خبر مفتي الديار المصرية يترأس لجنة مناقشة رسالة دكتوراة للباحث « أبو الهنود »

فلسطين اليوم

ترأس الاستاذ الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية لجنة التحكيم ومناقشة رسالة الدكتوراه للباحث الفلسطيني الشيخ « محمد جمال حسن أبو الهنود » مستشار وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني، تحت عنوان: « الإمام أبو حاتم الرازي دراسة الاتجاهات العقدية والمذهبية ».

و تكونت لجنة التحكيم والمناقشة من الاستاذ الدكتور محمد محمود هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر، مشرفاً ومناقشاً، والاستاذ الدكتور منصور الحفناوي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق ـ جامعة الزقازيق، مناقشاً، والاستاذة الدكتورة هدى درويش أستاذ ورئيس قسم مقارنة الأديان بمعهد البحوث والدراسات الآسيوية، مشرفاً ومناقشاً، وذلك في معهد البحوث والدراسات الآسيوية التابع لجامعة الزقازيق.

وقد قررت لجنة التحكيم والمناقشة منح الباحث أبو الهنود درجة الدكتوراه بـ« مرتبة الشرف الأولى ». وبحضور الاستاذ الدكتور خالد عبدالباري رئيس جامعة الزقازيق، والاستاذ الدكتور أحمد محمد نادي عميد معهد البحوث والدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، والاستاذ الدكتور أحمد سالم عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، واللواء/ حسن سيف مدير أمن محافظة الشرقية، والسفير أشرف عقل سفير مصر بفلسطين سابقًا، والاستاذ/ محمود الشرقاوي نائب أمين سر إقليم حركة فتح بمصر، والدكتور إسماعيل بلبل عميد المعاهد الأزهرية السابق بفلسطين، ولفيف من الكوادر الدينية والسياسية بمصر وفلسطين.

وأكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أنه فخور أن يقرأ عن الرازي الذى جمع بين الفقة والحديث ولكن ينبغى أن يدرك الأوائل إدراكًا صحيحًا بما تلقوا من المشايخ من الذين ورثوا من المنهال المحمدي والذين اقتبسوا من سيرة رسول الله، لافتًا إننا لابد وأن نرجع إلى أهل السند الصحيح والذين يروون عن رسول الله ومسلك ذاك العالم لأن النظر في العقيدة الأشعرية التي سار عليها الأزهر الشريف خاصة وأن لم يتعصب أي من علمائه إلا لله ولم يقص المذهب الأشعري أحدا ولم يكفر أحدا فما أحوجنا لفكر هذا المذهب هذه الأيام وتدرج كل من قال لا إله إلا الله أما المعاصي فالله هو الذى يحاسب الجميع ولا يجوز تصنيف الناس كما لا يجوز تكفير أحدا.

وأضاف أثناء مناقشة الرسالة أنه يقدم التحية لصاحب الرسالة لأنه فكر وقرأ عن هذا الإمام موضوع المناقشة ووضح مذهبه الاعتقادي والفقهي، لافتًا أنه كان يتمنى إظهار رأى الأمام موضوع المناقشة رأى الشيخ بالتفصيل وما هي الآراء المخالفة له وتحقيق المصطلح في الفرق بين المذهب الاعتقادي والمذهب الفكري خاصة ان ميلاد الامام الشافعي بغزة في نفس العام الذى مات فيه الإمام ابى حنيفة ولفت مفتى الديار أنه تعلم الصبر من الإمام أبو حاتم الرازي.

ومن جانبه قال الدكتور منصور الحفناوي مناقش الرسالة أنه يتمنى أن تنتهى العمليات الإرهابية بسيناء وأن تعم سماحة الإسلام العالم خاصة وأنه كان من المقاتلين في حرب الاستنزاف وأن الإسلام برىء ويلعن كل من رفع سلاحه في وجه المصريين وقتلهم وطالب رئيس الجامعة دعم المعهد الآسيوي الذى يضم كثيرا من الإخوة بالبلدان العربية الإسيوية كما طالب الفلسطينيين بتوحيد صفوفهم للوقوف في وجه أعداء الدين.

وبدورها قالت الدكتورة هدى درويش أستاذ ورئيس قسم مقارنة الأديان بالمعهد الآسيوي إن قسم الأديان بالمعهد يعد من أهم الأقسام، وأن كل ما يقدمه القسم يسهم في خدمة القضايا المعاصرة سواء كان في دراسة النقاط المشتركة بين الأديان، وكيفية إقامة حوار بناء إيجابي يخدم قضية الخطاب الديني المطلوبة في الوقت المعاصر، إذ نجد أن الكثير من الأبحاث في الماجستير أو الدكتوراه، تخدم الأهداف الدينية والوطنية المعاصرة.

هذا وقد قال الدكتور أحمد محمد نادى، عميد المعهد الآسيوي: « إن مثل هذه الدراسات والأبحاث توطد عمق الصلات الثقافية بين مصر وجيرانها من العرب، وجيرانها في العقيدة في الدول الأسيوية، وتلقى بظلالها أيضا على المردود الثقافي المصري الأسيوي، لتتبوأ مصر الريادة الثقافية في الوسط الآسيوي، وعلى غرار هذه الرسالة جرت وتجرى رسائل متعددة لها ارتباط كبير بالشأن الآسيوي في الجانب الثقافي والاقتصادي والسياسي، الذى من خلاله يؤدى المعهد رسالته تجاه هذه البلدان الأسيوية، ويلقى بثقله عبر هذه الدراسات لتكون تحت أيدى قادة الفكر والرأي ».

وأوضح السفير أشرف عقل سفير مصر الأسبق بدولة فلسطين أن تواجده في مناقشة رسالة دكتوراه عن الرازي باعتباره من العلماء المسلمين الافذاذ في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد خاصة وأن الوطن يواجه حرب ضروس من الداخل والخارج وأن حضورنا اليوم لتعزيز وتدعيم مواطن فلسطيني وتبيان أن مصر هي الحاضنة للعرب ولا تبخل عن أي عربي يطرق أبواب العلم المصري ولابد وأن نشجع مثل هذه المناسبات المهمة.

بينما قال الدكتور ناجى هدهود رئيس قسم الحضارة بالمعهد الأسيوي أن موضوع الرسالة هام بالنسبة لدراسات علم الأديان المقارنة فإنه يتماس من الناحية العلمية والثقافية مع الدراسة في قسم الحضارات، والذي من وظيفته ايضًا التعريف بتاريخ الإسلام وعلمائه الأفاضل الذين أسروا الحياة الفكرية بالعديد من الرؤى والتصورات الفقهية والمذهبية والتي أنارت طريق الأمة.

وتابع: « وتعتبر الرسالة جزءا أصيلا من محاولات أحياء التراث بهدف تجديد الخطاب الديني الذى تنادى به الدولة المصرية في الوقت الراهن خصوصا وأن الباحث فلسطيني الجنسية وقد نال اهتمام الجامعة ممثلة في أعلى قيادة لها الدكتور خالد عبد الباري رئيس الجامعة ومدير الأمن كما حظيت الرسالة بشرف تحكيم مفتى الديار المصرية ».

كما قال عاطف المغاوري نائب رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشعب السابق: « أن رسالة اليوم تبث روح الإخوة واتصفت المناقشة بالتجانس بين الأشقاء العرب الفلسطينيين والمصريين مما يمثل ردًا بليغًا على محاولات الوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني ويقلل من تأثيرات الفعل الإجرامي الذى تمارسها بعض التنظيمات التي تنسب نفسها زورا وبهتانا الى المسجد الأقصى وفلسطين والقدس لأن روح الإخوة التي سادت أجواء المناقشة تؤكد أن الشعب العربي مهما تنوعت الأقطار والظروف أن المصير واحد والطريق واحد من أجل صياغة المشروع العربي في مواجهة مشاريع الهيمنة والتجزئة ».

جدير بالذكر، ترأس الاستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية في حينه لجنة المناقشة والحكم لرسالة الماجستير للباحث أبو الهنود، والتي كانت بعنوان: « التصوف عند الإمام الحافظ أبو الطاهر السلفي الأصبهاني في ضوء كتابه معجم السفر ».