خبر الطاقة الشمسية.. ملاذ الغزيين في ظل أزمات الكهرباء المعقدة

الساعة 01:18 م|22 مايو 2016

فلسطين اليوم

الطاقة الشمسية.. ملاذ الغزيين في ظل أزمات الكهرباء المعقدة

* انارة الشقة الواحدة بالطاقة الشمسية تتطلب 1200 - 8000 دولار

* حقق استثمار الطاقة الشمسية الراحة والأمان للغزيين بعد سنوات من المعاناة

* بنك فلسطين كان أول المؤسسات الداعمة للطاقة الشمسية

دفعت أزمة الكهرباء المستمرة في قطاع غزة المواطنين إلى استخدام بدائل عديدة للحصول على تيار كهربائي، دفع البعض حياتهم جراء استخدامهم الوسائل غير الآمنة، إلى أن انتشرت طريقة آمنة تتمثل في الطاقة الشمسية غالية الثمن مقارنة مع دخل الفرد، ووجود عدة شركات تسهل على الفرد الحصول على هذه الطاقة بالتقسيط الشهري.

وبدأت أزمة الكهرباء في قطاع غزة عقب سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو 2007 ،حيث تعرضت المحطة الوحيدة في القطاع للقصف الإسرائيلي من جهة، وتوقف الاتحاد الأوروبي عن تمويلها بالوقود المجاني.

أكثر من 30 مواطنا لقوا مصرعهم جـراء استخدامهم بدائل الطاقة الكهربائية، من مولدات كهربائية، وشموع، ونيران، فمنهم من قضى حرقا جراء الشموع، ومنهم من انفجر في منزله المولد، الأمر الذي دفع المواطنين للاستغناء عن تلك الوسائل واعتماد نظام الإضاءة عبر بطاريات تعرف باسم «اللدات».

ولكن الكثير من المواطنين لا تلبي إضاءة اللدات احتياجاتهم، نظراً لحاجتهم الماسة للكهرباء، لجأوا إلى استخدام الطاقة الشمسية، ووجـدواً مؤسسات عديدة تسهل على المواطن شراء هذه الخدمة التي تخلصه تماما من أزمة الكهرباء ومن شركة الكهرباء والتزاماتها.

راحة بعد معاناة

المواطن طلال عبد العال، صاحب شقة في أحد الأبراج السكنية في مدينة غزة، أوضح لمراسل «حياة وسوق»، أنه لا يقدر على العيش بدون كهرباء، لذلك لجأ منذ اللحظة الأولى للأزمة لشراء موتور كهرباء أكثر من مرة رغم أنه عالي التكلفة بسبب ارتفاع سعر البنزين، واضطر للاستغناء عنه واللجوء للطاقة الشمسية من سماعه أخبار انفجارات المولدات في المنازل والمحال

وإصابة أصحابها

وأوضح، أن مشروع الطاقة الشمسية لشقته كلفه خمسة آلاف دولار أميركي، حيث ضمن استمرار التيار الكهربائي على مدار الساعة، من دفع الفواتير لشركة الكهرباء.

وأكد، أن العيش بدون كهرباء جحيم لا يطاق، ففي الشتاء تحتاج للتدفئة وفي الصيف للتهوية، والأبناء للدارسة وغيرها...

ولفت إلى أن التكلفة الآن قلت عن ذلك نظرا لإقبال المواطنين عليها، وزيادة المنافسين العاملين في هذا المجال.

في نفس السياق، حث الأستاذ منذر شقلية 47 عاما المواطنين على الاتجاه الى استخدام الطاقة الشمسية ليجدوا فيها الراحة التامة، ولا يكترثوا لتلاعب شركة الكهرباء غير القادرة على توفير الطاقة للمواطن.

وأوضـح، لـ «حياة وسـوق»، أنه يشعر منذ عام بالراحة التامة وهو عمر لجميع المواطنين ان يرتاحوا مثله من أزمة تركيبه الخلايا الشمسية، متمنيا الكهرباء.

وقال:» تكلفة مشروع الطاقة الشمسية يأتي حسب حاجة المستهلك، وأن المشروع كلفه العام الماضي 3200 دولار، يستطيع تشغيل الانارة والتلفزيون والمراوح والثلاجة» ويستعين بشركة الكهرباء في تشغيل الأدوات الحرارية كـ (المكواة والسخان والفرن والغسالة).

وأضاف، أن الاستغناء عن شركة الكهرباء بنسبة 100 % ممكن في حال زيادة عدد الخلايا والبطاريات وهذا يتطلب تكلفة مادية أكبر.

وأكد، ان الرائع في المشروع أنك لا تعاني بالمطلق من مشكلة الكهرباء على مدار الساعة. بترتب نفسك، بحيث ان لا تنقطع من الاضاءة.

ونوه، إلى أن «بنك فلسطين» خصص برنامجا للطاقة الشمسية بنسبة ربح هامشية جدا  لتشجيع المواطنين على استخدام الطاقة البديلة. موجها الشكر لكل مؤسسة تقدم تسهيلات للمواطنين تسهم في إنقاذهم من معاناة الكهرباء.

بنك فلسطين.. أول المؤسسات الداعمة للطاقة الشمسية

ومن أول المؤسسات الوطنية التي دعمت هذا المشروع، كان بنك فلسطين، حيث أعلن عن برنامج القروض الخضراء للمواطنين يهدف إلى تمويل المشاريع الصديقة للبيئة ومن بينها تمويل الطاقة الشمسية للأفراد والمؤسسات، ضمن شروط معينة، بنسبة ربح هامشية لتشجيع المواطنين

على التخلص من أزمة الكهرباء.

وفي نفس السياق، أكد المهندس نبيل معروف مدير شركة رنيوبل بور للهندسة والمقاولات والطاقة الشمسية لـ «الحياة الجديدة»، أن إقبال المواطنين على استخدام الطاقة الشمسية يزداد يوماً بعد يوم، نظرا لأن المواطن فقد الثقة في إمكانية حل أزمة الكهرباء في غزة، وعدم وجود برنامج محدد للكهرباء.

وقال:» إن أزمة الكهرباء في غزة، فرضت الطاقة الشمسية بديلا لشركة الكهرباء في غزة، ورغم أن تكلفتها في المرحلة الأولى عالية إلا أن ناتجها لما توفره من طاقة دائمة يعد أقل تكلفة من البدائل الأخرى وأكثر أمانا مصدرها الشمس التي لا يتحكم بها الا االله وليس البشر، وتخلص المستهلك من فواتير وأعباء شركة الكهرباء.

وأضاف، أنه اعتمد نظام تقسيط المبلغ للمستهلكين حسب المبلغ من ستة أشهر حتى عام، إلى جانب تعاونه مع «بنك فلسطين» الذي أعلن عن قروض نظيفة للطاقة الشمسية بأقل نسبة ربح.

وأوضـح، أن ارتفاع نسبة الإقبال على الطاقة الشمسية ناتج عن زيادة الشركات المنافسة وانخفاض الأسعار عن العام الماضي.

سعر التكلفة للوحدة السكنية

وأوضح، أن الأسعار تختلف حسب ما يحتاجه المستهلك من الطاقة الشمسية، فهي تتراوح من 1200 دولار أمريكي وحتى 8 آلاف دولار أمريكي. مشيرا إلى أن الوحدة السكنية تحتاج من 1كيلو5 -كيلو، وهنا يكون الفرق في الأسعار.

وأوضح، أن 1 كيلو، يقتصر على الإنارة وتشغيل المراوح والتلفزيون، أما من يريد تشغيل مكيفات ومرواح وتلفزيونات وإنارة كبيرة يحتاج على الأقل إلى 3 كيلو وصولا إلى 5 كيلو، لكنه لا يستطيع تشغيل الأجهزة الحرارية كـ (السخان والفرن والغسالة) في ساعات الليل نظرا لان سحب هذه الأجهزةً عالي جدا ويستنفذ مخزون الطاقة الموجود في البطاريات ساعات الليل، لكنه يمكن تشغيلها في ساعات النهار لأن مصدر الطاقة يكون الشمس بشكل مباشر.

وأشار، إلى أن الشركة تقدم النصائح وطرق الاستعمال السليم للطاقة لأي مستهلك، وبدوره يقوم بتهيئة نفسه وتوعية أسرته على كيفية استخدام الطاقة.

وأكد، على أن المواطن الذي يتجه للطاقة الشمسية يكون قد حقق لنفسه راحة ما بعدها راحة، ويصبح لا يكترث لأزمة الكهرباء في القطاع بالمطلق.

وفي السياق نفسه، كشف المهندس معروف، أن سلطة الطاقة في غزة بصدد دراسة مشروع لتزويد 10 آلاف منزل بالطاقة الشمسية بقدرة من 1-2 كيلو ، وبالتقسيط للمواطن على فاتورته الشهرية، تسمح بضخ هذه الكمية على الشبكة.

يشار إلى أن أزمة الكهرباء تشكل إرهاقاً للمواطنين في قطاع غزة منذ عشرة أعوام، وهناك من لا يستطيعون الاستغناء عنها دقيقة واحدة لان حياتهم مرهونة بها، خاصة أولئك الذين يستخدمون أجهزة الأكسجين التي تعمل على الكهرباء.

ومع توفر الطاقة الشمسية في القطاع، إلا أن الغالبية من المواطنين لا يستطيعون الاعتماد عليها لعدم قدرتهم على دفع تكاليفها الأولية، كما انهم لا يستطيعون دفع فاتورة الكهرباء للشركة.

كلمات دلالية