تقرير سوسن منصور ...الطالبة التي تجاوزت الحلم وحازت على شهادتها مبكراً

الساعة 08:05 ص|28 مايو 2016

فلسطين اليوم

منذ صباح اليوم وزميلات الشهيدة سوسن منصور يتوافدن على منزل والدها، كانت لتكون معهن في أداء أول امتحان في الثانوية العامة « التربية الإسلامية » وهي التي أعدت نفسها جيدا لهذه الامتحانات حتى آخر لحظة في حياتها، كانت كل واحدة منهن كمن تتبرك من منزلها قبل دخولها لقاعة الامتحانات وخرجت محملات بدعوات والدتها بالنجاح.

منصور والتي استشهدت بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن بالقرب من حاجز « راس بدو » المقام على مشارف قريتها « بدو » المقدسية، في 23 أيار الفائت، قررت أن تحصل على شهادة أكبر، فرحلت وبيدها كتابها وسكينا كان طريقها لهذه الشهادة.

تقول والدتها أم داوود ل« فلسطين اليوم » :« يوم استشهادها كانت تدرس في المنزل منذ الصباح، وغادرت المنزل دون أن نعلم، كل الذين ألتقوا بها وهي ذاهبة إلى الحاجز قالوا لي أنها كانت مبتسمه وكأنها ذاهبة إلى مناسبة مفرحة، ولم أكتشف غيابها إلا بعد إعلان استشهادها ».

وتتابع الوالدة:« درست سوسن هذا العام بجد كبير كانت تقول سأفجأ امي وأبي بالمعدل الذي سأحصل عليه، ولا أحد يعرف متى هيأ لها أن تقوم بتنفيذ العملية بدلا من تقديم الامتحانات، لقد اختارت بأراداتها طريقها، الله يرحمها ويصبرنا جميعا على فقدنها ».

وسوسن كانت واحدة من سته أبناء للسيدة أم داوود، وكانت أصغرهم وأكثرهم إشراقا ومرحا في العائلة كلها وليس فقط لدى عائلتها الصغيرة، وكانت الأكثر دلالا بين الأشقاء ولدى والدها وأعمامها أيضا:« كانت سوسن مصدر فرح لكل العائلة، كانت الأقرب والأكثر دلالا لدى والدها، كانت كل طلباتها مجابة ويوفر لها أكثر مما تطلب، وحتى أشقائها الصبيان لا أحد يرفض لها طلبا وأعمامها الذين يسكنون بالقرب منا ».

المحبة الكبيرة التي اكتسبتها سوسن كان مصدرها مرحها الدائم:« كل من يعرفها كان يحبها بسبب ابتسامتها الدائمة ومرحها، كانت كثيرة المزاح ونفسيتها دائما مرحة ».

سوسن، وهي الطالبة من عائلة محافظة، تتمنى دراسة العسكرية في جامعة الاستقلال في أريحا، كانت دائما تتحدث عن هذا الحلم وأنها تتمنى أن تكون في سلك الضباط، ورغم معارضة العائلة إلا أن أساتذتها كانوا قد وعدوها بإقناع والدها للسماح لها بهذه الدراسة:« كنت أقول لها أتمنى أن تكوني معلمة ولكنها ترد علي سأكون » ضابطة« . تقول الوالدة.

واليوم في مدرستها »الأموية للبنات" بقي مقعد سوسن خاليا إلا من صورتها وهي الشهيدة التي استطاعت أن تختصر المسافة بين الحلم والواقع والحصول على شهادتها مبكرا عن باقي زميلات صفها.

كلمات دلالية