خبر فليحيا الفارق الكبير- معاريف

الساعة 09:01 ص|20 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: كلمن ليبسكيند

التفسير الذي قدمته وزارة الدفاع لعائلة الفتى محمد ابو خضير التي طلبت هدم منازل قتلة ابنها، كان بسيطا ومفهوما. « عند اعتبار القائد العسكري لممارسة صلاحياته، عليه أن يفحص الاثر الردعي الذي سينتجه الهدم تجاه منفذين محتملين آخرين للعمليات. وبالاخذ بالحسبان حجم ظاهرة ارتكاب جرائم العداء الخطيرة في الوسط اليهودي، فان الحاجة لاستخدام هذه الصلاحيات لا تنشأ ».

 

          وهذا، بالطبع، صحيح. الارهاب اليهودي لا حاجة لردعه. لانه قليل ايضا ولانه ليس لمن ينفذه جمهورا يمثله ايضا. وكذا لانه يحظى بالشجب من الحائط الى الحائط.

 

          لو كان اليهود يقتلون هنا عربا باعداد مشابهة للاعداد التي يقتلها العرب منا، وكان احساس بان هناك اجواء تشجع هذا لكنا احتجنا الى تفكير بخطوات ردع قاسية. وتبارك الاسم، نحن بعيدون جدا عن هناك.

 

          اذا ما نزلنا الى جذور الموضوع، فان من يطلب هدم منازل قتلة ابو خضير لا يفعلون هذا فقط لانهم قلقون من الارهاب اليهودي. لديهم سبب آخر. يدور الحديث عن ذات الاشخاص - عربا ويهودا- يحاولون كل الوقت اقناع أنفسهم واقناعنا بانه لا فرق بين سلوك الطرفين في النزاع. للعرب توجد رواية ولنا توجد رواية، للعرب يوجد ارهاب ولنا يوجد ارهاب. او بكلمات شالوم حانوخ: « شخص غريب هو عدوك – بالضبط مثلك... لا يسارع الى الانتحار – مثلك بالضبط ».

 

          إذن هذا هو، تفيد الاحصاءات بانه خلافا لنا، عدونا بالذات يسارع جدا الى الانتحار، وفي كثير من المرات يأخذ معه في الطريق أفضل الناس منا. هذا ما ينبغي القتال ضده، واحدى الادوات في هذه الحرب هي هدم منزل العدو. لعل هذا لا يخيف كل المخربين، ولكن يكفينا نسبة طفيفة تفكير مرتين على خلفية هذا التهديد، واذا كنا وفرنا بذلك حياة بضعة يهود، فهذا يستحق. ولما كان كذلك، ولما كان ليس لديهم خوف من الموت، فمن المجدي جدا ان نحاول طرقا أكثر تطرفا كابعاد ابناء عائلاتهم. هذا لا يعني أنه بريء من المشاكل الاخلاقية، بل انه يعني أن لا مفر.

 

          ولكن يوجد سبب آخر ينفي الحاجة الى هدم منازل قتلة ابو خضير، دون الاستخفاف بالقتل الذي ارتكبوه والشكل الفظيع الذي نفذوه به. المخربون العرب الذين يقتلوننا ليسوا مجرد قتلة. لا يمكن التعاطي معهم فقط حسب العملية التي ارتكبوها والوسيلة التي استخدموها. لا يمكن أن نتجاهل الامر الاهم. الدافع. لان الارهاب العربي هو جزء من حرب خارجية ضد السيادة الاسرائيلية. جزء من الحرب ضد دولة اسرائيل، ضد رموزها، ضد علمها، ضد مجرد وجودها. شيء من كل هذا ليس قائما في قتل ابو خضير، الذي ارتكب لاعتبارات الكراهية او الثأر. قتلة ابو خضير لم يفعلوا ما فعلوه بتكليف من الشعب اليهودي. لا يوجد لهم دعم. وهم لا يمثلون أي جمهور واي فكرة. كفاحهم ليس جزءا من الكفاح اليهودي ضد العرب، لانه لا يوجد مثل هذا الكفاح. من هذا السبب لا مصلحة لنا لهدم منزل عربي قتل يهوديا على خلفية دين مالي، ولكن لنا مصلحة في هدم منزل من قتل دفنه مئير فلينتقم الرب لدمها.

 

          قبل سنة قرر أحد ما بان الفارق بين الحالتين ما كان واردا لو تم تخليد اسم ابو خضير، الذي ترى فيه عائلته « شهيدا »، على لوح ذكرى ضحايا الاعمال العدائية في جبل هرتسل. لا مجال للمقارنة بين الحالتين من أي اتجاه كان، ومع ذلك، فاني اراهن بانه اذا ادين الجندي أليئور أزريا سيكون هناك من يدعي بان بيته يجب أن يهدم واسم المخرب الذي قتله جدير بتخليده كمصاب بالاعمال العدائية.

كلمات دلالية