خبر صوم العصافير بين الشرع الإسلامي والتغذية الصحية..!

الساعة 02:54 م|10 يونيو 2016

فلسطين اليوم

عندما يتمكن الطفل من صيام يوم كامل عن الماء والطعام خلال شهر رمضان، تدخل الفرحة قلب والديه ولا يُترك مجلس إلا ويتم ذكر الانجاز العظيم الذي حققه الطفل من قدرة فائقة وتحمل كبير لمشقة الصيام.

غير أن الفرحة والتباهي قد تُشعل الغيرة لدى عائلات وأطفال لا يستطيعون تحمل الصيام مما يؤدي لدفع أولياء الأمور أو حتى أشقائهم الكبار لإغراء الأطفال بالهدايا النقدية والعينية من اجل الصيام دون أي اعتبار لصحة الطفل، ويلجأ العديد من الاطفال أمام المغريات الكبيرة التي توضع أمام عينيه لمجاهدة النفس والصبر حتى يتم الصيام.

كثيراً من العائلات الفلسطينية تتباهي بصيام أطفالها خلال شهر رمضان، دون أن تراعي صحة وقدرة الأطفال الأخرين (أبناء عم أو حتى أشقاء) الذين يشعرون بالغيرة عندما تنهال كلمات الشكر والوفاء والجوائز النقدية على الأطفال الصائمين.

ويتعرض الطفل الذي لا يتحمل جسده الصيام لخطورة كبيرة في حال إصراره على الحصول على الجائزة إذا أكمل صيام يومه، وأمام ذلك هل يجوز إجبار الأطفال للصيام؟ وما هي الطريقة الأمثل لتشجيعهم؟ وفي حال استطاع مجاهدة النفس وأتم الصيام (بالعافية) ما هي الخطورة التي قد تصيبه؟

إجبار الأطفال لا يجوز

الداعية والدكتور طاهر لول، أكد لـ« فلسطين اليوم » أن من شروط الصيام أن يكون الصائم (مسلم بالغ عاقل مقيم سليم) فمن الناحية الشرعية لا يجوز إجبار الأطفال على الصيام لكن مقبول تحفيزهم على الصيام باستخدام طرق وأساليب تحمي اجسادهم وتحافظ على صحتهم.

وقال لول: « نحن كشعب فلسطيني بأمس الحاجة إلى خصال الصائمين ومن الجميل جداً أن يتم تعويد اطفالنا على الصيام فنحن بأمس الحاجة إلى غرس خصال الصائمين القائمة على التحمل والصبر ومجاهدة النفس في قلوب أطفالنا ».

وأوضح لول، أن الطفل من سن الرابعة وحتى سن البلوغ يعيش مرحلة النمو وهذه المرحلة بحاجة إلى نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والسكريات، والتغير المفاجئ على النظام الغذائي قد يؤثر على صحة الطفل.

ومن الأمراض التي قد تُصيب الطفل الغير قادر على الصيام وفقاً للدكتور لولو « يؤثر على الكلى، يؤثر على البنية العضلية للجسد، يؤثر على الدماغ حيث يصاب بصداع شديد ناتج عن قلة السكر »، قائلاً الدماغ بحاجة إلى أكسجين وسكر وفي حال عدم توفر هذه العناصر فقد يُصاب الانسان بصداع كبير« .

كيف يصوم الأطفال

وعن طريقة صيام الأطفال قال الشيخ لولو: »الكثير من العائلات تستخدم صيام العصافير لأطفالها وهذه طريقة جميلة بحيث يصوم الطفل قدر استطاعته من الوقت ثم يأكل ويشرب ويعود إلى صيامه« .

وفيما يتعلق بمن يُجبر أطفاله على صيام يوم رمضان عن طريق إغرائه بالجوائز النقدية، أكد لول، أن هذا لا يجوز أبداً الدين الإسلامي الحنيف حدد شروط الصيام وما دام الطفل لم يبلغ الحلم فهو غير مكلف.

وعن تساؤل لكثير من العائلات حول أن طفلها تمكن من الصيام وفي الساعة أو النصف ساعة الأخير قبل آذان المغرب شعر بدوران وإرهاق الشديد فهل يُترك؟، أجاب الشيخ الداعية لولو بالقول: »لو بقي على أذان المغرب 5 دقائق فقط وأراد الطفل أن يفطر فوجب على والديه إطعامه".

كلمات دلالية