خبر بالصدفة، الباحثون يكتشفون بطارية يمكن أن تستمر مدى الحياة

الساعة 07:05 م|05 يونيو 2016

فلسطين اليوم

قد تكون مشكلة عمر البطاريات القصير هي الشكوى الأولى عندما يتعلق الأمر بالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، فمع تحول مجتمعنا إلى مجتمع لاسلكي، تبدو الحاجة إلى ربط أنفسنا بمآخذ الطاقة لشحن أجهزتنا أكثر وأكثر إزعاجاً، وخلال الوقت الذي يبحث فيه العلماء موضوع الشحن اللاسلكي، إذا ما تطورت البطاريات لتصبح أفضل، فإن  هذا سيكون بمثابة خدمة بالنسبة لنا.

مؤخراً، ظهرت تقنية جديدة تعد بذلك تماماً، حيث اخترع الباحثون من جامعة كاليفورنيا في ايرفين، بطارية تقوم على أساس أسلاك متناهية الصغر يمكن إعادة شحنها مئات الآلاف من المرات، وهذا يعد قفزة كبيرة نحو الحصول على بطاريات لا تحتاج لأن يتم استبدالها.

تمتلك هذه الأسلاك العديد من الخصائص المثالية لتخزين الكهرباء ونقلها، فهي موصلات فائقة، وأكثر رقة بآلاف المرات من شعرة الإنسان، وهو ما يعني بأنه يمكن الاستفادة منها لتوفير مساحة كبيرة للنقل الإلكتروني، ولكن للأسف، فإن الأسلاك عادة ما تكون هشة جداً ولا تحافظ على متانتها بعد الشحن والتفريغ المتكرر.

قام الباحثون، الذين تم نُشر اكتشافهم في رسالة الجمعية الكيميائية الأميركية للطاقة، بتغليف أسلاك الذهب بثاني أكسيد المنغنيز وقاموا بعد ذلك بلفهم بما يشبه الهلام الزجاجي، وهذا المزيج يمكن أن يحتفظ بجميع خصائص الأسلاك سليمة في حين يجعلها مقاومة للكسور.

الجدير بالذكر أن (ميا لو تاي)، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة، قد قامت بشحن وتفريغ البطارية لما يصل إلى 200,000 مرة دون أن تتكسر الأسلاك أو تفقد قدرتها.

بحسب كبير معدي الدراسة، ورئيس قسم الكيمياء في الاتحاد الدولي للدراجات، (ريجنالد بينر)، فقد كانت (ميا) تعبث بالمواد، وقد قامت بتغليف هذا الشيء كله بطبقة هلام رقيقة جداً وبدأت بتدويرها (إعادة شحنها)، وأشارت بأنها اكتشفت بأنه باستخدام هذا النوع من الهلام فقط، كانت قادرة على تدوير الأسلاك عشرات بل مئات الآلاف من المرات دون أن تفقد أي من قدرتها.

أضاف (بينر) بأن هذا كان أمر جنونياً، لأن هذه الأشياء عادة ما تموت بطريقة دراماتيكية بعد 5000 أو 6000 أو 7000 دورة شحن وتفريغ على الأكثر.

يعتقد الباحثون أن الخليط بين هذا الهلام الكهربائي وأكسيد المغنيسيوم، يعطي المرونة والهيكلية للأسلاك، ويمنع تكسيرها وبالتالي يمدد من عمر عملها.

بحسب (تاي) فإن القطب المغلف يحافظ على الشكل أكثر، مما يجعل هذه البطاية خياراً أكثر موثوقية، ويثبت هذا البحث بأن قطب البطارية القائم على أساس أسلاك متناهية الصغر يمكن أن يكون ذو عمر طويل، وأننا يمكن أن نجعل هذه الأنواع من البطاريات حقيقة واقعة.

الخبر السيء، هو أن البطاريات التي تحتوي على الذهب ستكون باهظة الثمن، بغض النظر عن مدى رقة الأسلاك الذهبية المستعملة فيها، لذلك يجري فريق البحث حالياً تجارباً مماثلة باستعمال النيكل، ليروا إن كانت النتائج ستكون مماثلة لتلك المسجلة باستعمال الذهب أم لا.

كلمات دلالية