خبر ريغف تمس ببلدات المحيط -هآرتس

الساعة 10:02 ص|31 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

تخوض وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف من لحظة تسلمها مهام منصبها حملة تحريض ثابتة ضد « النخب » الثقافية وتعمل في مدينة تل أبيب الموسعة، وتعلن عن نيتها انتهاج « العدالة في التوزيع »، والتي في اطار حرية التمويل التي تطلبها لنفسها، ستصرف المقدرات للقطاعات التي ظلمت حتى الان، أي « الاصوليين، العرب وبلدات المحيط » – على حد قولها.

غير أنه في تضارب تام مع تصريحاتها، فان افعال وقصورات الوزارة التي بقيادة ريغف تشير بالذات الى مس ثابت بالضبط بتلك القطاعات الضعيفة، التي تعرض الوزيرة نفسها كمنقذة لها.

مشروع « اوتوسيفر » (الكتاب السائر) الذي يديره منذ خمس سنوات مركز الكتاب والمكتبات، يوزع بثلاثة باصات مكيفة ثقافة الكتاب، القراءة والمعرفة على عشرات الاف المواطنين العرب والبدو في بلدات المحيط: في المثلث، في الجليل وفي الاساس في الجنوب. وتبلغ كلفة المشروع نحو 3 مليون شيكل في السنة، حيث يأتي التمويل له في معظمه من ميزانية وزارة الثقافة والرياضة. وفي السنة الماضية، عندما لم يكن مؤكدا مصير تمويل الوزارة لهذا المشروع الثقافي الحيوي، قام مشروع اليانصيب « هبايس » بتمويله.

          تبين هذا الاسبوع بان عاملي المشروع تلقوا كتب اقالة ولم يعد مصيره معروفا. وادعت اوساط وزارة الثقافة بانها تستعد « للارتباط مع مورد سيتم اختياره في اطار عطاء لتشغيل المشروع » وأن « الوزارة تعمل على اقامة مكتبات في مبان دائمة ».

ولكن يبدو سلوك مشابه، بحجم أكبر بكثير، تجاه مشروع « ثقافة لاسرائيل »، كانت اقامته وزارة الثقافة والرياضة والهستدروت الصهيونية، بهدف دعم وتنظيم مشاريع لجلب الابداعات الثقافية الى بلدات المحيط. وبعد بضع سنوات من النشاط علم مدراء المشروع في بداية السنة بانه سيمول في 2016 لنصف سنة فقط، حيث أن الوزارة تستعد لاصدار عطاء وايجاد مورد جديد.

  حتى لو كان هناك منطق في فحص الاتباطات السابقة للوزارة مع الموردين العاملين منذ سنين بتكليف منها في مجال نشر الثقاف في بلدات المحيط (خلافا لتصريحات الوزيرة)، وحتى اذا كانت الحاجة لتوسيع النشاط في هذه المجالات قائمة، فانه اذا لم يوجد خلل خطير في الوضع القائم، كان يجدر ان تتم عملية ايجاد المورد الجديد دون هز المنظومة القائمة، لدرجة تشويش عملها والمس الخطير بتلك القطاعات التي تعد الوزيرة بالعمل على تطويرها.

ان اطلاق التصريحات المتزلفة للجمهور لا يمكنه أن يغطي على السلوك الاهمالي والتعسفي الذي يشوش النشاط الثقافي الجاري منذ سنين، وبالتأكيد عندما يؤدي مثل هذا السلوك الى نتيجة معاكسة لتلك التي تريد أن تتباهى بها الوزيرة.

كلمات دلالية