خبر هذا كله بيبي- معاريف

الساعة 10:09 ص|23 مايو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: بن كسبيت

قولان عابران لبنيامين نتنياهو أمس كشفا عن مزاجه. الاول، عندما سُئل عن رد فعله على الانتقاد الجماهيري القاسي حول الطريقة التي نحي فيها وزير الدفاع المقدر موشيه بوغي يعلون. واذا ما أوجزنا رد نتنياهو فسنحصل على شيئا من قبيل: اهدأوا، كنت ولا ازال المسؤول شبه الحصري عن أمن اسرائيل، أنا اقوم بعمل لا بأس به، أليس كذلك؟ وبالتالي كفوا عن بلبلة العقل.

 

          الحالة الثانية، وهي نادرة اكثر، التقطت في ميكروفونات كاميرات التلفزيون في اثناء مناسبة تصوير جلسة الحكومة. نتنياهو، الذي لم يعرف بان اقواله تسمع وتسجل، سمع هناك يوبخ وزير الطاقة يوفال شتاينتس على أنه لم يحصل على حظوة كافية (برأيه) في موضوع صفقة الغاز. « ماذا عن الحظوة لرئيس الوزراء على صفقة الغاز؟ »، سأل – وبخ يوفال البائس، الذي يحاول في السنة الاخيرة (عبثا) ان ينقذ لنفسه بارقة حظوة ما على الصفقة، التي تنزع منه غير قليل من الصحة – ولكن عبثا.

 

          والان الى التحليل: الامن في يدي بيبي. صفقة الغاز، كما أسلفنا. في اثناء حملة الانتخابات الاخيرة، اخذ الحظوة ايضا على اصلاحات كحلون الخلوية. ولماذا لا يأخذها؟ نعم، كحلون جاء بالفكرة، تصدى لعظماء الخلوي، تسلق الحائط ورأى بركة في عمله. ولكن لحظة، من عينه؟

 

          دون أن ينتبه، يعترف نتنياهو بما نكتبه هنا منذ زمن بعيد: طريقة الحكم في اسرائيل تغيرت. فالحديث يدور عن نظام ملكي، او قيصري. ليست ديمقراطية برلمانية بعد اليوم. كل اصحاب المناصب الذي يحيطون برئيس الوزراء زائدون. فعلى أي حال، هو الذي يحمل غير قليل من الحقائب (امس واليوم حقيبة الدفاع ايضا)، هو المسؤول عن كل شيء، نجاحاته (عندما تكون اخفاقات يسارع الى القائها على الاخرين) وهو يصر ايضا على أن يأخذ الحظوة. بوغي يعلون؟ قائد سييرت متكال، الرجل الذي صفى ابو جهاد في تونس، رئيس اركان، وزير دفاع، رجل غني التجربة قضى 40 سنة في جهاز الامن؟ فراطة. كل هذا هو بيبي. وهو لا يحتاج حقا الى أي مساعدة. وحتى لو كان جيء بدلا من بوغي، الى كرسي وزير الدفاع قوار نبتة او قشرة ذرة فان النتيجة واحدة، بفضل بيبي.

 

          خسارة أن الميكروفون لم تلتقط في أي مرة الفزع الذي يعلق فيه حين تكون امكانية خطر ما في أن تكلفه هذه الالاعيب مقاعد في الكنيست. في البداية دفع جدعون ساعر الى الخروج من الليكود، وبعد ذلك استجدى أن يعود. قبل الانتخابات عرض عليه سرا ان يكون رقم اثنين، وان يختار المنصب الاعلى في الحكومة، ان يكون وزير كابنت ونائب رئيس الوزراء. وغداة اعتزال ساعر اتصل نتنياهو بجلعاد اردان. وكان يعرف انه يوجد على اردان ضغط للاعتزال مع ساعر او في اعقابه، وكان مصمما على أن يمنع هذا. فقد كان يعرف بان اعتزال الرجلين معناه انحلال من شأنه أن يكلفه الثمن في الانتخابات. وقد اقسم لاردان بان يحصل على حق الاختيار الاول للحقيبة الاعلى في يد الليكود، واعلن بان « السماء هي الحدود »، وشرح بانه يريد اردان الى جانبه ويرى فيه امكانية كامنة للخلافة مع حلول الوقت. فبقي اردان في الليكود. اما بعد الانتخابات فلم يأبه به. وبقي اردان المحبط خارج الحكومة وفي النهاية زحف اليها.

 

          مع موشيه كحلون، ذات الشيء بالضبط. بداية يهين، يدفع الى الخارج ويصفي، وبعدها ينذعر، يقترح كل مبلغ واغراء كي يجتذب مجددا، يطلق تصريحات عظمى (رئيس سلطة اراضي اسرائيل بعد الانتخابات!) ويتجاهلها فور زوال التهديد.

 

          بتعبير آخر، فان كل من هو قلق من تعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع، يمكنه أن يهدأ. ايفات؟ من يأبه به على الاطلاق. هذا كله بيبي. ليبرمان سيكون زينة يستعرض حرس الشرف في ارجاء العالم، اما بيبي، فقط بيبي، فسيواصل حراستنا.

 

كلمات دلالية