خبر وضعوا حدا لموجة الارهاب- معاريف

الساعة 08:46 ص|26 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس جلبوع

في 23 ايار أعلن رئيس الاركان « اوقفنا موجة الارهاب ». ولم يفصل. ولم تنل اقواله الصدى. ماذا كان سيحصل لو انه قال العكس؟ وبالفعل، يوجد امامي استعراض خاص اعده « مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب »، في 24 أيار. اقرأ هناك بان موجة الارهاب الشعبية، بمزاياها منذ 14 ايلول 2015، « وصلت بتقديرنا الى نهايتها في محيط شهر نيسان ». وتعلل الوثيقة ذلك بالمعطيات التالية: أولا، طرأ انخفاض واسع على حجم العمليات ذات المغزى (ولا سيما الطعن، الدهس واطلاق النار). كانت الذروة في تشرين أول 2015. ومنذئذ، كل شهر بشهره، أخذ عدد العمليات هذه بالانخفاض، وفي نيسان – ايار 2016 بلغ 5 – 7. هذا هو العدد المتوسط للعمليات ذات المغزى التي كانت في اثناء سنوات 2013، 2014 و 2015 (حتى ايلول) في كل شهر بشهره.

ثانيا، هناك انخفاض كبير في عدد العمليات في عمق اسرائيل. ثالثا، طرأ انخفاض في مستوى التقتيل في العمليات. فمنذ قتل المواطن الامريكي في عملية الطعن في يافا، في 8 اذار 2016، لم يقتل اي شخص. رابعا، طرأ انخفاض في حجم المشاركين في اعمال الاخلال العنيفة بالنظام في يهودا، السامرة وقطاع غزة. وحتى في اثناء الاحداث « المعدة للشغب »، مثل « يوم النكبة » او عيد الفصح، حيث يزور الكثير من الاسرائيليين القدس.

          هل سيتوقف الارهاب؟ بالتأكيد لا! ولكن الموجة الحالية أغلب الظن تصل الى نهايتها، وسنعود على نحو شبه مؤكد الى الارهاب الشعبي الذي كنا نشهده منذ مؤتمر منظمة فتح (برئاسة ابو مازن) في آب 2009، حين أعلن عن « المقاومة الشعبية » والتي تعني الطعن بالسكاكين، الدهس، رشق الحجارة، القاء الزجاجات الحارقة. كان لنا 29 قتيلا في العمليات في سنوات 2013 – 2015 (حتى ايلول). المشكلة هي أن وسائل اعلامنا تجاهلت العمليات، ربما لان معظمها ان لم تكن كلها وقعت في يهودا والسامرة.

          ما هي اسباب الانخفاض الكبير في موجة الارهاب الحالية بل وربما الى انتهائها؟ أجد أربعة اسباب مركزي: الاول، السياسة المتوازنة والحذرة لكل منظومة الامن. وذلك مقابل السياسيين المتحمسين، مقابل الاعلام المتباكي، مقابل هتافات « الويل، حياتنا سائبة »، مقابل الاقتراحات الهاذية لاعمال كاسحة ضد السكان الفلسطينيين، ومقابل افكار هاذية مثل « مؤتمر اقليمي »، فقط سيؤدي الى نهاية موجة الارهاب. الحمدلله، الجيش الاسرائيلي والشرطة لم يصبوا الوقود على شعلة موجة الارهاب الحالية.

          الثاني، موقف جمهورنا، الذي بعد الصدمة الاولى تكيف مع الوضع الجديد، باستثناء « المتذمرين في الشعب ».

          ثالثا، يجري الحديث عن يقظة عفوية فلسطينية لحفنة صغيرة من الشباب، لم تنضم اليهم منظمات الارهاب. ليس هذا فقط، بل ان الشارع الفلسطيني لم يشارك في هذه اليقظة.

          والرابع، السلطة الفلسطينية خافت من أن يؤدي توسيع الموجة الى خدمة حماس والمس بها ذاتها.

          هل كان للفلسطينيين ربح سياسي ما من موجة الارهاب الحالية؟ لا. العالم كان ولا يزال منشغلا بالعنف المفزع في الشرق الاوسط. كل القتلى الفلسطينيين في كل ايام موجة الارهاب لا يصلون الى ساعة قتل في ميادين التقتيل في سوريا، في العراق، في اليمن وفي ليبيا.

          هذا لا يعني بالطبع ان علينا ان نجلس الان على أكاليل الغار. فالارهاب الشعبي سيستمر، بدعم السلطة الفلسطينية، الدوافع الوطنية الفلسطينية ستستمر، احباط الشباب سيستمر وستستمر كل الضغوط الدولية علينا.

          التحدي هو محاولة المنع قدر الامكان لموجة الارهاب التالية وابداء تجديد في الافكار السياسية. المهم الا نتجمد في موقفنا.

كلمات دلالية