خبر ارهاب جماعي بتصميم القيادة- إسرائيل اليوم

الساعة 09:18 ص|13 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: د. رؤوبين باركو

       في اجواء رمضان السائدة في غزة وفي الضفة، كانت العملية في شارونه حقنة تشجيع للمتطرفين. حماس، الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية رحبوا بالعملية وإن لم يتحملوا المسؤولية عنها. فمن هو المسؤول عن الجريمة النكراء؟ في أعقاب العملية صارت مواقع الفيس بوك والانترنت الفلسطينية كالمرجل. فالكثيرون سارعوا، قبل الأوان للتهنئة بموت أحد المنفذين لكونه « نال » الجنة. ولكنه تبين أن القاتل أصيب بالنار وأُمسك به بل وألقي القبض بعد ذلك على مساعد لهما كان مرتبطا بهما.

          ثمة من يعتقد بأن العملية هي مبادرة محلية. في ضوء العتاد، الرشاشات المصنعة محليا وطريقة وصول المخربين الى موقع العملية، يحتمل أن تكون، مثلما في الماضي، يد تنظيمية في العملية. غير أن سلسلة العمليات الاخيرة تؤدي الى استنتاج بشع: الى جانب الهذر عن السلام، يدور الحديث عن انتاج مبادر اليه لارهاب من طيف من المنظمات الفلسطينية الكفاحية، بمن فيهم رجال القيادة، الدين والتعليم الذين يمثلون « الشعب الفلسطيني » بمعظم جماهيره المتواجدين في الازقة وفي القرى.

          يدور الحديث عن ارهاب جماعي، يصممه زعماء الفلسطينيين الذين يؤمنون بأن الارهاب هو الطريق الوحيدة لطردنا من « فلسطين ». وتوضح وسائل الاعلام والانترنت بأن الارهاب الفلسطيني الحالي يحركه ذكاء متلاعب، من خلال غرس وتصميم العنف في الوعي الجماهيري الجماعي للمجتمع الفلسطيني ضد اسرائيل على أجيالها.

          وتوفر أجواء رمضان المشحونة بالمشاعر الدينية مدخلا لهذه الامزجة الاجرامية من خلال محطات التلفزيون الفلسطينية. فمحطة « القدس » لحماس مثلا، أدرجت في برامج التبرع لـ « غزة المحاصرة تطلب المساعدة » أمهات فلسطينيات عرضن بفخار صور أبنائهن من قتلة « الجنة » وأمهات فلسطينيات لسجناء وهن يبكين ويحتججن على عدم سماح السجانين الصهاينة لهن بزيارة أبنائهن في رمضان. وفي أعقاب العملية في شارونه وجه بث حماس التهديدي لليبرمان « الذي وعد بالامن ». وأعلن المهددون بأن العملية في شارونه هي الهدية الاولى التي تلقاها في رمضان. وأطلق خالد مشعل هتافات النصر ووعد السجناء بالتحرر السريع.

          في اطار برنامج « نظرة على الصهيونية » في محطة « القدس » استضيف « اللواء » جبريل الرجوب من السلطة الفلسطينية الذي تناول العملية في شارونه على خلفية وضع « دولة الكيان » أو « دولة الاحتلال ». لم تصدر أي كلمة مصالحة تجاه اسرائيل عن « السيد أمن » الفلسطيني. بل العكس: كان الرضا في حديثه واضحا. الاسرائيليون والغرب، كما شرح، ملزمون بأن يستوعبوا بأن أمنهم لن يتحقق اذا لم تحل المشكلة الفلسطينية التي هي لب النزاع العالمي. وكان الرضا في حديثه يتناسب والشجب الهزيل من جانب أبو مازن للعملية.

          إن الاجماع حول العملية في البرنامج في « القدس » كان واضحا: اسرائيل « ضربت في العمق » بعد أن كانت تعتقد بأنها محصنة من العمليات. وهي الآن تستوعب بأن العمق ليس آمنا.

          لما كانت العملية وامثالها، مضاف اليها الضغط الدولي، ستجبر اسرائيل على تنازلات كبيرة، وصف جبريل ثلاثة شروط انتحارية اسرائيلية للسلام: الانسحاب الى خطوط 1967، تقسيم القدس وعودة اللاجئين الى داخل فلسطين وفقا لقرار الامم المتحدة 194. وفي اطار « انجازات » العملية في شارونه اشار جبريل برضا ايضا الى الشروخ التي تهدد بهدم المجتمع الاسرائيلي: شرقيون ضد غربيين، علمانيون ضد متدينين. وانتهى البث بالاعلان بأن « نهاية اسرائيل قريبة لأن كل ما هو مبني على الباطل نهايته الفناء ». وبذلك فانهم يحركون ولهذا يروجون، ويجدر بنا أن نعرف ذلك.

 

كلمات دلالية