لم يخف الفقراء تذمرهم وحزنهم لعدم قدرتهم على شراء الحد الأدنى من مستلزمات عوائلهم من البضائع والسلع الرمضانية المعروضة بكثرة امام المحال التجارية.
وانتقد الفقراء مبالغة المحال التجارية في عرض السلع والبضائع الخاصة برمضان وبشكل يكاد يغطي واجهات المحال.
واعتبر هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة « الايام » أن عرض السلع بهذا الشكل يسبب لهم احراجا امام زوجاتهم وابنائهم الذين يلحون باستمرار لشرائها وشراء فانوس رمضان الذي يزاحم سلع المأكولات في العرض.
وقال المواطن عمرو ابراهيم: ان عرض السلع بهذا الشكل يعد استفزاز له ولنظرائه من الفقراء.
واضاف ابراهيم في اواخر الثلاثينات من عمره: انه لا يعرف لماذا تعرض المحال كل هذه السلع ولمن تعرضها في ظل ارتفاع نسبة الفقر وتدني قدرة المواطنين على الشراء لا سيما التمور والاجبان مرتفعة السعر.
وقال ابراهيم: انه لا يتوقع ان يتمكن من شراء الحد الادنى من متطلبات اسرته خصوصاً بعد تعطله عن العمل لاكثر من شهرين عقب توقف ادخال الاسمنت الى القطاع.
ويشاركه الرأي صديقه في العمل هاني عبد السلام والذي لم يعمل منذ شهرين الا اربعة ايام فقط وسيضطر خلال شهر رمضان الى التوقف عن العمل بناء على رغبة المقاول.
وقال عبد السلام: ان شراء هذه السلع سيقتصر على طبقة معينة من الموظفين والتجار فقط، اما البقية فسيكتفون بالنظر وشراء بعض السلع متدنية السعر والجودة.
واضاف عبد السلام انه سيقوم بدلاً من شراء الاجبان والحلاوة والتمور بشراء كميات من البقوليات وصناعة الطعام منها لرخص ثمنها.
وتتعدد أنواع السلع المعروضة ما بين مختلف انواع الاجبان المصنعة المحلية والمستوردة اضافة الى السكاكر والحلاوة والتمور باشكالها المختلفة وفانوس رمضان والمشروبات الغازية وغيرها.
أما المواطن الثلاثيني داود الحناوي فقد ابدى تذمره من عدم مراعاة المحال التجارية لشعور الفقراء وقيامهم بعرض المنتوجات بشكل جميل وكثيف امام محالهم.
وقال الحناوي ان ابنائه ومنذ عدة ايام يلحون عليه لشراء فانوس رمضان بعد ان عرضته معظم المحال التجارية، مضيفاً انه لا يستطيع شراء ثلاثة فوانيس لأبنائه الثلاثة.
وحمل الحناوي المحال التجارية المسؤولية عن ذلك لعدم مراعاتها لشعور الفقراء الذين سيضطرون الى تحمل الكثير من الصعاب طول شهر رمضان.
ولا يعرف الحناوي كيف سيتمكن من تدبر امور اسرته خلال رمضان وينتظر بتفاؤل حذر تدخل اهل الخير وبعض المؤسسات الخيرية لمساعدته ومساعدة نظرائه الفقراء.
فيما يبرر عصام ابو شحم صاحب محل تجاري في مدينة غزة عرض للبضائع بشكل مكثف بضعف الاسواق والاقبال وبالتالي فانه يرغب في استمالة الزبائن والمواطنين بشكل عام.
وقال ابو شحم ل صحيفةـ« الأيام » لا اقصد من وراء ذلك استفزاز الفقراء ولكن من اجل تحريك القدرة الشرائية المتدنية، مؤكداً ان التوتر والاستفزاز لا يطول الفقراء بل ايضاً يطاله كتاجر بسبب حالة الركود الحادة التي تضرب الاسواق رغم قرب حلول شهر رمضان.
واشار الى انه سيواصل عرض المنتجات والترويج لها في ظل تراجع القوة الشرائية للمواطنين بشكل عام.
ويتوقع ابو شحم ان تتحسن القوة الشرائية خلال الايام القادمة التي ستشهد صرف رواتب موظفي السلطة الوطنية الذي يعتمد عليهم التجار في تحريك السوق وتنشيط القوة الشرائية.