواء الجهاد في زمن شهد نكوصاً وتراجعاً حد المهانة.

ها نحن نحاول الكتابة عن محمود ونستشعر أن الصعوبة تلاحقنا .. تحاصر ذاكرتنا وكلماتنا البسيطة .. صعوبة يكمن خلفها جدار من التشريد والأشلاء المتناثرة .. وبرك الدماء التي كان نبعها جرح في جسد شهيد أو جريح من هزّت النكبة أعماقهم فاندفعوا نحو الواجب .. إذن كيف سنقترب من حدود دمك الطاهر يا محمود ونحن لا نملك إلا هذه الكلمات.

عذراً فنحن لا نملك إلا العهد والكلمة نحّرض بها الجموع ليلحقوا بك , اسمح لنا أن نتعلم ولو قليلاً من إصرارك ونقتبس ولو قليلاً من شعلة الغضب التي توهجت في صدرك العامر بالإيمان والثورة .. ندرك أن الحديث عن محمود الشهيد ليس كما الحديث عن أي شيء آخر , سنحاول الحديث عن محمود الذي لم تهزمه النكبة ولم تكبّل يديه .. محمود الذي عشق الثورة منذ صغره وتشرّب المرارة والألم وتمرّد على كل أشكال الظلم والعربدة الصهيونية انطبعت في ذاكرته وجع المخيم وألم الناس وعذابات الأسرى فكان لابد أن ينطلق كما سهم القدر صوب قلب الموت , وكان لابد أن يعشق الدم والشهادة .. وهذا ما حصل مع محمود وهو كان يدرك ان هذا الدرب وهذا الطريق له ثمن ... كان يدرك أن لهذا الانحياز ولهذا الانتماء تكاليف .. إنها روحه الطاهرة .. لإنها الشهادة التي حلم بها ونالها..

ها هي ذكرى رحيلك يا محمود تطل علينا من جديد .. ها هي رائحة دمك الطاهر ينتشر أريجها ... ها هو دمك يزرع فينا معاني الثورة والتمرد وتمدنا بالمواصلة والإصرار .. ها هي ذكرى رحيلك تأتي والمساومون على دمك يلهثون خلف السراب .. ها هي صدى صرختك  تسمع الآن عبر البراق.

لقد نزفت عمرك ودمك من أجل الإسلام وفلسطين , ندرك ذلك جيداً يا محمود , ندرك أن جرحك الذي نزف كان ثمناً لانحيازك للإسلام وفلسطين وللفقراء وللمخيم , ندرك أن الذين يشعلون محور النور والنار والثورة عرفوا ان الدم قانون المرحلة وان حروف التاريخ تظل مزورة إذا لم تكتب بالدماء.

سلاماً لروحك الطاهرة يا محمود .. سلاماً لذكراك التي ستظل محفورة بالذاكرة.

 

كلمات دلالية