خبر مذكرة استراتيجية بقلم: آري شفيت - هآرتس

الساعة 08:59 ص|23 يونيو 2016

فلسطين اليوم

مذكرة استراتيجية بقلم: آري شفيت - هآرتس

(المضمون: رغم تحفظ الكثيرين في المجتمع الاسرائيلي من نتنياهو، الا انه لا زال قويا ولا زال مستمرا في أخذ اسرائيل نحو الهاوية - المصدر).

الى: مجلس انقاذ الصهيونية المتحضرة.

من: المستشار الاستراتيجي.

أيهاد السادة. فحصت في الاونة الاخيرة وبحسب طلبكم، الوضع السياسي للدولة التي تدعى اسرائيل. وكما هو معروف لكم ان هذه الدولة الصغيرة يحكم فيها ويسيطر عليها منذ زمن طويل شخص لديه ثقافة عالية، وثقافة عاطفية منخفضة ويدعى بنيامين نتنياهو. تحت سلطته انجرت هذه الدولة في العقد الاخير باتجاه اليمين وفقدت صلة العين مع الواقع وصلة القلب مع الشيء الجيد. حسب الحكمة المقبولة والمتعارف عليها لا يوجد للدولة اليهودية الدمقراطية أي أمل، حيث ان قوى دمغرافية كبيرة تغير وجهها وتحولها الى كيان قومي وديني ظلامي ومتطرف.

لكن نظرا لان اعضاء مجلس الانقاذ لا يتنازلون عن فرصة انقاذ اسرائيل من نفسها، قمت بعمل استطلاع شامل لشروط الواقع الداخلي والخارجي للدولة واليكم النتائج:

في الوقت الذي كان من يقف على رأس الانتخابات في اليمين عام 2001 يعد بالسلام، ففي انتخابات 2015 لم تتحدث حتى احزاب اليسار عن السلام. الفشل المدوي للعمليات السياسية السابقة، وصدمة الانتفاضة الثانية بعد كامب ديفيد، وصدمة صواريخ حماس بعد الانفصال والفوضى في الشرق الاوسط تسببت في ذلك، حيث كان السلام من الناحية السياسية امرا بعيد المنال. لا توجد اية فرصة لاحداث تغيير في اسرائيل من خلال استراتيجية تعتمد على حمامة وغصن زيتون. محمود عباس، صائب عريقات واصدقائهما اصبحوا الذخر الاساسي لليمين الاسرائيلي.

نتيجة ثانية: الوسط حي وقائم. على عكس الانطباع الذي تولده الاخبار التي تصل من القدس، فان اسرائيل لم تتحول الى فاشية. وليس صحيحا ان معظم الاسرائيليين يحملون مواقف متطرفة وعنصرية. توجد في اسرائيل استعدادية واسعة لتبني سياسة تقسيم البلاد، ورغبة باخراج الدولة من العزلة السياسية لتكون جزء من العالم الحر والمتحضر، يوجد تحفظ وارتداع تجاه التطرف القومي والتطرف الديني. ان قيادة صحيحة ومواقف صحيحة قد تعيد معظم الاسرائيليين الى الوسط وتحدث التغيير.

نتيجة ثالثة: لا زال نتنياهو قويا جدا، لكنه اصبح منسحقا، بعد مرور عقدين على دخوله الى مكتب رئاسة الوزراء لم يعد يُلهب القلوب ويجدد، بل مُمل ومُتعب.

الاسرائيليون يحبون التجدد، لا يرتاحون للماركة السياسية التي كانت مشعة قبل 25 عام. والذي يُبقي نتنياهو في السلطة هو اخطاء خصومه. النظرة الخاطئة للسلام الان تحوله الى شخص واقعي، النظرة الخائطة التي تقول فقط ليس بيبي تُحوله الى ضحية تثير التأييد والتشجيع. عمى اليسار وبلادة الوسط، الانقسام، كل هذا يحول نتنياهو الى شخص ذات قامة عالية.

اعضاء المجلس المحترمين،

ان خلاصة هذه النتائج معروفة: توجد فرصة، يمكن سحب اسرائيل من الهاوية وأخذها الى آفاق الامل. ولكن من أجل عمل ذلك يجب أن نفهم بان التغيير لن يحدث في مكاتب الوحدة القطرية للتحقيق بالنصب وليس في مكتب مراقب الدولة بل بالصناديق. ومن أجل عمل ذلك يجب الذهاب الى الانتخابات القادمة بثلاث قوات. رئيس الحربة للوسط – يسار يجب أن يهتم بالصراع من أجل العدالة الاجتماعية. رئيس الحربة للوسط يجب أن يهتم بالوحدة والتقدم والحياة الجيدة ورئيس الحربة للوسط – يمين يجب أن يهتم بالعودة الى الجابوتنسكية لزئيف جابوتنسكي ولليكود مناحم بيغن. ولكن يجب أن يكون حديث بين القوات الثلاثة. ان التزام الثلاثة بتغيير السلطة وانقاذ الديمقراطية ودفع العملية السياسية المعتدلة والحذرة بعمل مشترك وحكيم ومواظب من شأنه انقاذ دولة اسرائيل.

كلمات دلالية