حركات بهلوانية ..صراخ ..تفحيط ..استدارة مفاجئة وعكسية ..حركات لا تخطر بالبال ..استفزاز لأصحاب السيارات والمارة في شارع البحر الرئيسي بغزة , وعدم الاستماع لمناداتهم بالتوقف خشية على حياتهم ...تلك الحركات لم تصدر عن اشخاص عاقلين , انما عن فتية من الشباب الصغار وجدوا من استعمال الدرجات النارية ,أحد الوسائل للتعبير عن طيشهم , وتفريغاً لمهاراتهم الغير مكتملة ..في محاولة منهم للبحث عن الاثارة وكأننا نشاهد احد افلام « الاكشن » دون الاكتراث للمخاطر التي قد تلحق الضرر بهم او بغيرهم .
المواطنة ام محمد تروي قصتها والتي حدثت قبل اسبوع عندما حاصرها ثلاثة من الفتية بدرجاتهم النارية , وهي تحاول الافلات منهم وهي تجر ابنها الصغير بعربته , ولكن دون أي جدوى , حيث ان بدأت بالصراخ عليهم , خشية على ابنها الصغير وان يرتطم احد منها بها .
القصة استمرت لأكثر من ربع ساعة , حسب ما وصفت ام محمد الشباب بعمر ابنائها , الا انهم لم يستمعوا لكلامها وصراخها المتكرر ومناشدتها ,وقالت ام محمد انه وبعد نفاذ كل الطرق لتفادي الاذى , خطرت ببالها فكرة , وهي ان تقوم بالاتصال بالشرطة او إيهامهم بانها تتصل بالشرطة فعلاً ,مما دفعهم بالمغادرة فوراً من حولها .
ومن جانبه قال اسماعيل « ابو سعيد ل »فلسطين اليوم« » انه عاش لحظات صعبة عندما كان يسير بأحد شوارع غزة وكان اثنين من الشباب , كلاً منهم على دراجته النار ,يتسابقون وسط الشارع , وكانت سيارته في المنتصف, وتبادلون الصراخ والتفحيط و التقريب من السيارة .
وتابع , انه فقد السيطرة على سيارته من شدة خوف ابنائه وصراخه عليهم بالابتعاد عن المكان ولكن دون جدوي , حتى انه اضطر لتغيير مسار السيارة والدخول في شارع فرعي , هرباً من تصرفاتهم الطائشة, والعشوائية .
وطالب ابو السعيد الشرطة الفلسطينية , لمراقبة تصرفات الشباب , خلال هذه الايام وخاصة بعد انتهاء الامتحانات , وفراغهم , خشية على تعريض عدد منهم لحوادث قد تودي بحياتهم , وحياة غيرهم .
« فلسطين اليوم » تسلط الضوء على ظاهرة الحركات البهلونية من قبل الدرجات النارية , وحتى الدرجات الهوائية من الشباب الصغار ...
المقدم إبراهيم أبو جياب نائب مدير الإدارة العامة للعمليات المركزية بالشرطة ومسؤول خطة الصيف, قال ان الشرطة الفلسطينية تكثف من جهودها وتعزز من انتشار ضباطها وأفرادها في هذه الفترة « الصيفية », لا سيَّما في المناطق الحيوية مثل المفارق الرئيسية والأسواق وأماكن الاصطياف, لتوفير الأمن والراحة للمواطنين.
سيتم منع الدراجات النارية من المرور على طول خط الساحل أيام الذروة « الخميس والجمعة »
ولفت أبو جياب إلى أنه سيتم منع الدراجات النارية من المرور على طول خط الساحل أيام الذروة « الخميس والجمعة » نظراً لازدحام المُصطافين على شاطئ البحر في هذين اليومين, حيث يُشكل مرور الدراجات النارية بشكلٍ سريع خطراً على حياتهم.
اما عن باقي الايام , فقال المقدم ايمن البطنيجي انه سيتم مراقبة المناطق الحيوية في القطاع و ولن تسمح بتعريض احد للخطر, مشيراً الى ان معظم من يمارس حركات بهلونية في الشوارع هم من فئة الشباب ويعرضون انفسهم للخطر الشديد .
وبالرغم من كافة التحذيرات الا ان التحذيرات لا تكفي , كونها تحتاج الي قانون لردع مثل الفئات او إجراءات جديه من قبل الشرطة الفلسطينية , بحبس مرتكبي مثل هذه الافعال او فرض غرامة مالية كبيرة عليهم , او مزيداً من التوعية في المساجد لوقف مثل هذه الحالات .
معظم الحوادث في قطاع غزة , يكون المتهم الرئيسي فيها , للدرجات النارية , لمخالفة معظم سائقيها لقوانين السلامة , ولسرعتهم , ولعدم حصول عدد كبير منهم على رخصة السياقة , ليبقى المواطن وأصحاب السيارات يخشون اصحاب الدراجات النارية , ويسعون لتلاشي الموت المتحرك على الارض.
33 حالة وفاة من بينهم 20 طفلا، إثر حوادث السير منذ بداية العام الجاري.
وأوضح قال مدير شرطة المرور بغزة عائد حمادة في تصريحات له بغزة، أن 1500 قضية حوادث سجلت بغزة، نتج عنها 33 حالة وفاة من بينهم 20 طفلا، و55 إصابة خطيرة و283 متوسطة و355 طفيفة.
وأشار العقيد حمادة إلى أن العنصر البشري يتسبب بـ 85% من نسبة الحوادث المرورية وذلك من خلال السرعة المفرطة والتهور في قيادة المركبة، وعدم التزام السائقين بقواعد وأنظمة المرور والإشارات الضوئية إضافة إلى سياقة صغار السن والمراهقين ممن لا يحملون رخص القيادة. وبين أن من مسببات الحوادث المرورية أيضا سوء الطريق ونسبة تسببها في الحوادث بلغ « 10% »، فعدم تعبيد الطرق ووجود المنحنيات الحادة وعدم وجود ممرات المشاة وعدم توفر الإنارة الكافية ليلاً لانقطاع الكهرباء، وتأثر الطريق بعوامل الطقس وأحوال المناخ كل هذه الأشياء تتعلق بالطريق ولا تتحمل شرطة المرور المسؤولية عنها وتتحملها البلديات في المحافظات ووزارة الاشغال العامة.
ولفت العقيد حمادة إلى أن المركبة قد تكون أحد الأسباب التي تساعد في الحوادث المرورية.
وعن توقيت الحوادث المرورية قال حمادة « إن توقيتها يكون من الساعة الخامسة وحتى الساعة العاشرة مساءً، إذ يكون السائقون مرهقين، وبالتالي يقل تركيزهم وهذا يسبب بوقوع الحوادث المرورية أحيانا ».
تفحيط الدراجات النارية , سُيبقى الباب مفتوحاً امام وقوع مزيداً من الحوادث , وسط مطالبات " لتحديد اماكن واسعة لمثل هذه الرياضات, او فرض قيود على مستخدميها.