خبر يا نتنياهو، تكلم العبرية -هآرتس

الساعة 10:18 ص|07 يونيو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          صعد رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت في الاونة الاخيرة المواجهة العلنية التي يخوضها مع بنيامين نتنياهو، ويتخذ صورة المعارض الرئيس لسياسة رئيس الوزراء. ويبدو ان بينيت يستعد لابعاد البيت اليهودي عن الائتلاف واستبداله بالمعسكر الصهيوني، ويسعى الى ان يقف ليكون الزعيم الجديد لليمين، في ظل عرض نتنياهو كيساري يتخفى في زي وطني. وقال بينيت أول أمس في المهرجان لاحياء يوم القدس انه « لا يمكن ان يكون المرء مع بلاد اسرائيل بالعبرية ويقيم دولة فلسطين بالانجليزية ».

          لقد غير نتنياهو بالفعل موقفه العلني، منذ ضم افيغدور ليبرمان الى حكومته كوزير للدفاع. عشية الانتخابات، حين غازل المقترعين في المستوطنات، وعد بان في فترة ولايته لن تقوم دولة فلسطينية. وفي الاسبوع الماضي كرر تأييده لحل الدولتين واقترح خوض مفاوضات مع الدول العربية على « تعديل » مبادرة السلام العربية من العام 2002. وفي قنوات اقل مباشرة وقابلة للنفي، مثل استعراضات « المقربين » ومقال صديقه نتان ايشل، بدا نتنياهو اكثر سراحة حين تحدث عن الفرصة التاريخية للسلام.

          يمكن أن نلاحظ بضعة دوافع محتملة لانعطافة رئيس الوزراء: الضغط الدولي لاحياء المسيرة السياسية، التي تتركز الان في مبادرة السلام الفرنسية؛ الخوف من خطوات للرئيس الامريكي قبيل انتهاء ولايته؛ الخوف الذي عبرت عنه قيادة الجيش من انزلاق اسرائيل الى الفاشية بقيادة اليمين المتطرف؛ التوصيات القضائية والشرطية لتحقيق جنائي ضد زوجته. ومكتشفات صديقه، المخادع آرنو ممران، عن التبرع الكبير منه لنشاط نتنياهو السياسين والتي انكشفت في تحقيق مشترك لـ « هآرتس » والموقع الفرنسي « ميديا بارت ».

          يحتمل أن يكون نتنياهو يحاول فقط التحرر من طوق الضغوط من الداخل ومن الخارج، ويؤمن بان اطلاق الاقوال العابثة عن السلام، وتزيين الائتلاف باعضاء المعسكر الصهيوني، ستكفي لارضاء خصومه فيدعوه لحاله. ولكن اذا كان جديا، يشخص فرصة حقيقية لتقدم حل الدولتين ويقصد استغلالها، لا يمكنه أن يكتفي باقوال عمومية وباطلاق بالونات التجربة الاعلامية. عليه أن يعرض على الجمهور الاسرائيلي خطة سياسية، توضح مدى جديته في تحقيق الرؤيا التي عرضها في خطاب بار ايلان قبل سبع سنوات. ان يتكلم العبرية كما تحداه خصمه بينيت.

          لقد رفض نتنياهو حتى اليوم عرض مبادرة سلام مفصلة بدعوى انها ستشجع الفلسطينيين على أن يطالبوا بمزيد من التنازلات. هذه الذريعة ليست مقنعة وتبدو كتملص، تماما مثل دعواته لـ « محادثات مباشرة بلا شروط مسبقة » مع محمود عباس. اذا كان نتنياهو يريد أن نصدقه، فعليه أن يشرح نواياه للجمهور.

كلمات دلالية