خبر نتنياهو خطير على الاعلام -هآرتس

الساعة 10:38 ص|08 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          تعيين رامي سدان رجل مجموعات الضغط والعلاقات العامة المقرب من عائلة نتنياهو رئيسا لشركة اخبار القناة 10 هو الحلقة الاخيرة في سلسلة طويلة من الاخفاقات في سوق الاعلام غير المعروضة لعين الجمهور. فقرار السلطة الثانية تعيينه قبل نحو نصف سنة لمنصب ممثل الجمهور في مجلس الادارة، وقرار اصحاب الاسهم في القناة تعيينه هذا الاسبوع رئيسا يوضحان كم هو سوق الاعلام التجاري ليس مستقلا ومتعلقا بالقيادة السياسية.

          ان اصحاب السيطرة في هيئات البث التجارية في اسرائيل هم رجال الاعمال الكبار الذين يحوزون الشركات الكبرى المحلية والهيئات المالية. في القناة 2 تحوز عائلات فارتهايم، تشوفا، عوفر وشتراوس. وفي القناة 10 يحوز على مدى السنين يوسي ميمان، الى جانب رون لاودر وجهات اخرى واليوم يسيطر فيها لان بالفتنك الى جانب افيف جلعادي وعائلة ريكناتي. اصحاب السيطرة يواصلون الحيازة لهيئات الاعلام، حتى وان كانت خاسرة في الغالب، لانها تشكل مصدر قوة وتساعدها على تطوير علاقاتها مع الحكم.

          ان سيطرة اصحاب المال المرتبطين بالحكم، على سوق الاعلام آخذة في الاشتداد. فصحيفة « اسرائيل اليوم » لشلدون ادلسون، والتي تشكل عمليا لسان حال نتنياهو، تراكم قراءة اعلى فاعلى وتهدد منافساتها.صاحب بيزك، شاؤول الوفيتش، المتعلق جدا بالانظمة الادارية بالنسبة للمنافسة في سوق الخط الارضي، يحوز ايضا مواقع « واللا » الذي يمنح تغطية عاطفة لنتنياهو.

          ان التعلق المتعاظم لهيئات الاعلام بالقيادة السياسية يصبح حاجة وجودية ليس فقط لاصحاب الاسهم في هيئات الاعلام، بل هيئات الاعلام نفسها. في ضوء التطورات التكنولوجية والتغييرات في عادات الاستهلاك، الوضع الاقتصادي لهيئات البث ساء جدا ومن أجل مواصلة البقاء تحتاج الى قرارات ادارية مخففة، وعليه فانها تغازل السياسيين. كل القرارات حول سوق الاعلام توجد في يدي رئيس الوزراء. فهو يجمع صلاحيات وزير الاتصالات (الاعلام) وموقع على مادة ائتلافية تسمح له بتبرير كل تشريع في المجال. حقيقة ان اصحاب RGEقرروا على نحو مفاجيء تعيين سدان في منصب الرئيس ينذر بالشر بالنسبة لشكل مواجهة وسائل الاعلام للتهديدات عليها. حتى لو لم يتولى سدان المنصب في النهاية، فان مجرد تعيينه هو اشارة خطيرة تتمثل بالانبطاح امام رئيس الوزراء.

          ان سوق الاعلام يجب أن يجتاز تغييرا هاما، ليصبح أكثر تنافسا دون موانع للدخول اليه ودون تدخل اداري زائد. ولكن في هذه المرحلة يبدو ان نتنياهو الذي يتحدث عاليا عاليا عن اصلاحات لزيادة المنافسة والتعددية في السوق، لا يعمل الا لتوثيق سيطرته على الاعلام ومحاولة منع الانتقاد له. 

كلمات دلالية