المبعد عن القدس ... عنان نجيب

خبر « نكهة خاصة » لقضاء رمضان في رحاب الأقصى تحرق قلوب المبعدين

الساعة 01:07 م|11 يونيو 2016

فلسطين اليوم

مع بداية شهر رمضان يبدو قرار الإبعاد الجديد الذي تلقاه المقدسي عنان نجيب أكثر إيلاما، وهو يرى مدينته على بعد أمتار منه ولا يستطيع الوصول إليها والصلاة فيها، فمن مدينة العيزرية، حيث يقضى فترة أبعاده الجديدة، يرى المدينة وقبة الصخرة أمامه.

وكان المقدسي نجيب (43 عاما) أبعد عن مدينته القدس في أكتوبر الفائت حيث أصدر بحقه قرار إبعاد بحجة كونه خطرا على أمن المدينة مع بداية انطلاق انتفاضة القدس، وقبل شهرين أي قبل انتهاء فترة الأبعاد بأيام تلقى أتصالا من مخابرات الإحتلال بتجديد إبعاده لسته أشهر جديدة بنفس الحجة.

يقول نجيب: رفضت التعاطي مع الاتصال واستلام قرار الإبعاد إلا أن سلطات الإحتلال سلمت القرار للمحامي محمد محمود، والحجة أن تواجدي في القدس يشكل خطرا على الأمن.

قرارات الأبعاد كانت ترفق بخارطة الأماكن التي يسمح له التواجد فيها، وهي خارطة كما يقول غير مفهومة بالنسبة له وفيها الكثير من الأماكن غير الموضحة، وهو ما تسبب له بالكثير من التشويش خلال حركته.

وفي شهر رمضان تبدو معاناته المستمرة منذ ثمانية أشهر في الإبعاد أكبر، وخاصة مع بعد عائلته عنه وعدم تمكنهم من الالتحاق للسكن معه في العيزرية بسبب قوانين الاحتلال، كما يقول: عائلتي لا تزال تسكن في منزلنا في بيت حنينا داخل الجدار، فمن يحمل هوية القدس يمنع من السكن خارج الجدار خوفا من سحب هويته المقدسية.

وأكثر من ذلك، يقول نجيب أن من أكثر ما يؤلمه قضاء رمضان خارج المسجد الأقصى، وهو الذي لم يعتد على ذلك إلا خلال سنوات اعتقاله: أي أنسان تربى في المسجد الأقصى وعاش في أكنافه وأعتاد أجوائه في رمضان وغير رمضان سيكون من الصعب عليه أن يتكيف على قضاءه خارجه، رمضان له نكهة اخرى في الأقصى.

وكان نجيب أعتقل أكثر من مرة في سجون الاحتلال بتهمة مقاومة الاحتلال في المدينة، وأبعد أكثر من مرة، وكان أخرها اعتقاله في ل32 يوما في نهاية سبتمبر الفائت، تسلم بعدها قرار أبعاده الأول.

ورغم هذه  المعاناة يعتبر نجيب أن هذه المعاناة هي ضريبه صمودهم في المدينة، وهو واجب يؤديه بكل ثبات وإيمان: نحن نتشبث بحقنا ونؤمن أننا نمثل رأس حربة الحق أمام رأس حربة الباطل، ورغم تتابع النكبات علينا لا يزال لدينا إيمان مطلق بحقنا على هذه الأرض.

وتابع: إن تنكيل الاحتلال لن يكون عبرة للتراجع عن أداء واجبنا والحمد لله أننا نعيش بوسط كلما نكل بنا الإحتلال تقوى عزيمتنا أكثر .

نجيب ترك في القدس زوجته وأولاده الثلاثه، شريفة 12 عاما، عيسى 10 سنوات، وجود الذي رزق به خلال فترة أبعاده ويبلغ من العمر الأن شهرين، ويقول:« أطفالي تقبلوا هذا الأبعاد ويدركون تماما أنها ضريبة علينا دفعها، وخاصة أنهم عاشوا تجارب إعتقالية كثيرة كنت غائبا عنهم، والحمد لله فإن عنصر أساسي من الثبات هو تفهم أسرتي ».

 

 

كلمات دلالية