خبر ساندرز يواصل حملته لاصلاح إجندة حزبه وخاصة تجاه قضية فلسطين

الساعة 08:07 م|23 مايو 2016

فلسطين اليوم

رغم تراجع حظوظ المرشح الديمقراطي السيناتور بيرني ساندرز في الفوز بترشيح حزبه الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتقدم منافسته من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، إلا أن ساندرز عازم على الاستمرار في حملته حتى انتهاء الانتخابات التمهيدية يوم 14 حزيران 2016 في العاصمة الأميركية واشنطن.

وتمكنت كلينتون حتى هذه اللحظة من ضمان 2291 مندوب مقابل 1528 مندوبا لساندرز.

وتشير كافة الدلائل على أن ساندرز الذي يتعرض لضغوطات جمة من مؤسسة الحزب الديمقراطي التقليدية للانسحاب، (بما في ذلك ضغوط مباشرة من البيت الأبيض)، مصمم على « خوض المعركة حتى النهاية، كي يتبنى الحزب الديمقراطي أجندة تقدمية لصالح الفقراء والطلاب والشرائح المتضررة من الوحشية الحالية للنظام الرأسمالي الأميركي الذي حطم حياة الطبقة المتوسطة وأقحم قطاعات واسعة منها إلى خانة الفقر واليأس » بحسب قول جيف ويفر مدير حملة ساندرز.

وأكد ويفر أن ساندرز « لا يركز فقط على الأجندة المحلية بخصوص الاقتصاد والرعاية الصحية ومنح الفرص التعليمية أمام الفقراء، ولكن أيضاً على أجندة السياسة الخارجية التي ضلت طريقها وأصبحت رهينة المجمع الصناعي العسكري، والانصياع لضغوط مجموعات ضيقة الاهتمام خاصة في الشرق الأوسط ».

وعلمت القدس (الاثنين- 23/5/2016) من مصادر في حملة بيرني ساندرز الانتخابية ان ساندرز الذي طالب بمنح الفلسطينيين حقوقهم الوطنية باقامة دولتهم المستقلة وإنهاء الاحتلال و« العيش بكرامة وإنسانية في بلادهم » وتحدى هيلاري كلينتون في مناظرته الأخيرة يوم 14 نيسان الماضي لاتخاذ نفس الموقف الإنساني ما تسبب بسخط اللوبي الإسرائيلي ضده « سيطالب في المؤتمر الوطني الديمقراطي يوم 25 تموز المقبل في مدينة فيلادلفيا تعديل أجندة الحزب لتتناول تبني سياسة متوازنة وأكثر نزاهة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يعطي التزاماً جاداً للعمل من أجل قيام دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي » وهو ما أدى إلى حشد قوى أنصار إسرائيل لإحباط محاولات ساندرز حتى قبل انعقاد الانتخابات التمهيدية في ولاية كاليفورنيا الغنية بعدد المندوبين والمتوقع أن يفوز بها ساندرز.

وتروج حملة هيلاري كلينتون الانتخابية بالتعاون من عدد من المنظمات المناصرة لإسرائيل في أن استمرار ساندرز وعدم انسحابه يعزز من حظوظ المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب. ويقول هؤلاء إن ساندرز، الذي ينافس كلينتون، يمارس لعبة خطيرة تقود إلى تبنيه المحتمل لإستراتيجية الأرض المحروقة التي يتبعها ضد الحزب الديمقراطي (خاصة وأنه تقليديا ليس من الحزب بل هو اشتراكي)، وأن هذه السياسة لن تنجح سوى في مساعدة المرشح الجمهوري المحتمل ترامب في الاستيلاء على مقعد الرئاسة.

ويدير ساندرز حملة مدهشة وهامة، نجح من خلالها في جذب الحزب الديمقراطي نحو التيار اليساري ووجهات النظر التقدمية. ولا تقل حشود مؤيديه في حجمها عن حشود ترامب، وربما تتسم بالمزيد من الحماس، كما جلب جحافل من الشباب الأمريكي إلى العملية السياسية.

يشار إلى أنه كما ذكر، فلم يفز ساندرز بترشيح الحزب، إذ تتقدم هيلاري كلينتون عليه بفارق يستحيل التغلب عليه من ناحية عدد المندوبين (تتقدم عليه في المجمل بنحو 3 ملايين صوت)، ما يعكس حقيقة أن الديمقراطيين يفضلونها كمرشحهم في انتخابات الرئاسة.

وتتذمر حملة كلينتون من أن ساندرز « بدلاً من قبول هذه الحقيقة الواضحة، ماض في حملته ويتصرف بشكل غير عقلاني وأنه (ساندرز) يزعم منذ البداية أن الحزب (الديمقراطي) يعمل على ترجيح كفة كلينتون، وأن حملته تسعى الآن إلى إثارة مشاعر الاستياء والغضب تجاه الحزب أكثر من كلينتون وهو تصرف طائش قد يقود ترامب إلى البيت الأبيض ».

وتبين كافة استطلاعات الرأي أن تصريحات ترامب ومواقفه البغيضة تقوض أعداد مؤيديه على نحو يُصعِّب عليه الفوز في انتخابات الرئاسة، وأن حظوظ ساندرز ضد ترامب أفضل من حظوظ كلينتون ضد ترامب خاصة وأنها (كلينتون) لا تحظى بثقة العديد من الأميركيين.

ويروج اللوبي الإسرائيلي بأن ساندرز وحملته الانتخابية « يتصرفان على نحو مخز وغير مسؤول » وأنه بدلاً من قبول الهزيمة وتأييد كلينتون، يقوم ساندرز باتهام الحزب الديمقراطي بتزوير عملية الترشيح ضده. ولكن إذا كان يعني حقاً ما يقوله حول بذل ما في وسعه للحيلولة دون انتخاب ترامب، فـ « يجب ألا يكتفي بتعديل خطابه المناهض لكلينتون وأن يتوقف هو وحملته عن مهاجمة الحزب الديمقراطي على نحو قد ينفر الناخبين في خريف هذا العام كما يجب عليه التوقف عن تشويه إسرائيل وما تقوم به للدفاع عن نفسها » بحسب اللوبي الإسرائيلي.

والسيناتور ساندرز (من ولاية فيرمونت) هو يهودي أميركي كان والداه قد نجيا من المحرقة النازية قبيل هجرتهما إلى الولايات المتحدة.

كلمات دلالية