خبر ما هي الكلمات- معاريف

الساعة 08:48 ص|26 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسور آريه الداد

وضع المرشح لمنصب وزير الدفاع، النائب افيغدور ليبرمان في رأس سلم مطالبه من مندوبي الليكود اصلاحات تشريعية يراها ضرورية للسماح بفرض عقوبة الاعدام على المخربين القتلة. وسرعان ما هبط هذا المطلب الى اسفل القائمة الى أن تبدد وخبا.

ان تشريع عقوبة الموت هو شعار انتخابي ممتاز، ولكنه مطلب زائد في المفاوضات الائتلافية. أولا وقبل كل شيء لان اليوم ايضا يسمح القانون بعقوبة الموت. غير أن السياسة التي انتهجتها حكومات اسرائيل في العقود الاخيرة، وتعليمات المستشار القانوني للحكومة، قضت حتى الا يطالب الادعاء  العام بهذه العقوبة. ويقرر مثل هذه السياسة القادة السياسيون وليس التشريعات. وزارة الصحة توصي الا تنتظر بانفاس محبوسة شنق المخرب الاول.

لقد كتب القليل جدا عن دوافع ليبرمان اتخاذ صورة اليميني المتحمس، مبتلع العرب في وجبات الصباح، بهراء يصفي اسماعيل  هنية قبل الظهيرة، ويسحب المواطنة من العرب اعداء الدولة قبل غروب الشمس. هذه الدوافع تنبع من ناخبي ليبرمان اكثر  مما هي من خططه السياسية او من احساس العدل الطبيعي الذي يخفق في قلبه. ليبرمان يؤيد اقامة دولة فلسطينية في يهودا والسامرة وفي غزة، نقل اراض من نطاق الخط الاخضر وضمها الى تلك الدولة الفلسطينية، بل وتقسيم القدس – وعليه فانه ملزم بالحفاظ في نظر ناخبيه على الاقل على صورة الصقر المفترس.

 

          حين أمطر الشتائم على رأس نتنياهو (« كذاب »، « غشاش »، « مخادع »، « مرشح لجائزة نوبل للدهاء السياسي »)، حرص ليبرمان على أن يذكر بان نتنياهو، الذي وعد بالقضاء على حماس، تجاهل مطالبته لعمل ذلك في عمل الجرف الصامد.

 

          ليبرمان نفسه يريد – ويعد – بانهيار حماس. قدر قليل جدا كتب حول مسألة: لاي حاجة؟ من سيملأ حسب خطة ليبرمان الفراغ الذي سينشأ في غزة؟

 

          لو كان ليبرمان رجل بلاد اسرائيل الكاملة، المخلص لحق شعب اسرائيل في الاستيطان في كل ارجاء البلاد – لكان لا بد سيطالب باعادة دولاب فك الارتباط الى الوراء، العودة لاحتلال القطاع من اجل ابقائه ابدا في ايدي دولة اسرائيل، اعادة بناء المستوطنات المزدهرة التي دمرها ليكود ارئيل شارون. هذا حتى لا يطرأ على بال ليبرمان. إذن من اجل ماذا الدفع بحماس الى الانهيار؟ لا بد أن ليبرمان لا يفضل مخربي الجهاد الاسلامي أو ذابحي داعش على قتلة حماس. فمن يفضل اذن؟ من أجل ماذا يبدي ليبرمان الاستعداد لارسال جنود الجيش الاسرائيلي في حملة لانهيار حماس؟

 

          أبو مازن هو الاخر لا يندرج في خطط ليبرمان السياسية، ولكن ليبرمان يخطط لليوم التالي لانصراف الرئيس. في قائمة الخلفاء المحتملين هناك بعض من المفضلين، وكل من رسم خطط المؤامرة الملتوية في الطريق لتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع، كان يعرف كيف يذكر العلاقات المتفرعة لصديقه مارتين شلاف مع محمد دحلان ومحمد رشيد.

 

          أنا أكره نظريات المؤامرة. فهي بشكل عام تشهد على عقل من يرسمها أكثر مما تشهد على الواقع. ولكن من يجعل انهيار حماس خطة سياسية ملزم بان يشرح للجمهور ما يرد في الفصل الثاني من الخطة. وكما هو معروف، ليبرمان وحده يتحدث العربية، وبالتالي من حق الجمهور أن يعرف هي يجري الحديث عن « الكلمة هي كلمة » بالعبرية أم عن « كلام فاضي » بالعربية.

كلمات دلالية