تقرير ماذا سيفعل سكان القطاع لو لم يكن هناك بحر؟!

الساعة 12:02 م|04 يونيو 2016

فلسطين اليوم

« شد الرحال إلى بحر غزة واجب وطني وإنساني لكل قادر وعاقل » هكذا يلخص الحاج أبو محمد الحواجري حالة سكان قطاع غزة في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وتحول البيوت إلى أفرانٍ نارية مع استمرار نكسة الكهرباء وانقطاعها الدائم.

وتساءل الحواجري « لو ما كان في بحر في غزة ايش كنا بدنا نعمل؟! »، مؤكداً أن نعمة البحر جاءت لتخفف من وطأة درجات الحرارة والملل والجلوس في البيت، فهو منفذٌ ومهربٌ أحياناً.

والمتابع لعدد زوار شواطئ قطاع غزة في الفترة الأخيرة يشهد ما يشبه (السيل البشري) على شاطئ البحر وفي الشوارع المؤدية إليه، مما خلق حالة ازدحام كبيرة على طول الساحل، حيث علّق الشاب يونس أحمد هذا المشهد قائلاً « ما ضل في غزة حدا قاعد في بيته! ».

وأكد أحمد أنه لم يفكر مرتين في اصطحاب العائلة والهرب من درجات الحرارة والرطوبة العالية في منزلهم إلى شاطئ البحر، معلقاً على فكرة غياب البحر أنها « فكرة كارثية كانت قد تغير شكل الحياة في القطاع فهو المنفذ الوحيد الذي يتحمل كل أعباءنا وهمومنا ويغسلنا من أزماتنا لنعود لممارسة الحياة ».

واعتبر أحمد أن شهر رمضان القادم الذي بات على الأبواب سيكون أشد مواسم رمضان على قطاع غزة، حيث تضاعفت الأزمات بشكل كبيرٍ جداً وأصبحت الكهرباء والخدمات أمانٍ صعبة المنال، مضيفاً « كان الله في عون الناس على الصيام وعلى احتمال هذه الأجواء ».

مع كل هذا التدفق على شاطئ بحر قطاع غزة، الواضح أن هناك عجز كبير في توفير منقذين بحريين على طيلة ساعات النهار، وعلى طول شواطئ القطاع، مما يهدد حياة الكثير من المواطنين خاصة الأطفال، حيث بدأت حوادث الوفاة غرقاً منذ بداية فصل الصيف، كان آخرها وفاة شقيقين، الجمعة، في بحر شمال القطاع.

من جانبه قال مدير دائرة الإنقاذ البحري في جهاز الدفاع المدني الرائد يحيى تايه، في حوار سابق مع « فلسطين اليوم الاخبارية » أن « دائرة الإنقاذ البحري في جهاز الدفاع المدني تعاني من عجز كبير في الإمكانيات البشرية والمادية، مما يضع المصطافين في حالة الخطر ».

وأوضح تايه أن عدد المنقذين لهذا الموسم 220 منقذاً بحرياً فقط، بينما المطلوب في الوضع العادي لتغطية طول الشاطئ 400 منقذ ويظهر عجز الدائرة لـ 180 منقذاً واشار إلى أن الدائرة لا تمتلك سوى 100 طوافة صغيرة بينما المطلوب في الوضع العادي 230 طوافة ويظهر من خلال تلك المعطيات أن العجز في الطوافات الصغرى يصل 130 طوافة.

ونظراً للعجز الحاصل في الدائرة فقد تقرر عمل المنقذين كما الأعوام السابقة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، الأمر الذي قد يضاعف حالات الغرق في صفوف المصطافين في الساعات والاماكن التي لا يوجد بها منقذين بحريين.

وبين مدير دائرة الإنقاذ البحري أن العجز الحاصل أدى الى تقليل مساحة التغطية الى 60 نقطة إنقاذ، بدلاً من 100 نقطة، الامر الذي يؤدي إلى تكدس المصطافين في مساحات محدودة، وتؤثر تلك الحالة على تركيز المنقذ المناوب، الامر الذي يزيد من خطر الغرق على المصطافين.

كلمات دلالية