خبر مخاوف الخصوصية حاضرة في إصدارات « غوغل » الجديدة

الساعة 05:17 ص|24 مايو 2016

فلسطين اليوم

بعد أيام على مؤتمر « غوغل » السنوي للمطوّرين أو ما يعرف بـGoogle I/O، بدأت شكوك المستخدمين حول خصوصية معلوماتهم المتناقلة، وما إذا كانت عرضة للخطر خاصة بعد تطوير « غوغل » لمساعدها الذكي المدعوم من منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، والذي يمكنه استيعاب وتحليل بيانات المستخدم الخاصة، لمقارنتها ببيانات من العالم، واقتراح الإجراءات.

وأعلنت « غوغل » عن باقة متميزة من التقنيات، المشاريع والتطبيقات الجديدة. البداية مع تطبيق التراسل المرئي غوغل Duo، الذي قد يُخال لكثيرين أنّه مجرد تطبيق تقليدي لاتصال فيديو، مشابه لفيس تايم على « آيفون » و« آيباد ». إلا أنّ تطبيق « غوغل » الجديد، ورغم اعتماده على رقم هاتف المستخدم، يمتاز عن « فيس تايم » بخاصية مميزة لعرض الاتصال مباشرةً حتى قبل رد المستخدم. وحملت هذه الميزة اسم Knock Knock والتي ظهرت بمقطع دعائي للتطبيق لتحفيز المستخدمين على أخذ الاتصال من خلال فكرة ظهور المتصل بمكانه وشكله الحالي كأنه يراقب المتصل به وينتظره للرد.

وتشكّل « غوغل Duo » خطراً كبيراً على خصوصية المستخدمين، بحيث أنّ المتصل قد يكشف نفسه لا شعورياً أمام سارق الجهاز أو المخترق في حال استطاع التسلل إلى الجهاز وقام بتسجيل الاتصالات الواردة.

وفي سعيها لتطوير أجهزة الواقع الافتراضي، أطلقت غوغل منصة Daydream والتي تدعم تقنية الواقع الافتراضي VR على الهواتف الذكية العاملة بنظام « آندرويد ». وأكّدت الشركة أنّ Daydream متخصصة بتصنيع أجهزة متوافقة مباشرةً مع تقنيات الواقع الافتراضي وبجودة عالية.

أما Instant Apps، فهي ميزة مختلفة ومهمة لجميع مستخدمي أجهزة « آندرويد »، والتي تتيح للمستخدمين استخدام تطبيقات معينة لمدة ثابتة أو بشكل مؤقت ومن ثم تختفي من أجهزتهم. وتمكن هذه الميزة المستخدمين الاستفادة من التطبيقات لمدة محدودة قبل حجبها مجدداً. ومن شأن الميزة إبقاء مساحة أكبر داخل ذاكرة الأجهزة وإبقائها سريعة العمل بفضل إغلاق عدد كبير من التطبيقات التي يستخدمها العديد بفترة متقطعة. وتطرح هذه الميزة علامات استفهام في ما يخص الخصوصية. فأين تذهب معلومات المستخدم الشخصية المتواجدة داخل تلك التطبيقات الغير ثابتة؟ وما الذي يضمن أمنها في حال كانت مبرمجة لتحذف بعد فترة ثابتة؟

أما نظام المساعدة الصوتية Google Assistant، فهو تحسين للنظام القديم القائم على محادثات بين المستخدم والمساعد. وقد أصبح يستطيع القيام بكل ما تقوم به المساعدة الذكية لشركة « آبل »، « سيري »، مثلاً البحث عن فيلم لمشاهدته، السؤال عن افضل الأسعار المتوفرة لبطاقات كرة القدم وغيرها من الاقتراحات الذكية المتغيرة المبنية على الاستنتاجات السريعة. وقد جاءت التحسينات في الخصائص الداخلية، سرعة الاستجابة، إلى جانب القدرة على الحوار من المساعد والتي أصبحت جداً قريبة من الحوار الحقيقي البشري.

ولعلّ أبرز ما طرحت « غوغل » خلال مؤتمرها، هو تطبيق « Allo »، الذي يرتبط برقم هاتف المستخدم، إلى جانب ارتباطه بخدمة المساعدة الصوتية Google Assistant وذلك لتوفير وسائل تعبير متنوعة للمستخدم مثل التحكم بحجم ولون الرموز التعبيرية « Emoji »، الكتابة على الصور وغيرها من الميزات.

وكما تطبيق التنبؤ بالكلمات لدى أجهزة « آبل »، يوفّر Allo اقتراحات ردود سريعة محفظة واستنتاجية لتقليص الوقت على المستخدم عند الإجابة، كما يتيح الرد التلقائي وفقاً لفهمه لموضوع الصورة. هنا تكمن خطورة التطبيق من ناحية الخصوصية، بحيث أنّ نظام التطبيق يدخل لخصائص الصورة ويحلّل بياناتها قبل تقديمه لاقتراح الرد.

إذاً، كامل نصوص المستخدم وأصدقائه يتمّ تحليلها لتوفير أفضل رد ممكن من تطبيق « Allo »، ما يطرح عدداً من الأسئلة بشأن أمان تلك البيانات ومدى قوة الحماية المفعلة حولها. التطبيق يعتاد مرة بعد مرة على أسلوب كتابة ورد المستخدم ليصبح أفضل في اقتراح الردود وفقاً لمحادثات المستخدم التقليدية ونمطية إجاباته. ورغم أنّ شركة « غوغل » ردّت على أولى مخاوف الخصوصية عبر توضيحها آلية عمل التطبيق، والذي يدعم تطبيقات الـ bots التي تتيح للمستخدم طلب مساعدة الشركة مباشرةً ضمن التطبيق، أو تفعيل وضعية خفية تتضمن تشفيراً كاملاً مع إمكانية التدمير الذاتي للرسائل، وحذف جميع السجلات بمجرد إغلاق الوضعية الآمنة، إلا أن قسماً كبيراً من المستخدمين يبقى غير مرتاح، خصوصاً مع تحذير المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية NSA، إدوارد سنودن، المستخدمين من استعمال تطبيق Allo، حيث وصفه بغير الآمن، بعد قرار غوغل تعطيلها التشفير من نوع طرف إلى طرف End-to-end في تطبيقها الجديد.

كلمات دلالية